كريتر نت – العرب
انطلقت أوّل مهمّة فضائيّة عربيّة لاستكشاف المرّيخ الإثنين من اليابان، حيث حمل صاروخ مسبار الأمل الإماراتي إلى الفضاء، بعدما كانت الأحوال الجوّية قد تسبّبت في تأخير إطلاقه.
وأظهر بثّ مباشر انطلاق مسبار الأمل غير المأهول من مركز تانيغاشيما الفضائي في جنوب اليابان الساعة 6,58 (09,58 بتوقيت غرينتش).
وقالت شركة “ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة” المسؤولة عن الصاروخ في بيان بُعيد الإطلاق “أطلقنا الصاروخ اتش-آي آي آيه رقم 42 (اتش-آي آي آيه أف 42) الذي يحمل على متنه مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ (…) في الساعة 6,58,14 (بتوقيت اليابان) (21,58 ت غ)”.
وبعد خمس دقائق من الإطلاق، كان الصاروخ الذي يحمل المسبار في مساره، حيث قام بأوّل انفصال لمحرّكات الدفع الجانبي.
ووصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، ليلة إطلاق مسبار الأمل بـ”التاريخية”، وبأن بلاده “فخر العرب”.
ففي تغريدة نشرها قرقاش على صفحته الخاصة في تويتر، قال فيها “مسبار الأمل ينطلق في هذه الليلة التاريخية، الإمارات فخر العرب وقوة الأمل تقلص المسافة بين الأرض والسماء، عيشى بلادي عاش اتحاد إماراتنا”.
من جهتها، قالت وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة بالإمارات سارة الأميري إن مهمة بلادها إلى المريخ تكلفت 200 مليون دولار.
وكتبت كالة الأنباء الإماراتية الحكومية “ينطلق مسبار الأمل ويتحقّق الحلم وتعانق أحلامنا عنان الفضاء”.
وتستهدف المهمة توفير صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ وأجوائه للمرة الأولى وذلك بإعداد دراسة يومية وفصلية عن التغيرات التي تطرأ عليه.
وأعلنت الإمارات عن خطط المهمة للمرة الأولى في 2014، ودشنت برنامج فضاء وطنيا في 2017 لتطوير خبرة محلية في هذا المجال.
ولدى الإمارات خطة طموحة لإقامة مدينة سكنية على المريخ بحلول 2117.
وأصبح هزاع المنصوري أول إماراتي يصل إلى الفضاء في أيلول 2019 في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية.
ومن أجل تطوير وبناء مسبار الأمل، عمل الإماراتيون ومركز محمد بن راشد للفضاء مع مؤسسات تعليمية أميركية لديها الخبرة في علم الفضاء.
وسيشرف مركز محمد بن راشد للفضاء على المسبار خلال رحلته التي يقطع خلالها مسافة 494 مليون كيلومتر بمتوسط سرعة يبلغ 121 ألف كيلومتر في الساعة.
وتريد الإمارات أيضاً أن يكون المشروع مصدر إلهام للشباب العربي، في منطقة غالباً ما تعاني نزاعات وأزمات اقتصاديّة.
وفي الفترة التي سبقت المهمة، أعلنت الإمارات أنّها تفتح أبوابها للعرب في جميع أنحاء المنطقة التي تعصف بها الأزمات، للمشاركة في برنامج فضائي لثلاث سنوات.
وقالت هند العتيبة مديرة الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الخارجية إنّ “الأمل ملك لملايين الشباب في هذه المنطقة من الذين يتوقون إلى التقدم والإلهام والفرص”.
وتابعت “إنه تحدّ مباشر لأولئك الذين يواصلون قمع هذه التطلعات”.
وهناك ثلاث مهمّات نحو المريخ، هي إضافة إلى المهمة الإماراتية واحدة من الصين وأخرى من الولايات المتحدة، تستفيد هذا الصيف من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح هذا الكوكب الأكثر استقطابًا للاهتمام في المجموعة الشمسيّة.
وسيستغرق مسبار الأمل سبعة أشهر للسفر لمسافة 493 مليون كيلومتر إلى المرّيخ، ليبلغ هدفه تزامناً مع احتفال الإمارات بمرور 50 عاماً على قيام الدولة الموحّدة. وسيقوم المسبار بالدوران حول الكوكب لسنة مريخية كاملة أي 687 يوماً.
وفي حين أنّ هدف المهمّة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيّات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علميّة، فإنّ المسبار جزء لهدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المرّيخ خلال الأعوام المئة المقبلة.
ويحمل المسبار 3 آلات علمية لدراسة مناخ المريخ، كما يحمل مقياسا لدراسة درجات الحرارة والجليد وبخار الماء والغبار.
ووحدها الولايات المتحدة والهند والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية نجحت في إرسال بعثات إلى مدار الكوكب الأحمر، في حين تستعدّ الصين لإطلاق أوّل مركبة فضائية للمريخ في وقت لاحق من هذا الشهر.