كتب : صالح البيضاني
اليمني بطبيعته هدف محتمل وسهل لعمليات النصب، فبينما – على سبيل المثال- مازال المصريون يتوجسون حذرا من أي شركات توظيف أموال بسبب ماعلق في ذاكرتهم حول شركة “الريان” التي أصبحت مضرب المثل في الاستحواذ على أموال المساهمين؛ في اليمن تتكرر القصة باستمرار بالرغم من مرور عشرات التجارب من هذا النوع، وحتى أيام خلت خرج المئات في صنعاء للمطالبة بإطلاق سراح امرأة يقال انها استطاعت إقناع الآلاف باستثمار أموالهم على الرغم من التعقيدات التي تحيط بالقصة والانقسام حول حقيقة ما تقوم به من استثمار لهذه الأموال.
وفي هذا المجال يمكن أن أورد مثالين لاثنين من بين عشرات المحتالين الذين استطاعوا النصب على اليمنيين في الداخل والخارج قبل أن يتواروا عن الأنظار؛ الاول (ع. ش) الذي جمع اموال طائلة تقدر بالمليارات من المغتربين اليمنيين في الخليج قبل أن يختفي وتنقطع أخباره.
أما الثاني فهو المدعو (أ. ض) صاحب المبادرة الوهمية لنقل آلاف اليمنيين للعيش في كندا، حيث استطاع خداع الآلاف بالفعل من المتعلقين بقشة أمل، قبل أن يختفي لفترة وجيزة ويعود بخدعة جديدة من خلال الترويج لمكتب محاماة مزيف قال انه سيسهل لليمنيين الحصول على التأشيرة الكندية مقابل آلاف الدولارات.
(أ.ض) اختفى بعد ذلك، ليعود بحيلة جديدة وهي الترويج لجامعة الكترونية أمريكية وهمية كذلك تدرس باللغة العربية مع وعد ان من يحصل على شهادتها سيتمكن من الهجرة إلى كندا!
والمؤسف أنه استطاع خداع الكثير من اليمنيين المتعطشين للهجرة لثلاث مرات متتالية من دون أن يلحظ أحدهم كذب الرجل َاحتياله الصريح.
ولا ننسى هنا ان نشير إلى تعرض آلاف اليمنيين للنصب ايضا عبر الانترنت من خلال تلقيهم رسائل مضللة حول كنز مدفون او رجل اعمال افريقي اختارهم لتقاسم امواله غير المشروعة معهم، او من خلال طلب حسابات وهمية لأميرات وامراء عرب تحويل بعض المال لشخص محتاج في الأردن حتى تفتح البنوك بعد انتهاء اجازة نهاية الأسبوع مع وعد بمكافأة مجزية مقابل هذه الشهامة اليمنية المنقطعة النظير!
ويمكن أن نذكر في سباق الحديث عن ملف الاحتيال ايضا تعرض المئات وربما الآلاف من اليمنيين للخداع من قبل شبكات منظمة لبيع التأشيرات المزيفة إلى اوروبا والكثير منهم باع كل مايملك وذهب بعائلته لاحدى الدول العربية إستعدادا للسفر ليتم احتجازهم في المطارات وسجنهم بعد اكتشاف تزوير تلك الوثائق، وقد شارك سياسيون يمنيون للأسف في مثل هذه الأعمال من أمثال المحتال الشهير (ي. ي) الذي تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالوثائق التي تثبت نصبه واحتياله وجنيه آلاف الدولارات من كل شخص أوهمه بمنحه تأشيرة سفر إلى أوروبا مع أن القاصي والداني يعلم أنه لا يمكن الحصول على تأشيرة “شنغن” الا عن طريق السفارات الاوروبية وبعد البصمة !
وفي الاخير اود ان أشير كذلك الى ان طيبة اليمنيين وربما سذاجة البعض، جعلتهم هدفا مفضلا لعصابات الاحتيال سواء على الانترنت أو في بعض الدول، حيث يتم اقتناصها وخداعهم بطرق بدائية، والرابط المشترك في كل القضايا أعلاه هو استغلال الرغبة العارمة لديهم في الهجرة للعالم الجديد او الحصول على أرباح سريعة او الثراء الفاحش، وأحيانا استغلال لطيبة الشخصية اليمنية وبساطتها وشهامتها.