كتب : محمد مقبل “أبو شادي”
مالذي يحدث هناك، حين تستفحل بأيامهم المعاناة، و يتقشفون الظروف القاسية، يحتسون كسرا من الخبز اليابس المبللة بريق المعاناة، كل هذا يحدث جهارا نهارا في وطني، انها المعاناة في زمن الأضحى، وقت حضور العيد..
أقبل اليوم عيد الأضحى المبارك و دنت ساعة الصفر للوقوف بعرفة، و ذبح الأضاحي التي أصبحت كاهلا يؤرق الكثير من المواطنين و الأسر في وطني الحزين، الذي أنهكته غرف السمسرة و الفساد، و قضت على خيراته تلك الجحافل و الحروب..
اليوم الأسر الواقعة تحت خطر الفقر المدقع في وطني لا تجد قيمة الأضحية، بالوقت الذي يتطاول فيه المسوولين و الهوامير بالبنيان، و يشترون أضخم العقارات و أحدث السيارات، من أموال البسطاء و المساكين، في ظل حكومة لا شرعية فاشلة..
ما الذي يحدث في مجتمعنا اليوم؟
حتى تلك المنظمات و الجمعيات تكتفي بعمل بورتات إعلانية و ملصقات، و تجني المليارات بذريعة توزيع الأضاحي للفقراء الذين لا يجدون ذلك إلا في وسائل التواصل الإجتماعي..
أين أضحية الأبطال المرابطين في مواقع الشرف و البطولة، في كل جبهات القتال المشتعلة بالضالع و غير الضالع، ضد طغيان الجحافل و الأتباع؟
أين أضحية الجرحى الذين بترت أقدامهم، و أصبحوا محبوسين في زوايا الغرف المغلقة؟
أين أضحية أسر الشهداء الأبرار الذين توشحوا أوسمة الخلود و هم يدافعون و يذودون عن حياض عن هذا الوطن؟
أين أضحية الفقراء الذين كفلت حقوقهم الإنسانية و ديننا الإسلامي الحنيف..؟
تساؤلات تنتظر من سيجيب عنها في هذا الوقت القصير قبل حلول العيد!
رسالتي لأهل الخير، و أصحاب القلوب الرحيمة، بان ينظروا بان هناك أرقاما كبيرة من الأسر التي لم تجد قيمة أضحية العيد، نعم، لم تكن يوما مذنبة بأن أفقدتها الظروف بسمات الأضحى المبارك، ذنبها الوحيد انها وجدت في بلد بائس لا يحترم فيه الأغنياء فقراء الناس، مجتمع غابت فيه قيم التعاون و العطف و الرحمة، و الله المستعان على ما يصفون…!