كريتر نت- كتب / عهد الخريسان
ونحن على بعد أيام تفصلنا عن عيد الاضحى المبارك بما يحمله من مشاعر روحانية كذلك يكثر الحديث عن التكاليف والأعباء التي اثقلت ظهر المواطن بسبب غلاء الاسعار وانهيار العملة، ثم يأتي بعد العيد الحديث عن المدارس وهو حديث من نوع جديد ليس عن اسعار الملابس والدفاتر ولكنه حديث يبداء بسؤال هل ستفتح المدارس ابوابها هذا العام؟!!!.
سؤال بوزن كابوس اضحى جاثما على اولياء امور عشرات الالاف من ابناءنا الطلاب الذين اصبحوا ضحية صراع صبغته السياسة بالوانها!!!.
وكعادتنا نبداء القصة من بدايتها فمع مطالبة المعلمين ونقابتهم بحقوقهم المالية المعتمدة والمقرة لهم الا ان الحكومة قامت بتجميدها من سنوات وهي علاوات سنوية وتسويات ومستحقات مالية للمعلمين متراكمة على مدى سنوات مما دفع النقابات الى اعلان الاضراب بمراحلة الجزئي الى الكلي الشامل والذي استمر لفصل كامل في العام الدراسي الماضي ويرجح البعض الى ان يكون مصير هذا العام مشابها له وهذا مالا نريده.
وفي المقابل واجهت الحكومة مطالب المعلمين بكثير من التعنت والعنجهية في بعض الاحيان وبالكذب والمرواغة في احيان اخرى وابرمت العديد من الاتفاقات ولم تنفذ منها شيئ بل صرح احد مسؤولي الحكومة انه اذا صرفت الحكومة حقوق المعلمين المالية فسيحصل تضخم وتتاثر قيمة العملة وتنخفض بشدة كان حديثه وصرف الدولار 500 ريال واليوم تجاوز 750!!!، ومسؤول اخر تحدث عن قلة السيولة وضعف الايرادات وحالة الحرب!!.
تحدث مسؤولي حكومة الفساد واحفادهم يدرسون في مدارس اجنبية رسومها بالعملة الصعبة، يدرسون في القاهرة والرياض واسطنبول وبرلين وواشنطن، تحدثوا عن استحالة صرف حقوق المعلمين وحسابات الحكومة متخمة بملايين الدولارات في البنك الاهلي السعودي تنفقها الحكومة على نفسها في الفنادق!!!.
يتحدثون عن المعلمين ان حصلوا على حقوقهم ستنهار العملة وهي تنفق على عشرات السفارات في الخارج وتصل نفقاتها الى ثلاثة اضعاف نفقات وزارة التربية والتعليم فسفاراتنا في عهد شرعية الفساد تجاوز العاملين فيها العشرة الاف بكثير بل ان عدد سفاراتنا يقارب سفارات دول عظمى فالتعيينات تجاوزت حد المعقول بل ان الكثير تحجج بوضع الحرب واصطحب اسرته بالكامل واضاف نفقات سكن وتعليم ورعاية صحية لاسرته والكل يعلم ذلك.
اكثر من سبعين مليون دولار شهريا للسفارات والبعثات والدبلوماسيين الذين لا يحمل بعضهم حتى شهادة الثانوية العامة بينما حقوق المعلمين لا تتجاوز خمسة بالمئة من نفقات السفارات وهي من تتسبب بضعف العملة!!.
الا تستطيع الحكومة اغلاق بعض السفارات وتخفيض عدد الموظفين في سفارات اخرى لتدفع للمعلمين حقوقهم ونبدا عام دراسي هادى ويعود ابناء دبلوماسيي الغفلة ليدرسوا في مدارسنا ام ان ابناءهم اعتادوا على المدارس الانجليزية والفرنكفونية؟!!.
شرعية الفساد فيها من الخبث والحقد على الجنوبيين وابناءهم ما يجعلها تعلق حقوق المعلمين وتغلق المدارس وهذا فخ قد وقعت فيه نقابة المعلمين الجنوبيين الذي يبدوا بان قيادتها لا تستطيع وضع خيارات حقيقية لانتزاع حقوق المعلمين واسلوبها في المطالبة قد عفا عليه الزمن في التعامل مع هذا الفخ الذي ذهب ضحيته ابناءنا.
نقابة المعلمين الجنوبيين اليوم على المحك وعليها تطوير اسلوب مطالبتها لحقوق المعلمين وعدم التعسف في حق الاضراب وعلى قيادتها ان تنعزل عن الممارسات الثورية وتنفذ الممارسات الحقوقية والاجتماعية والاعلامية لضغط على حكومة الفساد.
حقيقة ما دفعني لكتابة هذا المقال هو صمت النقابة طوال الاشهر الماضية حتى يبداء العام الدراسي لتعلن تجديد الاضراب ويصبح نشاطها الرئيسي متابعة تنفيذ الاضراب والتقاط الصور داخل المدارس التي تخلوا من ابناءنا وهذا ما تريده شرعية الفساد لذا نقول لهم ابحثوا عن الخيارات التي ترغم الشرعية وتجبرها على دفع حقوق المعلمين دون الاضرار بمستقبل ابناءنا وسنكون معكم في مقدمة الصفوف ابحثوا عن الخيارات الاخرى فان لم تجدوها ستخبركم عن مكانها في مقال قادم.