كريتر نت – العرب
كشف تسجيل مسرب للقائد العسكري الإخواني ومستشار محور تعز عبده فرحان المخلافي عن مخطط مشترك لجماعتي الإخوان والحوثيين في اليمن بهدف الوصول إلى باب المندب والسيطرة على ميناء المخا.
وظهر المخلافي، الذي يوصف بأنه الحاكم العسكري الإخواني لمحافظة تعز، يتحدث عن خطة للسيطرة على ميناء المخا الاستراتيجي على البحر الأحمر وتلقي دعم عسكري من تركيا تحت غطاء إيراني.
وسخر المخلافي في التسجيل الذي نشره حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل اسم “الحجرية” من أداء التحالف العربي في المعركة مع الحوثيين، مشيرا إلى أن تدخل أطراف إقليمية جديدة (تركيا، إيران) سيضاعف من مشكلة التحالف في اليمن.
وتزامنت تسريبات القائد العسكري الإخواني مع حملة إعلامية منسقة تستهدف قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، يشترك فيها الحوثيون والإخوان على حد سواء.
وأكد التسجيل المسرب تقارير سابقة انفردت بها “العرب” حول مخطط إخواني حوثي مشترك بدعم من تركيا وإيران للسيطرة على باب المندب، وتصاعد التنسيق بين الجماعتين بهدف تصفية قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي لليمن.
ولفتت مصادر إلى أن ملامح المشروع التركي في اليمن باتت أكثر وضوحا مع بروز حالة التمايز التي تكشف عن نشاط تيار موال لقطر داخل الحكومة اليمنية يعمل على إفشال اتفاق الرياض والدفع باتجاه مواجهات داخل المعسكر المناوئ للحوثيين.
وشهدت محافظة أبين تجددا للمواجهات بين قوات المجلس الانتقالي اليمني والقوات الحكومية بالرغم من إعلان السعودية عن الاتفاق على آلية جديدة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض الموقّع بين الطرفين في نوفمبر الماضي.
واعتبرت المصادر أن المواجهات تكشف عن النفوذ الذي يتمتع به التيار الموالي لقطر الرافض لاتفاق الرياض والذي يعمل على خلق واقع عسكري وسياسي وإعلامي جديد في المشهد اليمني معاد لدول التحالف العربي على قاعدة التقارب الحوثي – الإخواني المدعوم من قطر وتركيا وإيران.
ويحذر مراقبون سياسيون يمنيون من نجاح تيار قطر في الحكومة اليمنية الذي يشكل الإخوان عموده الفقري، من قطع شوط كبير في توسيع دائرة نفوذ الدوحة في أربع محافظات يمنية محررة على الأقل هي تعز وشبوة والمهرة ومأرب، عبر استخدام أدوات الشرعية لقفازات لهذا المشروع، إضافة إلى تحويل مسؤولين رسميين في الحكومة إلى وسائل لتشويه التحالف والتشكيك في أهدافه على وسائل الاعلام.
وتتجه قوى الاستقطاب القطرية – التركية – الإيرانية في اليمن لتكوين جبهة عريضة تضم الإخوان والحوثيين وتيار جنوبي موال لإيران بقيادة باعوم وبعض قيادات حزب المؤتمر الخاضعة للجماعة الحوثية، إضافة إلى عدد من القيادات في الحكومة اليمنية التي تتسم مواقفها بالانتهازية السياسية مثل وزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل المستقيل صالح الجبواني ونائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري، إلى جانب عدد من المستشارين الذين جاهروا في الآونة الأخيرة بمواقفهم المعادية للتحالف العربي والداعية للتقارب مع الحوثيين.
وتحوّل النشاط القطري في اليمن وفقا لمراقبين إلى قنطرة لعبور التدخل التركي إلى داخل اليمن على خلفية اتفاق غير معلن لتمكين أذرع إيران من شمال اليمن ودعم الطموحات التركية من خلال جماعة الإخوان المسلمين في الشرعية اليمنية للسيطرة على المحافظات الجنوبية.
وبحسب مصادر يمنية فقد نجحت أنقرة مؤخرا في توظيف شخصيات سياسية يمنية من حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) وأخرى مرتهنة لدائرة المصالح الإخوانية والقطرية، كقفازات لتدخلها في المشهد اليمني.
ومن أبرز تلك الشخصيات السياسي والشيخ القبلي ورجل الأعمال حميد الأحمر، والناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان والقيادي الإخواني وعضو مجلس شورى حزب الإصلاح، صلاح باتيس الذي أنشأ مؤسسة تحت اسم “وقف أويس القرني لليمن” في تركيا، يعتقد أنها باتت غطاء لتبييض أموال الإخوان وايصال الدعم المالي التركي للجماعة في اليمن.
وإلى جانب القيادات العقائدية في الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين التي يتكئ عليها المشروع التركي في حلمه للعب دور مفترض في الملف اليمني، لعبت الأموال القطرية ودائرة المصالح والاستقطابات دورا في تجنيد عدد من السياسيين اليمنيين لخدمة هذا المشروع، كما هو الحال مع وزير النقل المستقيل صالح الجبواني الذي أثارت زيارته لتركيا جدلا واسعا بعد توقيعه اتفاقا مع الحكومة التركية في مجال النقل البحري وإدارة الموانئ والمطارات.
المواجهات في أبين تكشف عن نفوذ التيار الموالي لقطر الرافض لاتفاق الرياض
ومن هذا التيار السياسي وعضو مجلس الشورى اليمني علي البجيري الذي ظهر في الكثير من مقاطع الفيديو وهو يناشد تركيا للتدخل في اليمن، كما كشف في أحد تلك المقاطع عن لقاءات عقدها سياسيون وأكاديميون يمنيون في تركيا طالبوا فيها أنقرة بالتدخل في اليمن.
وشارك العشرات من الإعلاميين والناشطين المعروفين بانتمائهم لحزب الإصلاح في اليمن بحملات إعلامية ممنهجة للمطالبة بدور تركي في اليمن على غرار ليبيا. ولم تقتصر المطالبات بتدخل تركي في اليمن على عناصر الإخوان اليمنيين، حيث شاركت قيادات إخوانية عربية في حملة التبشير بتدخل من هذا النوع ومن هؤلاء الإخواني الكويتي ناصر الدويلة.
ويؤكد مراقبون أن التدخل التركي في ليبيا فتح شهية الإخوان وأنقرة على السواء للبحث عن موطئ قدم في الملف اليمني على غرار التدخل في ليبيا الذي كانت مدينة مصراتة الليبية الساحلية التي يسيطر عليها الإخوان بوابته الأولى، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن نموذج مشابه في اليمن يرجّح خبراء أن يكون ميناء المخا الذي تحدث عنه القائد العسكري الإخواني في تعز عبده فرحان المخلافي في تسريبه الأخير.