كريتر نت – فرانس 24
اعتبرت بكين الثلاثاء أن الضغوط الأمريكية على الشركة الصينية المالكة لتطبيق “تيك توك” لمشاركة التسجيلات المصورة “تتعارض ذلك مع مبدأ اقتصاد السوق ومبادئ منظمة التجارة العالمية القائمة على الانفتاح والشفافية وعدم التمييز”. واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية واشنطن بـ”الترهيب” واستخدام مبدأ الأمن القومي دون دليل ضد الشركات الأجنبية، بعد أن أمهل الرئيس دونالد ترامب الشركة الصينية ستة أسابيع لبيع أعمالها في الولايات المتحدة لشركة أمريكية.
ردا على تكثيف الرئيس الأمريكي ضغطه على تطبيق “تيك توك” الرائج لمشاركة التسجيلات المصورة، والذي تملكه شركة صينية، من أجل بيع فرعه في الولايات المتحدة لشركة أمريكية، اتهمت بكين واشنطن الثلاثاء بـ”الترهيب”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين “يتعارض ذلك مع مبدأ اقتصاد السوق ومبادئ منظمة التجارة العالمية القائمة على الانفتاح والشفافية وعدم التمييز”.
وأمهل ترامب الإثنين “تيك توك” ستة أسابيع لبيع عملياته في الولايات المتحدة، في تصعيد جديد يندرج في إطار المعركة السياسية والتجارية المستمرة بين واشنطن وبكين.
وفتحت واشنطن تحقيقا رسميا بشأن التطبيق على أساس مخاوف مرتبطة بالأمن القومي الأمريكي، إذ إنه يجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية المرتبطة بالمستخدمين يتوجب عليه قانونيا مشاركتها مع السلطات في بكين في حال طلبت ذلك.
لكن وانغ أفاد خلال إيجاز صحفي دوري الثلاثاء أن “الولايات المتحدة، دون تقديم أي دليل، تستخدم مبدأ الأمن القومي الذي تم استغلاله… وتقمع بلا مبرر شركات محددة غير أمريكية”. ورأى أن مبررات الأمن القومي للحملة الأمريكية على الشركات الصينية “غير منطقية”، مضيفا أن هذه الشركات تقوم بأنشطتها التجارية بما يتوافق مع القواعد الدولية والقوانين الأمريكية. وقال “لكن الولايات المتحدة تشن حملة ضدها على أساس تهم مختلقة. هذا كله مجرد تلاعب سياسي”.
عشاق تيك توك الأمريكيون مستاؤون من تهديدات ترامب ضده
أثار تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر “تيك توك” في الولايات المتحدة سخط مستخدمين كثر للتطبيق الصيني في البلاد، إذ أكد هؤلاء في منشورات لهم رفض الرضوخ لمثل هذا القرار الذي يشكل في حال سريانه “انتهاكا للدستور الأمريكي”.
فالمقطع المصور الذي نشرته الإثنين نجمة على “تيك توك” تسمي نفسها “مايا2960″، تسخر فيه من فكرة ترامب هذه، حظي سريعا بمشاهدات فاقت المليون وبمئات آلاف الإعجابات على المنصة المملوكة من شركة “بايت دانس” الصينية.
وقالت في مقطع راب: “في استطاعتك حظر هذا التطبيق لكن سيظهر آخر محله. العرض موجود حيثما يوجد الطلب”.
وقد توعدت “مايا2960” في هذا المقطع ترامب بأن مستخدمي “تيك توك” لن يقبلوا أي حظر للتطبيق، مستشهدة بالتعديل الأول في الدستور الأمريكي، والذي يصون حرية التعبير في وجه محاولات الرقابة الحكومية.
كذلك حقق تسجيل مصور آخر يحمل عنوان: “أنا لدى محاولتي إقناع ترامب بأن يترك لنا ‘تيك توك‘”، انتشارا كبيرا عبر التطبيق. وهو يظهر امرأة تلون وجهها بالبرتقالي وتبني جدارا من الطوب.
واستخدم الكوميدي الأمريكي إيلايجا دانيالز “تويتر” لتوديع متابعيه على “تيك توك”، موجها “تحية كبيرة لدونالد ترامب على سوء إدارته للجائحة برمتها” وسعيه في المقابل إلى حجب تطبيق يرفع معنويات مستخدميه.
ونشر عشرون من نجوم “تيك توك” لديهم في المجموع مئة مليون متابع، رسالة مفتوحة إلى ترامب عبر موقع “ميديوم”، يرفضون فيها أي توجه لحظر التطبيق الصيني في الولايات المتحدة.
وجاء في الرسالة “عالم افتراضي تهيمن عليه الكراهية عبر تويتر لا يوازي البتة مقاطع الفرح والكوميديا على تيك توك”.
وأضافت الرسالة “بدل القضاء على تيك توك، لماذا لا تُغتنم الفرصة لإدراج تيك توك في البورصة الأمريكية أو بيعها لشركة أمريكية… فلتحل الرأسمالية هذه المسألة لا الدولة”.