كتب : جميل الصامت
لعل ابرز ما تختزنه الذاكرة الوطتية حول الاحداث الجسام للجمهورية الاولى ،حصار السبعين وماتلاه من احداث اغسطس المشئومة في العام 1968م .
حيث شهدت تصفية لبطل الجمهورية الاولى رئيس اركان الجيش الجمهوري النقيب/عبدالرقيب عبدالوهاب وسحله في شوارع صنعاء من القوى المتدثرة بالجمهورية ، وما شهدته صنعاء من معارك بين ابطال الجمهورية وادعيائها من القوى التقليدية ،والانتهازية التي جسدت الطابور الخامس لضرب القوى الجمهورية ممثلة بالضباط حماة الجمهورية عبدالرقيب عبدالوهاب ،ومحمدمهيوب الوحش،ومحمدصالح فرحان ،وعلي مثنى جبران ،وغيرهم من الابطال ..
احداث اغسطس في صنعاء جري فيها الانقلاب على قيم الجمهورية باعلان السيطرة التامة للقوى الرجعية على مقاليد السلطة التي كادت تسقط بعد حصار السبعين ،من خلال القضاء على الجيش الذي حمى الجمهورية من السقوط بايدي القوى الملكية .
القوى الرجعية المتربصة والهاربة بعيدا عن المعركة تحينت الفرصة للخلاص من كل الضباط والقيادات الجمهورية الحداثية ..
شهدت صنعاء احداث اغسطس الدامية جرى فيها شيطنة للقوى الجمهورية بزعامة البطل عبدالرقيب ورفاقه – اضطلعت القوى الدينية والقبلية بالنصيب الاوفر فيها – لتنتهي الى حرب تصفيات تمكنت القوى الرجعية من تصفية كل القوى الجمهورية وازاحتها عن المشهد بتصفيات طالت القيادات واغتيالات حصدت الكثير منهم وصل لحد بالقتل بالهوية واستباحة ممتلكات ابناء تعز تحت طائلة الانتماء للحجرية ،وطردهم خارحها لمن نجا من القتل والخطف ..
احداث اغسطس لم تنسها القوي الرجعية في الهضبة ويجري التذكير بها كلما سنحت الفرصة لذلك ،لكن يبدو ان اتباعها في تعز بالذات اصيبوا بداء الزهيمر وباتت ذواكرهم مثقوبة. .!
هذة المرة احداث اغسطس رغم تغير المكان والزمان الا انه لم تتغير الاهداف اذ شهدتها تعز خلال عامي 2018م و2020م وبينهما اغتيال بطل الجمهورية الثانية الشهيد اللواء/عدنان الحمادي قائد اللواء35مدرع في ال2من ديسمبر 2019م ،شهدتها بنسخ مطورة اذا جاز التعبير .
ففي اغسطس 2018م شهدت مدينة تعز احداثا تعد من ابشع الجرائم على يد نفس القوى الرجعية المنقلبة على الجمهورية وثورة 26سبتمبر ،وان اختلف التكتيك هذة المرة والمكان فبقي ماهو اهم الا وهو هزيمة الجمهورية والثورة والدولة معا للتنتصر القوى الرجعية تحت مظلة الشرعية، المتغير الوحيد كان في الادوات (زنابيل الهضبة) .
لقد ادارت القوى الرجعية حربا ضروسا وارتكبت جرائم حرب ضد ابناء تعز تحت مسمى تثبيت سلطة الاخوان الذراع الابرز للقوي الرجعية .
احداث اغسطس 2018م في تعز شهد غزوات للحواري والشوارع وقتل ومقابر جماعية ومواجهات دموية ونهب وجرائم ضد الانسانية ،لاخراج مايسمى كتائب ابو العباس من تعز ..
الاحداث جرت في العشر الاواخر من اغسطس طبعا نفس الايام السود التي شهدتها احداث اغسطس 1968م 23- 25 تقريبا .
احداث الحجرية هذة المرة حملت نفس التاريخ ايضا وسيذكرها التاريخ باحداث اغسطس 2020م في الحجرية اذ شهدت فيها غزوا لمعاقل الجيش الوطني الحامي للجمهورية الثانية وصاحب الملاحم البطولية في تحرير تعز وتثبيت دعائم الشرعية برمتها .
وتتم ملاحقة ابطال الحيش الوطني (اللواء 35) واعتبارهم متمردين على القوى الرجعية التي باتت تقضي على الجمهورية باسم الشرعية ،وتشيطن حماة الشرعية باسم الشرعية .
عمدت القوى الرجعية التي تدير معاركها في تعز من خلال تحرير المحرر وتدمير البنية المدنية والعسكرية التي نشأت وتكونت في غفلة من الزمن الى اختيار التاريخ والذي لم يكن مصادفة ان تجري حروب الرجعية في تعز خلال اغسطس وبالتحديد الايام الاول من ثلثه الاخير وعودوا الى التاريخ ..
لتعرفوا ان علي محسن الاحمر كرمز للقوي الرجعية في سلطة هادي يحب تذكيرنا دوما باحداث اغسطس التي هزمت القوى الحداثية وتسيدت عليها الرجعية واليوم التاريخ يعيد نفسه في غزو الحجرية وانتصار قوى الرجعية ..
عودوا الى التاريخ لتعرفوا ان عدنان الحمادي ،وفؤاد الشدادي ،وعبدالحكيم الجبزي وعبدالكريم السامعي ،وطه عون وغيرهم من ابطال الجمهورية الثانية ضحايا احداث اغسطس 2020م هم امتداد لابطال الجمهورية الاولى ضحايا احداث اغسطس 1968م عبدالرقيب عبدالوهاب ورفاقه .
تظل الحجرية كعمق للمدنية وقيم الدولة الحديثة بطبيعتها الجيوسياسية مركز مهم يؤرق القوي الرجعية التي تري ان السيطرة عليها قبل صنعاء العاصمة ضمان لها للقفز للسلطة من جديد …؟!