كتب : علي ناصر محمد
أجريتُ اتصالاً هاتفيا بالمناضل أحمد سالم عبيد لتهنئته بمناسبة عيد القوات المسلحة وتأسيس الكلية العسكرية التي كان أحد قادتها البارزين بعد أول قائد للكلية محمد عوض الزوكا، وأشدتُ بدوره ودور القادة العسكريين في الكلية العسكرية مصنع الرجال الأحياء منهم والأموات.
وقد ارتبطتُ بالمناضل أحمد سالم عبيد بعلاقات تاريخية منذ تخرجه من الكلية الحربية في مصر وبعد عودته الى لحج عندما كنتُ محافظاً لها. واستمرت العلاقات الشخصية والرسمية معه حيث شغل عدة مناصب منها قائداً للقوات الجوية ونائباً لرئيس الأركان وملحقاً عسكرياً في موسكو ووزيراً للإعلام وسفيراً لليمن الديمقراطية في أديس أبابا، وبعد مغادرتنا السلطة لم تنقطع اتصالاتنا معه في صنعاء ودمشق والقاهرة حتى اليوم.
وإضافة لكونه قائداً عسكرياً ودبلوماسياً فقد كان مثقفاً وأديباً وشاعراً، غنى له عدد من الفنانين منهم محمد محسن عطروش أغنية بائع الفل، وعوض أحمد أغنية ألا ليه وا هاجري، وغيرهما…
وتميز أحمد سالم عبيد بالصفاء والوفاء في علاقاته معي ومع كل أصدقائه الذين عرفوه والذين جمعتهم به الثورة والسلطة ومدينة الشعب كقائد الحرس الجمهوري وخريج الكلية الحربية بمصر محمد عيدروس يحيى والمناضل عمر الجاوي والشهيد فارس سالم عضو هيئة الرئاسة والشهيد يوسف علي بن علي مدير أحواض السفن بعدن والمناضل الشهيد علي جاحص والشهيد عوض محمد جعفر والمناضلين فضل عبد الله وعايش الدوح وعايش علي عوض وغيرهم من الأصدقاء والأحباء وهم كُثرٌ، فهو يحظى باهتمام واحترام كل الشرفاء في اليمن وخارجها لأنه رجل شريف ونظيف وهو أبو الشهداء..
وكنت عندما أتصل به في الأفراح والأحزان أسمع ذلك الصوت العالي والمتفاءل دائماً رغم الجرح والحزن الذي ألمّ به في استشهاد أولاده. كان متفائلاً ولا تفارقه الابتسامة والمزاح والسخرية أحياناً على طريقة أبناء لحج والوهط الظرفاء. ولم يقبل بالهزيمة أو الانكسار وهو يتّكأ على عصاه ويتنقل بين بيته وعرينه الحوش (كما يسمونه) رافعاً رأسه في كبرياء وإباء.
ورغم كل محاولاتي لإقناعه بالسفر للعلاج في الخارج، كان دائماً يعتذر بأدب، رغم أنني متأكد أنه بحاجة للعلاج والى استراحة محارب من هذه الصدمات التي مرّ ولا يزال يمر بها في هذا الزمن الرديء..
نتمنى له العمر المديد والصحة والسعادة مع شريكة حياته أم الشهداء المناضلة سعود أخت المناضل اللواء أحمد مهدي المنتصر.