كريتر نت – متابعات
تتفق غالبية دول العالم والمنظمات الأممية على أن الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء أدخل اليمن في أسوأ كارثة إنسانية بالعالم، فيما يروّج محور إيران-قطر لفاتحة الانقلاب على أنه ثورة شعبية قضت على الفساد.
ومع حلول الذكرى السادسة لاجتياح صنعاء، اليوم الإثنين، تواصل طهران والدوحة طعن اليمنيين وتشجيع المليشيا الحوثية الإرهابية على مزيد من الانتهاكات الإنسانية تحت مزاعم الثورة.
وتجنبت وسائل الإعلام الإيرانية والقطرية الإشارة للانقلاب الحوثي، ضمن مخطط عدائي يستهدف الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والتحالف العربي بقيادة السعودية، وفي حال تطرقت إلى نكبة سبتمبر المشؤومة، تعتبرها بأنها تسببت بانهيار العملية السياسية فقط.
وأفردت الأبواق القطرية والإيرانية، وعلى رأسها “الجزيرة” مساء الإثنين، مساحة واسعة لزعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي، ظهر فيها يمجّد الانقلاب الدامي قبل 6 أعوام، بل يتوعد بخوض 15 سنة قادمة من الحرب، حتى ينقطع النفس، حسب تعبيره.
وعلى الرغم من المحاولات القطرية الإيرانية لتغطية مساوئ الانقلاب الحوثي، إلا أن الكوارث التي أنتجها الاجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، لا يمكن حجبها، خصوصا في الملفات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
ولم يكن الدعم الإيراني-القطري وليد اللحظة، فتحالف الشر كان من أبرز رعاة الانقلاب الحوثي منذ اللحظات الأولى لتحرك الجحافل الحوثية من صعدة وعمران لتطويق صنعاء منتصف عام 2014.
وفيما كان الدعم الإيراني واضحا للعيان عبر حملات تهريب مكثفة للسلاح النوعي، كانت الدوحة تقدم الدعم المالي والإعلامي الأكبر للانقلاب الحوثي وتمويل حربه ضد اليمنيين.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني كشف في تصريحات غير مسبوقة، أواخر يوليو الماضي، عن تناغم سياسات قطر في الأزمة اليمنية مع الانقلاب الحوثي، والإضرار بمصالح الشعب اليمني.
واتهم الوزير اليمني الدوحة بإنشاء منصات إعلامية هدفها الإساءة للحكومة الشرعية، والعمل على تفكيك الجبهة الداخلية وشغل الرأي العام بأزمات جانبية.
ولم تتوقف الاتهامات الحكومية عند ذلك، حيث كشف رئيس الوزراء المكلف معين عبدالملك عن دعم مبكر قدمته الدوحة للمليشيا الحوثية بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات، بهدف زعزعة استقرار اليمن.
نكبة صنعاء في 21 سبتمبر
ووفقا لمراقبون، فقد تزايدت المؤامرات القطرية على اليمن، منذ المقاطعة الخليجية للدوحة، وهو ما جعل نظام الحمدين يجاهر بدعم للانقلاب الحوثي.
وقال الناشط السياسي اليمني عبدالحبيب الشميري إن الدعم القطري الفاضح للانقلاب الحوثي، يجعل من الدوحة شريكا أساسيا في الجرائم الإرهابية بحق اليمنيين، خصوصا بالسنوات الثلاث الماضية، كون محاولة تبييض الجرائم هي جريمة لا تقل عن القتل.
وأضاف “قد نتفهم الدعم الإيراني الواسع للمليشيا الحوثية، كون ذلك يأتي ضمن مخطط شيعي طائفي، لكن المؤسف هو الدفاع القطري عن الانقلاب الحوثي ووصفه بالثورة، فما يجري هو ابتذال بكل ما للكلمة من معنى”.
وأثمر الدعم القطري الإيراني للانقلاب الحوثي، منذ اجتياح صنعاء أواخر 2014، عن مقتل أكثر من 20 ألف مدني تم التحقق منهم في المستشفيات، وسط توقعات بسقوط المئات دون التمكن من تقييد بياناتهم، وفقا لإحصائيات أممية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان وصل “العين الإخبارية”، نسخة منه، أن الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي أدت إلى ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى 24 مليون يمني، فيما هجّرت المعارك 3 ملايين و650 ألف نسمة خلال السنوات الست الماضية.