كتب – جميل الصامت
من السهل الممتنع ان تصبح (تاعشيا) في غضون لحظات وقد يرميك احد خصومك بتهمة ويرسلك الى اقرب سجون جماعته بكل يسر ..
وصل بنا الحال انك لاتستطع ان تبادل من كنت معه بالامس في الساحات (مزحة) او من تجاوره في السكن او ركوب الباص تقدر تبادله الراي ..
سقطت الاخلاقيات وضاعت القيم وقل الاحترام وتبدل ..
احد النازحين من صنعاء دفعني فضولي لخوض حديث مطول معه للتعرف على احوال من هم في الشطر الاخر من الوطن وتلمس معاناتهم ..
فحكي لي موقف غير متوقع مع عجوز كاد (يحلبطه) وربما يدخله السجن ..
الموقف بدأ بتبادل الحديث بين الركاب كالعادة صاحب تعز حاول يجامل الركاب (لو السيد يصرف الراتب الناس كلهم معه …)
تدخلت عجوز اوما تاعشي ..!
لا ياحجة انا اشتي راتبي ..
العجوز انت مع العتوان ..!
– راتبي راتبي ..
– عانتيه في النجطة اصبور ..
صاحب تعز فهم وسكت ،وقبل الوصول للنجطة نزل مع النازلين قبل ان يصل الى المكان المقصود خوفا من تخرش العجوز ..
كثيرون غصت بهم سجون الحوثي لمجرد مطالباتهم بالرواتب والحقوق ،او لمجرد وشاية او مزاج (مشرف) او حتى شخص اختلفت معه حول ابسط موقف اثناء مرورك في الشارع العام كما يحكي النازحون ..
الامر لايختلف في تعز يمكن ان تصبح (حوتيا) لمجرد اختلافك في وجهة نظر مع آخر ،لايقبل باختلافك معه في جلسة مقيل …
كم هناك من اشخاص زج بهم في المعتقلات اللاقانونية فقط لمجرد اختلاف موقف مع متطرف ،تاخذ شكل التحرش عادة وتنتهي بالزج في السجن ..
في تعز كل من يطالب بفتح المعابر يتهم بالتحوت والخيانة لدماء الشهداء والجرحي وكأ الشهداء والجرحي ضحوا من اجل حصار مدينتهم ..؟!
الامر لايكاد يختلف كثيرا من قضية الحرب نفسها اذ ان المطالبة بوقف العدوان الداخلي يدخلك قائمة (منافجي) العتوان ..؟!
واذا طالبت بوقف العدوان الخارجي صنفك الاخرون بانك حوتي او متحوت -بالتاء –
مع اختلاف طفيف اليوم ربما طرأ مؤخرا بالمطالبة بطرد التحالف وهو مايزال يطرح على استحياء ..
ولكي تبقي مواطنا صالحا في صنعاء وتعز عليك بثلاث محددات الا تطالب براتب او حقوق ،او فتح معابر او تستنكر العدوان الداخلي او الخارجي …؟!