كتب – جميل الصامت
في مثل هذا اليوم ال11 من اكتوبر 1977م امتدت اياد الغدر والخيانة لاغتيال الوطن،وتصفية مشروعه في النهوض والتقدم وبناء الدولة اليمنية الحديثة .
اذ تكالبت قوى الداخل العميلة مع الخارج الطامع والمتربص بالبلاد والساعي لتقويض نظامها الجمهوري لتنفيذ مذبحة ال11 من اكتوبر الدامية .
هذا اليوم خلال اربعة عقود ونيف لم يغب عن ذاكرة الشعب اليمني تفاصيل وابعاد وخفايا تلك المذبحة ،وانعكاسها علي المستقبل ..الحديث حولها لم يشبع فضول المواطن العادي فاخذت الاجيال تتوارث وتتناقل التفاصيل وتضيف اليها من مخيلتها لدرجة لاتكاد تصدق عن حالة حب امتزج فيها الوطني بالعاطفي تولد عن ذلك الارتباط بالزمن الجميل الذي اسماه اليمنيون بالعصر الذهبي لليمن زمن ابراهيم محمدالحمدي ..
لقد مثل الاغتيال للوطن بمثابة فقدان للمستقبل لدى اليمنين الذي وحدهم ابراهيم الحمدي بمشروعه الوطني ،وشخصيته الكارزمية والمحاكية لناصر صغير ظهر في جنوب الجزيرة العربية .
رغم مضي كل هذا الزمن الا ان الجريمة حية وملفها ساخن ،من اهم الملفات المسكوت عنها داخل دوائر النظام الجاثم على البلاد لمرحلة مابعد عصر ابراهيم الحمدي ،لم يفلح في مسعاه لدفن كل مايذكر بالحمدي ومشروعه وعمد لتصفية اثار المشروع وطمس مايمكن ان يكشف مايعتبره الشعب بفطرته وبحدسه مكشوفا اصلا ..
الحوثيون العام الماضي حاولوا كشف المكشوف بتحقيق اعطوه طابع رسمي من قبلهم بهدف التوظيف وليس المحاكمة .
قديكون ماذهب اليه محققو الحوثي انه فتح ملفا مسكوت عنه ،لكنه لم يرتق لتشكل محكمة متخصصة واللحاق بمن تبقى من الشهود قبل وفاتهم بقدر ماكان مجرد مغازلة للاطراف الاقليمية والمحلية المتورطة ،وذهب التحقيق وان كان الرسمي الوحيد الى التقييد ضد من رحلوا ..
اليمنيون عندما يذهبون لفتح الملف او اعادة انتاج الروايات والشهادات انما يطالبون بالعدالة التي غابت والانتصار للمشروع الذي تم وأده .
واعتقد جازما ان المذبحة لن تمحى بسهوله لعقود قادمة وستظل عالقه في جدار التاريخ حتى يتم الانتصار لقيم الشهيد الحمدي واعادة الاعتبار لمشروعه ..
الرئيس الحمدي رغم غيابه فمايزال حيا ،ومشروعه مفتاحا للحالة الوطنية المستعصية .
مختلف وسائل الاعلام تفتتح عهدها بفتح ملفات العصر الذهبي،وتبدأ بالتعاقد مع الجمهور عبر هذا الملف المهم الذي لم ينته الجدل حوله .
مؤخرا هناك قناة فضائية تسمى (القبيلة ) دشنت وماتزال عهدها بخطابات الشهيد الحمدي وتناولات حول تفاصيل مشروعه والتعريض باعدائه .
مفارقة بين الاسم للقناة ومضمونها ..