كريتر نت – المهاجر نيوز
تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يعودون إلى ديارهم بعد فشلهم في الوصول إلى السعودية ودول الخليج عبر اليمن. المنظمة الدولية للهجرة سلطت الضوء في تقرير لها على الأسباب وظروف الرحلة.
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة يوم الأحد (الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2020) في بيان موت 8 أشخاص غرقاً على الأقل وفقدان 12 آخرين أثناء محاولتهم الهجرة من القرن الإفريقي إلى دول الخليج عبر اليمن. وقال أحد الناجين الذي تحدث مع المنظمة الأممية إن المهربين خدعوا المهاجرين، الذين كان معظمهم من الصوماليين والإثيوبيين، وضربوهم بالعصي والقضبان الحديدية.
تزايد أعداد العائدين
“تتزايد أعداد العائدين من اليمن إلى جيبوتي”، تؤكد رئيسة بعثة منظمة الهجرة في جيبوتي، ستيفاني ديفيوت، مشيرة إلى وجود آلاف المهاجرين العالقين في اليمن دون تمكنهم من الوصول لدول الخليج.
وحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة عاد منذ تموز/يوليو ما يقارب 2678 مهاجراً من اليمن إلى جيبوتي، بسبب عدم قدرتهم على إيجاد فرصة عمل أو التحرك في اليمن أو بسبب ظروف الحرب وإجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا.
وقد أعدت منظمة الهجرة تقريراَ نشرته الأحد (الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2020) استند على مقابلات مع 1526 مهاجراً أعمارهم بين 15 و29. وخرج التقرير بأن معظم المهاجرين لم تكن لديهم فكرة عما ينتظرهم من مخاطر.
الآلاف يسلكون “الطريق الشرقي”
لا يعرف على وجه الدقة أعداد المهاجرين الذين يسلكون “الطريق الشرقي”: من القرن الإفريقي إلى اليمن بقصد الوصول لدول الخليج. ويقتبس التقرير بيانات للبنك الدولي تعود للعام 2017 تقول إنه كان هناك 850 ألف مهاجر إثيوبي، 20 بالمئة منهم في السعودية لوحدها. في عام 2019 قدرت منظمة الهجرة عدد حالات التنقل في المنطقة بما يقارب 735 ألف حالة.
وذهب تقرير المنظمة الأممية إلى أن 65 بالمئة من الذين تمت مقابلتهم اتخذوا القرار قبل شهور من الرحلة وأن 20 بالمئة منهم قالوا إن القرار كان “عفوياً”. وقد أضاف التقرير أن كل الذين تمت مقابلتهم دفعوا ما يقارب 879 دولاراً لقاء الرحلة، حصلوا عليها من بيع ممتلكات أو دين أو جمعت من العائلة.
وفيما يخص من أقدم على المحاولة للمرة الثانية أو الثالثة، قال التقرير إن 24 بالمئة تم اعتقالهم في الطريق إلى السعودية و17 بالمئة أسيت معاملتهم و18 بالمئة تعرضوا للخداع من المهربين و28 بالمئة طُلب منهم المزيد من النقود أثناء الرحلة. وأشار التقرير إلى قصر المسافات الزمنية بين المحاولات الفاشلة وصل لدى نصفهم إلى 3 أسابيع بين المحاولة والأخرى.
الفقر والاستغلال
كان ضيق ذات اليد وندرة فرص العمل في إثيوبيا والحلم برواتب عالية في السعودية هو الدافع الرئيسي بالنسبة لمعظم من تمت مقابلتهم. وكانت غالبية أعمار من قرروا عدم استكمال رحلتهم أقل من 24 عاماً وغير متزوجين وذوي تحصيل علمي ضعيف.
ونقل التقرير عن أن قرار العودة بالنسبة للنساء كان من أجل العائلة أو الأطفال.
كما تطرق التقرير إلى تفاصيل قصة فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً. “أخذ المهرب هاتفي واتصل بأهلي طالباً المزيد من النقود ومن ثم تركني مع أطفال أخرين”، تقول الفتاة. قدمت لها الإغاثة في أحد مراكز مساعدة ضحايا عصابات تهريب البشر وسيتم إعادتها إلى أهلها قريباً.
وأصدرت المنظمة الدولية للهجرة في نيروبي في نهاية أيلول/سبتمبر بياناً ذكرت فيه أن أكثر من 2000 مهاجراً من إفريقيا وصول إلى نيروبي من اليمن خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الشهر الماضي. ومن بين العائدين أطفال بعمر الثامنة. ومن بين أسباب الفشل في الوصول إلى السعودية إجراءات كورونا وإغلاق الحدود والخطر الكبير الذي يحف بالطريق.
تحد إنساني هائل
معظم العائدين كانوا جائعين ومنهكين وبحاجة لعلاج طبي ما. بعد عبور خليج عدن يقطع المهاجرون العائدون الصحراء الجيبوتية التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية. وقال البعض إنهم شاهدوا مهاجرين يموتون من جفاف الجسم بسبب العطش.
وقدر بيان منظمة الهجرة في نيروبي أعداد الذين يحاولون العودة بعد أن تقطعت بهم السبل في اليمن من الصوماليين والإثيوبيين والجيبوتيين بما يقارب 14 ألف مهاجر في شهر آب/أغسطس.
وناشدت منظمة الهجرة الدولية المجتمع الدولي بمد يد العون المادي وبواقع 84 مليون دولار للمساعدة في الاستجابة لأزمة الهجرة في المنطقة. مدير منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي في المنظمة، محمد عبدكير، قال إن التحدي الإنساني “هائل” على دولة صغيرة كجيبوتي.