كريتر نت – العرب
ترك المرشحان للرئاسة الأميركية جو بايدن وخصمه دونالد ترامب خلف ظهرهما مسارا طويلا من الحملات لكسب الناخبين انتهى بهما المطاف في ولايتين مهمتين هما بنسلفانيا وميتشغان، وبدأت كلا الحملتين في التركيز على “يوم الحقيقة”، حيث سيصوت الأميركيون في أقوى سباق إلى البيت الأبيض على ما يبدو مع تقدم الديمقراطي على منافسه الجمهوري في استطلاعات الرأي حتى اليوم الأخير قبل يوم التصويت المقرر اليوم الثلاثاء.
وألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكل ثقله في السباق إلى البيت الأبيض عشية الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الثلاثاء على أمل نقض كل استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم خصمه الديمقراطي جو بايدن عليه. وعلى الرغم من الرياح المعاكسة، يبشر رجل الأعمال السابق البالغ 74 عاما بـ”موجة” جمهورية ستكتسح البلاد.
وقبل يوم من الاقتراع، أظهرت استطلاعات الرأي الأميركية أن بايدن يتقدم على ترامب في الولايات المتأرجحة، ما قد يضمن له أكثرية الأصوات في المجموع الانتخابي وبفارق كبير.
ووفقا لمتوسط استطلاعات الرأي الذي حدده موقع ريلكلير بوليتيكس، يتقدم بايدن في السباق، بحصوله على 51 في المئة من نوايا التصويت، بنحو 6.7 نقاط على دونالد ترامب، الذي حصل على 44.3 في المئة.
وظل هذا التقدم مستقراً على نطاق واسع على مدى أشهر الحملة، حتى وإن وصل في بعض الأحيان إلى نحو عشر نقاط. ويبدو الفارق الحالي هو أكثر من ضعف ما حصلت عليه هيلاري كلينتون عشية التصويت قبل أربع سنوات. ففي ذلك الوقت، كانت استطلاعات الرأي صحيحة نسبيًا في ما يتعلق بالتصويت الشعبي الذي فازت به المرشحة الديمقراطية.
وعزز بايدن تقدمه قليلا في الأيام الأخيرة من حملة 2020 في ولايات حزام الصدأ الثلاث الحاسمة التي فاز بها ترامب بفارق ضئيل قبل أربع سنوات، وذلك حسب استطلاعات رأي أجرتها رويترز/ إبسوس.
ويشير مركز أنسايدر أدفندج الأميركي، الذي يرصد تصويت الناخبين إلى أن بايدن يتصدر في جميع الاستطلاعات الستة للناخبين بولاية ميتشغان، والتي صدرت نهاية الأسبوع الماضي، وتتخطى نتيجته النصف في أربعة منها كما يتقدم في جميع الاستطلاعات الخمسة للناخبين في ولاية ويسكونسن، بهوامش تتراوح بين 3 إلى إحدى 11 نقطة.
كما أشار المركز إلى أن المرشح الديمقراطي يتقدم أيضا في خمسة من ستة استطلاعات رأي للناخبين في ولاية بنسلفانيا صدرت في اليومين الماضيين، بهوامش من 4 إلى 7 نقاط. كما يتصدر السباق في ولاية أريزونا حسب ثلاثة من أربعة استطلاعات رأي للناخبين، وفي أربعة من ستة استطلاعات رأي في فلوريدا، وهما ولايتان جوهريتان لترامب في مسيرته نحو ولاية ثانية.
وبينما يبقى الوضع مماثلا في ولاية أريزونا، أي نقطة واحدة في المتوسط لصالح بايدن، التقت في ولاية كارولاينا الشمالية، المنحنيات في نهاية الخط وهي تعطي الآن ترامب تقدمًا طفيفًا بمقدار 0.6 نقطة.
ويؤكد مراقبون أن هزيمة ترامب في الاقتراع ليست محسومة، لكن من الواضح أنه الآن في وضع أسوأ مما كان عليه قبل أربع سنوات، حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت في عطلة نهاية الأسبوع قبل اقتراع عام 2016، أن المرشح الجمهوري كان يتقدم بفارق ضئيل في ولايتي ميتشغان وبنسلفانيا، وبهامش كبير في ولاية جورجيا.
وأعلن ترامب، الذي يخشى أن يكون أول رئيس لولاية واحدة منذ أكثر من ربع قرن، خاطبا في جمهور من المؤيدين الأحد الماضي “سنفوز بأربع سنوات إضافية في بيتنا الأبيض الرائع”. وقد عقد في اليوم الأخير لحملته خمسة تجمعات في أربع ولايات هي كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وميتشغان وويسكونسن، وقد اختتم نهاره في غراند رابيدز بولاية ميتشغان، كما في العام 2016 حين باغت العالم بفوزه بالرئاسة.
أما بايدن، فركز جهوده بشكل أساسي على ولاية بنسلفانيا، حيث أنهى فيها حملته الانتخابية، والتي يأمل في انتقالها إلى المعسكر الديمقراطي، ما سيفتح له أبواب البيت الأبيض أخيرا في محاولته الثالثة للفوز بالرئاسة.
لكن المراقبين يدعون باستمرار إلى الحذر، موردين مثل انتخابات 2016 حين أثار ترامب إحدى أكبر المفاجآت في التاريخ السياسي الأميركي بفوزه على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وستعتمد أجواء الليلة الانتخابية إلى حد بعيد على تطور النتائج الواردة من الولايات الأساسية حيث يمكن انتقالها إلى أي من الطرفين، ففي حال فوز بايدن في فلوريدا حيث قد تعلن النتائج باكرا، فإن ذلك قد يحسم السباق سريعا رغم أن الفارق ضئيل بين المرشحين في هذه الولاية الكبرى في جنوب شرق الولايات المتحدة.
والانتخابات الرئاسية لا يحسمها الاقتراع الشعبي، بل أصوات الناخبين الكبار. وهذه الميزة التي يتفرد بها النظام الانتخابي هي التي أتاحت لترامب الفوز بغالبية أصوات الهيئة الناخبة الـ538، رغم تقدم هيلاري كلينتون عليه بثلاثة ملايين صوت في الاقتراع الشعبي.
وقبل يوم من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية، وتوجه الناخبين بأنفسهم إلى لجان الاقتراع، حث ترامب الناخبين عبر تغريدة على حسابه في تويتر بعض الولايات الرئيسية على الإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر. وقال “طالما بقيت في منصبي سوف تتعافى ولايات نبراسكا وميتشغان ومينيسوتا وأوهايو بشكل أكبر وأفضل من أي وقت مضى”.
وأضاف في نفس التغريدة إن “التصويت المبكر سيغلق اليوم في هذه الولايات العظيمة ونحن بحاجة لأن تبادروا بالخروج والتصويت معا، سنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
ومن المقرر أن تفتح لجان الاقتراع أبوابها للتصويت الذي يتم بشكل شخصي الثلاثاء، بيد أن ما يزيد قليلا على 95 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد صوتوا بالفعل في وقت مبكر، وفقا لمشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا، وهو عبارة عن قاعدة بيانات لتتبع معدلات الإقبال على التصويت. ويشكل هذا الرقم القياسي 69 في المئة من إجمالي المشاركين في التصويت في انتخابات عام 2016.
ويرجع هذا العدد غير المسبوق من الأصوات المبكرة إلى حد كبير إلى المخاوف بشأن جائحة فايروس كورونا المستجد والحاجة إلى الحفاظ على التباعد الاجتماعي في يوم الانتخابات. ويمهد ذلك الطريق لما يُتوقع أن تكون أعلى مشاركة في الانتخابات في التاريخ الحديث، وذلك قبل يوم واحد من موعد التصويت الرسمي.
وفعليا، انتهت بعض الولايات مثل فلوريدا ولويزيانا من التصويت الشخصي المبكر في الأسبوع السابق للانتخابات ولكن بعض الولايات اختارت إنهاء التصويت المبكر الشخصي في اليوم السابق للانتخابات.