كريتر نت – DW – ريم ضوا
مع وجود كتلة عربية لا يستهان بها في الولايات المتحدة، تثار العديد من التساؤلات حول توجه العرب والمسلمين الذين يحملون الجنسية الأمريكية. فهل سيصوت “عرب ومسلمو أمريكا” لصالح دونالد ترامب أم جو بايدن؟
ساعات تفصلنا عن الجولة الحاسمة في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن بعض من الولايات الرئيسية المتأرجحة، هي التي ستحسم نتيجة السباق بين الديموقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب.
فبالإضافة إلى العديد من التجمعات الانتخابية الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي لها شأن في توجيه بوصلة نتائج الانتخابات الأمريكية، فإننا نجد كتلة الناخبين الأمريكيين من أصول عربية، بعضها مسلمة، وهي كتلة لها صوت جدير بالذكر في الانتخابات الحالية، ما قد يجعل دورها هاماً في حسم المنافسة بين المرشحين، ضمن إطار السباق في ولايات متأرجه، والتي سيكون الكلمة الفصل فيها إلى المتغيرات السكانية والتجاذبات السياسية المتجددة.
وتقدر بعض المنظمات المدنية، مثل اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز(ADC)، عدد الأمريكيين من أصول عربية بأكثر من 3.5 مليون. ويشكل اللبنانيون والسوريون العدد الأكبر من الكتلة الأمريكية العربية، مع وجود عدد كبير من الأمريكيين اليمنيين والفلسطينيين والعراقيين والسودانيين، علماً أن الإحصاءات الرسمية لا تسجل الانتماءات الدينية للأشخاص.
ويقع أكبر تجمع للأمريكيين العرب في منطقة ديترويت الكبرى بولاية ميشيغان – التي أسهمت في وصول ترامب للحكم حين فاز فيها بفارق بسيط بلغ 10 آلاف و704 صوتا فقط – مع انتشار مجتمعات عربية أمريكية مهمة أخرى عبر كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس وبنسلفانيا وإلينوي ونيويورك وفرجينيا.
تأييد ترامب ازداد ولكن…
وفقاً لاستطلاع أجراه المعهد العربي الأمريكي في واشنطن العاصمة خلال الأسبوع الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، وهو الاستطلاع الذي شارك فيه 805 من الناخبين الأمريكيين من أصل عربي، فإن 59 في المائة ممن شملتهم الدراسة يؤيدون المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن و35 في المائة منهم يؤيدون الجمهوري دونالد ترامب.
الجدير بالذكر أن دعم ترامب من قبل الأمريكيين العرب قد ازداد وفقاً لما ذكره المعهد العربي الأمريكي، ففي انتخابات الرئاسة الماضية، أي في عام 2016، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن 58 في المائة من الناخبين الأمريكيين العرب انتخبوا هيلاري كلينتون و25 في المائة أيدوا دونالد ترامب. وفي استطلاع منفصل أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم (ISPU)، وجد أن نسبة تأييد ترامب بين المسلمين الأمريكيين قد زادت بنسبة 10 في المائة على مدى السنوات الأربع الماضية.
على الرغم من ذلك، أظهر غالبية المشاركين في استطلاع المعهد العربي الأمريكي (AAI) دعماً قوياً لبايدن في قضايا مختلفة خاصة في القضايا المطروحة كاستراتيجية التعامل مع وباء كورونا والاحتجاجات من أجل العدالة الاجتماعية. بحسب ما نشره موقع “بزنس إنسايدر” الأميركي.
كما أشار المعهد العربي الأمريكي أيضاً إلى أن نسبة مشاركة العرب الأمريكيين ستكون عالية على الأرجح في هذه الانتخابات، لا سيما في ميشيغان، حيث يمكن أن يشكل الأمريكيون العرب 5 في المائة من الناخبين. وقد أفاد أكثر من 80 في المائة بأنهم من المحتمل أن يصوتوا.
وفيما يفضل البعض عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع نتيجة لعدم الحماس لأي من المرشحين، أطلق المعهد العربي الأميركي مبادرة #yallavote للتشجيع على التصويت:
تصريحات ترامب .. هل ستصنع الفارق؟
وفي حين يتفق أغلب العرب الأميركيين على التصويت لإخراج ترامب من البيت الأبيض، يؤيده آخرون بسبب مواقفه المحافظة في القضايا الاجتماعية ذات الطبيعة الدينية، مثل الإجهاض أو القيم العائلية أو زواج المثليين.
ومن جهة أخرى، لطالما كانت تصريحات ترامب العنصرية ومواقفه من اللاجئين وقضايا هامة بالنسبة للعرب تثير جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. كما سخر مراراً من عضو الكونغرس إلهان عمر لكونها لاجئة. ففي لقاء جماهيري بولاية مينيسوتا وسط غرب الولايات المتحدة تطرق ترامب بطريقة ساخرة إلى قضية اللاجئين وقال: “هل تقضون وقتاً ممتعاً مع اللاجئين؟”. ثم تساءل بنبرة استهزاء في إشارة لعضو الكونغرس إلهان “كيف نجحت عمر في الانتخابات؟ كيف نجحت؟”.
ولاحقاً بنفس التجمع الجماهيري هاجم ترامب كل من إلهان عمر، من أصل صومالي، ورشيدة طليب، من أصل فلسطيني واتهمهما بتبديد الأموال قائلا “سنحاكمهما. لم لا”. في حين جاء النائبة إلهان عمر على تصريحات ترامب في تغريدة قالت فيها” هذه اللاجئة ستقضي وقتا ممتعاً وهي تصوت لتخرجك من البيت الأبيض”.
بايدن يستميل المسلمين!
في الأسابيع الأخيرة، زادت حملة بايدن الانتخابية من تواصلها مع التجمعات العربية والإسلامية، حيث أخبرت جيل بايدن، زوجة نائب الرئيس السابق، سكان ديربورن بولاية ميشيغان، الأسبوع الماضي، أن تصويتهم يمكن أن يُحدث فرقاً في هذه الانتخابات.
وعموماً أظهر الأمريكيون العرب الذين أجابوا على الاستبيان أن مخاوفهم الأكبر في هذه السنة الانتخابية تم تصنيفها على أنها متعلقة بالعنصرية، ثم الاقتصاد المتعثر، وثالثاً الرعاية الصحية في ظل استمرار الوباء، وهي القضايا التي يعد بايدن في برنامجه المستقبلي بالاهتمام بها. وقال سبعون في المائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم ينظرون إلى المظاهرات الوطنية التي تدعم حياة السود مهمة من منظور إيجابي.
ومن جهته يعد مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، إنه بمجرد وصوله إلى السلطة سينهي حظر دخول مواطني بلدان إسلامية إلى الولايات المتحدة في أول يوم لرئاسته للبلاد إذا جرى انتخابه للمنصب.
وكان بايدن قد استخدم سابقاً حديثاً للنبي محمد محاولاً من خلاله استمالة المسلمين وحثهم على الانضمام إلى المعركة الانتخابية لهزيمة دونالد ترامب. إذ تعهد خلال قمة على الإنترنت تحت عنوان “قمة مليون صوت مسلم”، استضافتها منظمة الدعوة “Emgage Action” لتعبئة الناخبين المسلمين قبل الانتخابات الرئاسية، بالوقوف إلى جانب الأقليات المسلمة حول العالم، وتابع من الرائع أن تتمكن مجموعتكم “مليون مسلم للتصويت لجو بايدن” من جمع مليون صوت من المسلمين الأمريكيين لدعمي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مستشهداً في ذلك بحديث للنبي محمد. كما استخدم بطريقة طريفة عبارة “إن شاء الله” باللغة العربية، أثناء مناظرته الأولى مع الرئيس ترامب عندما كان الأخير يعد بالكشف عن سجلاته الضريبية.