كريتر نت – فرانس 24
استعادت أذربيجان السيطرة على مناطق في إقليم ناغورني قره باغ بموجب اتفاق السلام الذي أبرمته مع أرمينيا برعاية روسية الأسبوع الماضي. ومددت الأحد أذربيجان لأرمينيا حتى 25 نوفمبر/تشرين الثاني مهلة الانسحاب من منطقة كالباجار، بينما بقيت مواعيد الانسحاب من منطقتي آغدام ولاتشين لم تتبدل.
مددت أذربيجان الأحد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأرمينية من منطقة كالباجار في إطار اتفاق سلام جرى التوصل إليه بوساطة روسية لإنهاء أسابيع من القتال حول إقليم ناغورني قره باغ.
وكان من المقرر أن يتم تسليم هذه المنطقة من الإقليم الأحد بعد الانتصار الذي حققته في النزاع الدامي.
وأرجئ هذا الانسحاب الأول للقوات الأرمينية تنفيذا لاتفاق إنهاء الأعمال القتالية الذي وقع بداية الأسبوع برعاية روسيا، إلى 25 تشرين الثاني/نوفمبر بناء على طلب يريفان التي يدعمها الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال ممثل الرئاسة الأذربيجانية حكمت حاجييف إن “أذربيجان وافقت على أن ترجأ إلى 25 تشرين الثاني/نوفمبر مهلة انسحاب القوات المسلحة الأرمينية ومستوطنين أرمن غير شرعيين من كالباجار”، معتبرا أن هذا القرار “إنساني”.
وأضاف أن موعد الانسحاب من منطقتي آغدام في 20 الجاري ولاتشين في الأول من كانون الأول/ديسمبر لم يتبدل.
وتشكل هذه المناطق جزءا من الحزام الذي شكلته القوات الأرمينية إثر حرب التسعينيات حول ناغورني قره باغ، الإقليم الانفصالي في أذربيجان ذي الغالبية الأرمينية.
وعودة أذربيجان إلى هذه المنطقة دفعت سكان كالباجار إلى مغادرتها. وعمد كثر إلى إحراق منازلهم لئلا يسكنها أذربيجانيون. وقبل ذلك، نقلوا معهم كل ما يمكن حمله حتى الأبواب والنوافذ ومحولات الكهرباء في المحطات الكهرمائية.
وظلت الطريق التي تعبر المنطقة وتؤدي إلى أرمينيا تحت سيطرة يريفان الأحد، لكن الحركة تراجعت فيها مقارنة بالأيام الفائتة حين فر السكان قبل عودة القوات الأذربيجانية.
وبدت قرية شاريكتار التي أحرقت عشرات من منازلها بأيدي مالكيها مقفرة. وأمام المنازل التي التهمتها النيران، لم تبق سوى أغراض لا قيمة لها وأثاث تعذر نقله.
ومع نهاية حرب التسعينيات، كان المشهد معاكسا وتجلى في مغادرة جميع السكان الأذربيجانيين المنطقة. وعلى الإثر، شجعت يريفان عددا كبيرا من مواطنيها على الإقامة فيها.
كذلك، ينص اتفاق إنهاء الأعمال القتالية على انتشار نحو ألفين من قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ الذي خلت عاصمته ستيباناكرت من السكان خلال القتال الذي استمر ستة أسابيع. ودعت السلطات المحلية السكان إلى العودة وقدمت مساعدة لوجستية لتحقيق ذلك.
وفي انتظار الانتشار الكامل للقوات الروسية وإعادة فتح معبر لاتشين الذي يربط أرمينيا بالإقليم، فإن الطريق التي تعبر منطقة كالباجار هي الوحيدة المؤدية إلى قره باغ.
على طول هذه الطريق، تمركز جنود روس منذ السبت داخل وحول دير دافيكانك القديم والذي أعربت يريفان عن خشيتها من أن “تدنسه” قوات أذربيجان.
وأقيمت نقطة عسكرية في باحة الدير ورفع على مدخله علم روسي. وقصدته حفنة من الزوار الأحد للصلاة وإضاءة شموع، فيما نقلت كل لوازمه الليتورجية إلى مكان آمن.
وفي الدير ثلاثة كهنة أرمن بردائهم الديني بينهم الأب هوفانيس الذي يدير المكان. أوضح أن “الجنود الروس يتولون حراسة الدير لكنه سيظل عائدا إلى الكنيسة الرسولية الأرمينية على أن يتبع مع محيطه للسلطات الأرمينية بحيث يتمكن الأرمينيون من زيارته للصلاة”.
وأكد رئيس أذربيجان إلهام علييف لنظيره الروسي أن الكنائس التي تسيطر عليها قواته “ستتولى الدولة حمايتها” وستظل مفتوحة أمام المسيحيين وفق الكرملين.
وفي تشاور منفصل بين بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، شدد الجانبان على “أهمية الحفاظ على الاستقرار” في ناغورني قره باغ.
ويواجه باشينيان منذ الهزيمة الأرمينية حركة احتجاج في بلاده حيث تعتبره المعارضة “خائنا”.
وأقرت أرمينيا بمقتل 2317 من جنودها في النزاع، في حين لم تكشف أذربيجان خسائرها العسكرية.
وبإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحماية الجنود الروس، تستمر عملية نقل الجثث من حول مدينة شوشة التي تسيطر عليها أذربيجان والمجاورة لعاصمة الإقليم الانفصالي.
وقصدت أسر المشرحة المحلية لتسلم جثث تم التعرف على هويات أصحابها.
وقال رجل خمسيني “أتيت لتسلم جثة ابن شقيقي الذي قتل في شوشة. خاتمه لا يزال في إصبعه. يبدو أن الجثث التي تركت في ساحة المعركة لم تتعرض لتشويه إضافي”.