كريتر نت – العرب
قالت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، السبت، إن منصة مجموعة العشرين ستقوم بتوزيع 2 مليار جرعة لقاح كورونا على العالم.
وأضافت ميركل خلال مشاركتها في فعالية مصاحبة على هامش قمة القادة لمجموعة العشرين، حول تعزيز التأهب للجوائح، أن “الاستجابة العالمية لمكافحة كورونا ضرورية”.
هيمن موضوع كورونا واللقاحات، التي تسارعت وتيرة الإعلان عنها في الفترة الأخيرة، على كلمات قمة العشرين التي تنعقد افتراضيا، وافتتحها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال تأكيده على ضمان توزيع عادل للقاحات.
وقال العاهل السعودي في كلمته الافتتاحية للقمة، السبت، إنه ينبغي على قادة دول القمة العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول للقاحات بشكل عادل وبتكلفة ميسورة لتوفيرها لكافة الشعوب إلى جانب أدوات أخرى لمحاربة جائحة كوفيد – 19.
وأضاف الملك سلمان “نستبشر بالتقدم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفايروس كورونا، إلا أن علينا العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إليها بشكل عادل وبتكلفة ميسورة لتوفيرها لكافة الشعوب. وعلينا في الوقت ذاته أن نتأهب بشكل أفضل للأوبئة المستقبلية”.
وتابع العاهل السعودي أن هذا العام كان عاما استثنائيا، إذ شكلت جائحة فايروس كورونا المستجد “صدمة غير مسبوقة طالت العالم أجمع خلال فترة وجيزة”، وأن هذه الجائحة سببت للعالم خسائر اقتصادية واجتماعية.
من جانبه، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة ضمان وصول اللقاحات إلى الجميع. وأضاف بوتين، في كلمته، أن “التحديات التي واجهتها البشرية في عام 2020 غير مسبوقة والجائحة تسببت في أزمة اقتصادية نظامية لم يشهدها العالم منذ الكساد العظيم”.
وتابع قائلاً إنه “يجب توفير لقاحات كورونا للجميع، ومستعدون لإمداد الدول المحتاجة بلقاحاتنا”.
وأضاف أن “سلامة الناس يجب أن تكون على رأس الأولويات في جهود تطوير لقاحات كورونا رغم التنافس المحتمل”.
ويتصدّر جدول أعمال القمة عمليات الشراء والتوزيع العالمي للقاحات والأدوية والاختبارات بالدول منخفضة الدخل التي لا تستطيع تحمل هذه النفقات وحدها. وسيحث الاتحاد الأوروبي مجموعة العشرين على استثمار 4.5 مليار دولار للمساعدة في هذا الصدد.
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير لقمة مجموعة العشرين إن الاقتصاد العالمي شهد تعافيا من الأزمة في وقت سابق من العام لكن الزخم يتباطأ في الدول التي تشهد ارتفاعا في معدلات الإصابة ويسير التعافي بخطى غير متساوية ومن المرجح أن تترك الجائحة أثرا عميقا.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن الدول الفقيرة والمثقلة بالديون في العالم النامي هي الأكثر عرضة للخطر لأنها “على حافة الانهيار المالي وتصاعد الفقر والجوع وتواجه معاناة لا توصف”.
وبصرف النظر عن تركيز القادة في كلماتهم على جائحة كورونا، إلا أن القمة الافتراضية فقدت الكثير من بريقها، خاصة بالنسبة إلى السعودية التي كانت تراهن على أن تكون مناسبة لعرض إصلاحاتها الاقتصادية والاجتماعية ومسار حربها على التشدد بهدف التخفيف من الانتقادات التي تعتمد في غالبها على تقارير قديمة عن وضع المملكة.
وقال الباحث في ستراتفور للأبحاث الجيوسياسية رايان بوهل “سيكون مؤتمر مجموعة العشرين هذا العام مخيبا للآمال بالنسبة إلى السعودية لأن المؤتمر الافتراضي لن يستعرض التطورات في المملكة بالطريقة التي تأملها الرياض”.
العالم الافتراضي صعّب التواصل بين القادة
ويرى مدير ومؤسس “مجموعة العشرين للأبحاث” ومقرها كندا جون كيرتون أن “العالم الافتراضي يجعل التواصل التلقائي للقادة أكثر صعوبة، ويلغي اللقاءات الجانبية حول مواضيع غير مدرجة على جدول أعمال القمة”.
وغابت الطائرات الخاصة لكبار الشخصيات عن المطارات في المملكة، مما قلّل من البصمة الكربونية للحدث، إلى جانب عدم وجود مواكب للسيارات مما كان ليؤدي إلى توقف حركة السير في بعض مناطق الرياض.
ولم يؤت خط مترو جديد كان من المقرر افتتاحه في الرياض خلال القمة، ثماره كما كان مخططا له.
ولم تخل القمة من بعض اللقطات الطريفة والعفوية. وبدا أنّ بث الكلمة الافتتاحية للملك سلمان انطلق أبكر ممّا كان مخططا له، وسرعان ما توقف بعدما أدرك أحدهم ذلك وحذّر العاهل السعودي.
وظهر قادة العالم الآخرون في صور مصغّرة على شاشة واحدة حول صورة للملك سلمان، وبدا أن بعضهم يعاني من مصاعب تقنية.
فقام أحد مساعدي الرئيس الصيني شي جينبينغ باستخدام جهاز تحكم عن بعد أمام كاميرا الشاشة، فيما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتناول مشروبا غازيا على ما يبدو.
وسرعان ما أدرك المسؤول في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أنجيل غوريا أن الاجتماع قد بدأ فقام بإبعاد هاتفه المحمول فورا.
وبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تحتفل بمرور 15 عاما في السلطة الأحد، في وضع مريح تتابع الكلمة بتركيز عال، بينما انشغل ترامب بشيء ما فوق الطاولة أمامه، قد يكون هاتفه.