كريتر نت – BBC
تفيد الأنباء الواردة من شمال إثيوبيا بأن مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي تتعرض لقصف عنيف من جانب الجيش الحكومي.
وقال زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي، دبرصيون جبرميائيل، لوكالة رويترز في رسالة نصية إن المدينة تتعرض لـ “قصف عنيف”. وقال إن قوات الحكومة بدأت عملية للاستيلاء على عاصمة الإقليم.
وزعم الجيش الإثيوبي بأنه فرض سيطرته على مدن عدة في إقليم تيغراي الشمالي. وقال الفريق حسن إبراهيم إن الجيش فرض سيطرته على مدينة “ويكرو” الواقعة إلى الشمال من عاصمة الإقليم ميكيلي، بالإضافة إلى مدن أخرى عديدة.
ولم يصدر تعليق عن الحكومة الإثيوبية حول التطورات الأخيرة، لكنها قالت أمس الجمعة إنها بدأت “المرحلة الأخيرة” من هجومها في المنطقة.
ويخوض الجيش صراعاً مع جبهة تحرير شعب تيغراي منذ أسابيع.
وقتل المئات وأجبر الآلاف على ترك منازلهم مع تقدم القوات الإثيوبية وفرض سيطرتها على المدن في الإقليم.
لكن التفاصيل المتعلقة بالقتال الدائر على الأرض من الصعب تأكيدها بسبب قطع كافة وسائل الاتصال مع إقليم تيغراي كالهواتف الأرضية والهواتف النقالة والإنترنت.
ما الذي يحدث في عاصمة إقليم تيغراي؟
قال الجيش الإثيوبي في وقت سابق إنه يعتزم فرض سيطرته على المدينة في غضون أيام، لكنه سيتجنب إلحاق الأذى بسكان المدينة من المدنيين الذين يبلغ عددهم 500 ألف نسمة.
وبحسب “رويترز”، فإن “بيلين سيوم”، المتحدثة باسم رئيس الوزراء، قالت إن القوات الإثيوبية لن “تقصف” المناطق المدنية.
وأضافت سيوم بأن ” سلامة الإثيوبيين في ميكيلي ومنطقة تيغراي لا تزال أولوية بالنسبة للحكومة الاتحادية”.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في اجتماع عقد الجمعة مع مبعوثي السلام الأفارقة إن المدنيين في المنطقة ستتم حمايتهم.
لكن لم يرد أي ذكر لمحادثات محتملة لوضع حد للقتال ولم يُسمح للمبعوثين بزيارة إقليم تيغراي.
من جانبه، تعهد حزب جبهة تحرير شعب تيغراي، الذي يسيطر على ميكيلي، بمواصلة القتال.
وحذرت الأمم المتحدة من وقوع جرائم حرب محتملة إذا ما هاجم الجيش الإثيوبي مدينة ميكيلي.
كما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من منع دخول العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية إلى المنطقة.
لكن السلطات الإثيوبية قالت الخميس الماضي إن “طريقاً لدخول المساعدات الإنسانية” سيتم فتحها تحت إشراف الحكومة، مضيفة بأنها “ملتزمة بالعمل مع وكالات الأمم المتحدة.. من أجل حماية المدنيين وأولئك الذين يحتاجون للحماية”.
وفر من إثيوبيا أكثر من 40 ألف شخص منذ اندلاع الصراع.
وبحسب لاجئين، فإن القوات الإثيوبية انتشرت الخميس على طول حدود إقليم تيغراي مع السودان، حيث قامت بمنع الناس الهاربين من العنف من مغادرة البلاد.
وتقول “آن سوي” موفدة بي بي سي الموجودة على الجانب السوداني من الحدود، إنها رأت اثني عشر فرداً على الأقل من عناصر الجيش الإثيوبي، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود إلى السودان.
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال زيارة له إلى مخيم “أم راكوبا” في السودان للاجئين الفارين من مناطق القتال في تيغراي، إن السودان يحتاج إلى 150 مليون دولار على شكل مساعدات لاستيعاب تدفق اللاجئين على أراضيه.
وقال غراندي: “يحتاج السودان إلى 150 مليون دولار خلال ستة أشهر من أجل توفير المياه والمأوى والخدمات الصحية لهؤلاء اللاجئين.”
من هم مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي؟
يعتقد بأن تعداد مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي، الذين تم استقطابهم من وحدة شبه عسكرية ومن ميليشيا محلية جيدة التدريب، يبلغ حوالي 250 ألف مقاتل. ويتخوف بعض المحللين من أن يتحول الوضع إلى حرب عصابات- مع استمرار جبهة تحرير شعب تيغراي في شن هجمات على القوات الحكومية حتى لو سيطرت على ميكيلي.
وكان زعيم الجبهة دبرصيون جبرميكائيل قد قال إن قوات تيغراي “مستعدة للموت دفاعاً عن حقنا في إدارة منطقتنا”.
ونقلت “رويترز” عن مصدر دبلوماسي قوله إن جبهة تحرير شعب تيغراي “حشدت الكثير من الأشخاص في ميكيلي. وهم يقومون بحفر الخنادق وكل واحد منهم مسلح ببندقية “إيه كي-47”.
وتبدي منظمات إغاثة تخوفها من أن يتسبب الصراع الدائر في الإقليم بأزمة إنسانية ويزعزع استقرار منطقة القرن الإفريقي برمتها.
واتهمت مفوضية حقوق الإنسان المعينة من قبل الدولة في إثيوبيا منظمة شبابية في تيغراي بالوقوف وراء مجزرة ارتكبت في وقت سابق من هذا الشهر راح ضحيتها أكثر من 600 مدني من غير عرقية التيغراي في بلدة “ماي-كادرا”. لكن جبهة تحرير شعب تيغراي نفت تورطها في الحادث.