كريتر نت – متابعات
قال دبلوماسي أمريكي بارز، الخميس، إن استهداف المدنيين من قبل الحوثيين في اليمن، و “تعميق” علاقاتهم مع الحرس الثوري الإيراني، واستخدام الاختطافات كأداة حرب في البلاد، عوامل قادت إدارة دونالد ترامب للنقاش بشأن تسمية الحركة منظمة إرهابية أجنبية.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيموثي ليندركينغ للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف بعد جولة قام بها في الخليج برفقة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر: “لو لم يقم الحوثيون بهذه الأشياء، ما كان هناك نقاش”.
وتعتبر تصريحات ليندركينغ الأكثر شمولاً التي أدلى بها مسؤول أمريكي علناً بشأن إدراج الحوثيين المدعومين من إيران في القائمة السوداء.
ورفض ليندركينغ التعليق على المناقشات الجارية داخلياً بشأن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.
لكنه قدم الأسباب التي أدت إلى إثارة مسألة التصنيف بالقول: “السبب في إثارة مسألة التصنيف هو أن جماعة الحوثي تتصرف كجماعة إرهابية فهي تستهدف البنية التحتية وكذلك مدنيين وهم يعمقون علاقاتهم مع فيلق القدس وهي منظمة إرهابية ولو لم تحدث هذه الأشياء لما كان هناك نقاش بشأن الحاجة إلى هذا التصنيف”.
وأضاف: “الشيء الآخر هو قيام الحوثيين باستخدام الأطفال كجنود، واعتراض المساعدات في داخل اليمن. إضافة إلى ما قد يسببه سلوك الجماعة المسلحة من كوارث بحرية”.
وتابع: “استمرار قيام الحوثيين بهذه الأشياء يثير أمرين أولا تقويض وضعية الحوثيين على المستوى الدولي وثانياً إثارة سؤال بشأن مستقبل اليمن”.
وقال ليندركينغ: “نريد من الحوثيين أن يكونوا لاعبين سياسيين داخل اليمن وهذا يتطلب وقف كل هذه الأنشطة”.
وهاجم ليندركينغ إيران، واتهمها باستمرار تهريب الأسلحة إلى اليمن.
وقال إن الحوثيين يواصلون “هجماتهم الخبيثة باستخدام المسيرات والصواريخ على السعودية الأمر الذي يهدد سلامة المدنيين والكثير من الأميركيين الذين يعيشون في السعودية”. واعتبر هجمات الحوثيين على المملكة “تتجاوز كل الحروب المتحضرة”.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أنه لأجل ذلك: “نرى إيران مستمرة في إشعال ذلك الصراع وتقديم أسلحة وتدريب على الأسلحة لتمكين الحوثيين من شن هجمات مستمرة وأكثر تعقيداً”.
واعتبر ليندركينغ ذلك يظهر أن “الحوثيين غير مهتمين بأي انخراط بناء تجاه السلام”.
وأوضح أن الولايات المتحدة تريد رؤية نهاية لهذا الدعم الإيراني المميت حتى يكون هناك مسار وحل سياسي للصراع في اليمن.
ويعارض مسؤولو الأمم المتحدة وأوروبا وبعض المسؤولين الأمريكيين والإقليميين والجماعات الإنسانية إدراج الحوثيين في القائمة السوداء لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى عقوبات قد تؤثر على تسليم المساعدات الدولية حيث تهدد المجاعة اليمن. كما يعتقدون أن ذلك سيؤثر على جهود الأمم المتحدة التي تسعى لجمع الأطراف في محادثات سلام.
وفشلت الأمم المتحدة، في جمع الطرفين في مشاورات منذ ديسمبر/كانون الأول2018 التي خرجت باتفاق السويد، الذي فشل -حتى الآن- في تطبيقه، ويحتوي على اتفاق خاص بالحديدة؛ واتفاق لتبادل الأسرى والمعتقلين، وتفاهمات بشأن تعز.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.