كريتر / نيوز يمن
في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الأمرّين من سوء الحالة المعيشية وتفشي الأمراض والأوبئة وانعدام الغاز وجميع الخدمات الأساسية، يستمر الحوثيون بجباية الأموال تحت مسميات عدة آخرها دعم الاحتفال بالمولد النبوي.
وتقوم ميليشيا الحوثي بفرض مبالغ مالية على المواطنين في مناطق سيطرتها، من دون أدنى مراعاة لظروفهم المأساوية، التي تعد نتيجة طبيعة لانقلاب الميليشيا على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
ويستخدم الحوثيون القوة في جباية الأموال من المواطنين، فقد اعتدوا على سائق باص صغير يعمل بخط التحرير في صنعاء، بمبرر أنه لم يدفع مبلغ خمسمائة ريال كرسوم مفروضة للاحتفال بالمولد النبوي، رغم توسلات السائق.
وقال شهود، إن السائق حاول إقناع مسلحي الحوثي، بتفهم ظروفه الصعبة، حيث كان يقول لهم: “اليوم خرجت أشتغل ولا قد جمعت ريال، ولي أيام أبحث عن غاز، وأمس مليت كم لتر واللتر من ألف ريال دين وجهالي بغير مصروف لهم أيام اتقوا الله”، إلا أن كل ذلك لم يشفع له أو يمنع مسلحي الحوثي من الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
توجيهات مبكرة من قبل ميلشيا الحوثي
وفي وقت سابق أصدرت الميليشيا توجيهات إلى مشايخ وعقال وأعيان وشخصيات اجتماعية وأعضاء مجالس محلية وخطباء المساجد والأكاديميين والوجهاء بالدعوة للحشد والحضور في عدة مواقع حددتها لإقامة هذه الفعالية وجمع أكبر عدد من المواطنين ودفعهم بالقوة للمشاركة.
كما أصدرت تعميمات تفرض الاحتفالات بكل أحياء وحارات المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في صنعاء وبقية المحافظات، كما ألزمت السكان بإجراء الموالد الدينية.
وعلق مدين شجاع، وهو من سكان صنعاء بالقول: “المشرف والعاقل يقولوا مولد يعني مولد وضروري وفيه الأجر والثواب والذي ما يسيرش هو يهودي ويخدم العدوان والمؤامرة الكونية”.
وأكمل تعليقه ساخراً: رديت عليهم: هيا ايش رأيكم لو والله رسول الله حاضر بنفسه مانا ساير، به ناس عندهم قناعة ما يسيروش لو نزل جبريل يقلهم هيا سيروا ما عيسيروا ما هوش فرض واجب”.
في حين قالت مصادر طبية ، إن ميليشيا الحوثي، رفعت رسوم الفحوصات الطبية بالمستشفيات الحكومية وأوجدوا خصما اسميا 20% بمناسبة المولد النبوي.
في السياق قالت أروى، وهي قريبة أحد المرضى: “أجرينا فحوصات طبية بأحد المستشفيات الحكومية بصنعاء وفرحنا في بداية الأمر عندما قالوا خصم 20% بمناسبة المولد النبوي، ونتفاجأ بأن هناك زيادة بأسعار الفحوصات والكشافات وصلت لأكثر من 30%.
تعطيل المصالح الحكومية منذ أسبوع
لم تعلن سلطات الحوثيين عن إجازة رسمية بمناسبة الموالد النبوي في المصالح والجهات الحكومية، لكن الموظفين غير موجودين بتلك الجهات ذلك أن الميليشيا تجبرهم على حضور الفعاليات التمهيدية.. ولا يمكن لأي موظف التخلف عن المشاركة كون ميليشيا الحوثي، تقوم بالتأكد من كشوف الحضور والتعقيب عليهم ومن لم يحضر فهناك اتهامات وجزاء وعقوبات تعسفية.
إنفاق بجح والمواطنون جوعى
ينفق الحوثيون يوميا ملايين الريالات على هذه الاحتفالات، فالمطابع التي تنسخ آلاف اللافتات المعلقة والملصقة لم تتوقف دقيقة واحد منذ ما يزيد عن نصف شهر، ويتم وتحريك مئات الباصات والسيارات بمناطق سيطرة الحوثي يومياً لبث خطب زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، كما أن المشرفين الحوثيين في المصالح الحكومية والأحياء والحارات يستلمون مخصصات يومية لمتابعة أمور حشد المواطنين إجبارا للاحتفالات الموزعة والمكررة يوميا.
مناسبات دخيلة لصرف المواطن عن حقوقه
ويرى الكثير من المتابعين بأن هدف تعدد مناسبات الحوثيين هو تحويل الناس عن قضاياهم الاساسية من معيشة وخدمات باحتفالات بمناسبات متعددة لا تقدم ولا تؤخر.
ودون الكاتب الصحفي توفيق الحرازي على الفيسبوك يقول: إن الاقتداء والاحتفاء بالرسول ليس بإقامة الفعاليات المتصنعة المتكلفة المتفقعسة، ولا بتمويلها من بيت مال المسلمين، ولا بتوقيتها في اوقات القحط والجوع والدمار، ولا بتفضيلها على معاشات الناس ولقمة عيشهم
ولابتحويلها الى مصدر رزق يقتات منه عصبيتكم”.
وأضاف: “إن الاحتفاء والاقتداء بالرسول يكون بحقن الدماء، ومراعاة الإجماع، وتطبيق واحترام الشورى والانتخابات والتنوع والالتزام بلقمة عيش الناس دائما وأبدا”.
وأكمل: “هل تتذكرون لماذا تم نقل البنك المركزي؟ وانهار الاحتياطي وضاعت المرتبات؟ لأنكم تجرفون الخزينة بلا حسيب أو رقيب وتسخرون بيت المال لمشاريعكم، الناس يموتون جوعا وأنتم تحتفلون وتكابرون وتبترعون حتى في وزارة الصحة وصندوق النظافه!! قبح الله زمانا اطلعكم”.
ممارسات دخيلة تصاحب الاحتفالات
وتستغل ميليشيا الحوثي المناسبات الدينية لتكريس طقوس دخيلة على ثقافة المجتمع اليمني، ولا تمثل اليمنيين ولا بيئتهم الدينية المعتدلة.
وتقول أم إبراهيم تعليقا على محاولات فرق “الزينبيات” الحوثية فرض نمط احتفال مستورد في تجمع نسائي بصنعاء: “طول أعمارنا نحتفل بمولد النبي بالصلاة على محمد والموالد في الجوامع وذكر الله والتراحم بيننا.. من أين جيتوا لنا بالتصباغ والترناج (الطلاء) باللون الأخضر على جدران البيوت والسيارات بالصميل ليت وحتى وهو بالرضا، وهذه الشماطط (الأقمشة البيضاء والخضراء التي تعلقها ميليشيا الحوثي بكل الشوارع والجهات الحكومية)، وهذا الصياح ليل نهار، وهذه الكلمات الدخيلة علينا الأعظم وغيرها من أين أحضرتوها لنا، هو محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والرسل”.
وأضافت: “ياحوثة ضيعتوا عقولكم.. طول عمرنا عارفين بالله وبالرسول وانتو جيتوا تفرضوا علينا شي ما هو من الدين أبدا واعتبرتونا جهلة كفرة ونسيتوا الجاوع المريض بسبب أفعالكم وتشتوا الله يربحكم يطول الزمان ولا يقصر طريقكم زايل أكيد بسبب أفعالكم الظالمة”.