كريتر نت – العرب
سيشهد عام 2021 ازدحاما غير طبيعي بالبطولات في مختلف الألعاب، وسيكون هناك تضارب كبير بين بطولات العالم والقارات والبطولات المؤهلة إلى الأولمبياد، وهو الأمر الذي يتطلب إعادة تغيير مواعيد بعض البطولات. وستبقى كأس أمم أوروبا الحدث الأبرز المنتظر في كرة القدم العام المقبل.
باريس – شهدت الأشهر الـ12 الأخيرة تأجيل كأس أمم أوروبا 2020 و”كوبا أميركا” إلى العام المقبل وإقامة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم وراء أبواب موصدة، ما حرم اللعبة الأكثر شعبية في العالم من نكهتها، فيما حُجبت جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم وغرقت الأندية في أزمات اقتصادية حرجة بسبب تداعيات فايروس كورونا المستجد الذي كان مجهولا بالنسبة إلى الكثيرين مع انطلاق العام.
وتؤكد تلك الأحداث أن التنبؤ بمصير الأشهر الـ12 المقبلة سيكون ضربا من الخيال. وكما كل شيء، تأثر عالم كرة القدم بالتداعيات شبه المدمرة لفايروس كورونا. وخسرت كرة القدم في 2020 أسماء تاريخية على غرار الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا بطل مونديال 1986، الإيطالي باولو روسي هداف وبطل مونديال 1982، الإنجليزي نوبي ستايلز بطل مونديال 1966، مواطنه جاك تشارلتون، وحارس ليفربول الإنجليزي السابق راي كليمنس بالإضافة إلى المدربين الفرنسيين ميشال هيدالغو وجيرار أوييه.
ورغم ذلك، يصرّ القائمون على كرة القدم على الاستمرار بالمسابقات والعودة تدريجيا إلى المشهد الطبيعي لحضور الجماهير، حسب المقتضيات الصحية. فهل سيقام مثلا نهائي دوري أبطال أوروبا في إسطنبول بدون جماهير، على غرار النسخة الأخيرة في لشبونة؟ وماذا عن كأس أوروبا، هل ستبقى موزعة على 12 مدينة أوروبية في سابقة تاريخية؟ ولم يحسم الاتحاد القاري للعبة إذا كان تنظيم بطولة قارية في 12 بلدا بين باكو ودبلن ممكنا في الظروف الحالية.
أذكى وأقوى
استعدادات حثيثة
قال رئيس الاتحاد السلوفيني لكرة القدم، ألكسندر تشيفيرين، أخيرا “نحن أذكى وأقوى من العام الماضي، لأننا بتنا ندرك أن كل الأمور ممكنة”. وأضاف “لكن نظريا، بمقدورنا تنظيم اليورو في 12 دولة، في 11، في 10، في ثلاث دول، في دولة واحدة”. وبصرف النظر عن مكان استضافتها وحضور الجماهير من عدمه، ستبقى كأس أوروبا الحدث المنتظر في كرة القدم العام المقبل، حيث تأمل فرنسا في ضم اللقب بعد تتويجها بكأس العالم 2018 في روسيا. وتوّج الديوك مرتين في 1984 و2000 وحلوا في مركز الوصافة في 2016 على أرضهم أمام برتغال كريستيانو رونالدو.
وفي الواقع، يمثل العام 2021 تحديات كبيرة لفريق المدرب ديدييه ديشامب الذي يستهل تصفيات مونديال قطر 2022 في مارس، فيما ينضم في أكتوبر إلى منتخبات إيطاليا، إسبانيا وبلجيكا لخوض المربع الأخير من مسابقة دوري الأمم الأوروبية. بينهما، يخوض المنتخب الأزرق كأس أوروبا بين 11 يونيو و11 يوليو في مجموعة واحدة مع ألمانيا القوية، البرتغال حاملة اللقب والمجر. وتأمل التشكيلة الحالية لفرنسا السير على خطى تلك المتوجة بكأس العالم 1998 ثم كأس أوروبا 2000، قبل عشرين سنة عندما كان ديشامب نفسه قائدا، وهو إنجاز عاد المنتخب الإسباني وحققه في كأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012.
وتبدو فرنسا أقوى حتى من تشكيلتها في 2018، مع إعادة دمج أمثال كينغسلي كومان، أدريان رابيو وضم المهاجم ماركوس تورام ابن الدولي السابق ليليان تورام، بالإضافة إلى اليافع إدواردو كامافينغا.
المنتخب الأزرق يخوض كأس أوروبا بين 11 يونيو و11 يوليو القادمين في مجموعة واحدة مع ألمانيا والمجر والبرتغال
وقال ديشامب “لا أعرف كيف ستجري الأمور في كأس أوروبا، لكن سأعمل عليها بكل طاقتي”. بدوره، يقول بطل العالم السابق يوري دجوركاييف، إن فرنسا ينبغي أن تكون جاهزة بنسبة 100 في المئة منذ البداية لتلعب دور المرشح الكبير”. ويضيف لاعب إنتر الإيطالي السابق أن فرنسا “قادرة” على تحقيق ثنائية جديدة، لكن ديناميتها الحالية تبدو أقل من مونديال روسيا، موضحا “أرى أن الانسجام الجماعي كان أكبر بين 2016 و2018 من الفترة الحالية. لا شك أن الفريق قطع مرحلة، لكن ليس في كل الخطوط”.
وسيقام نصف نهائي ونهائي كأس أوروبا على ملعب ويمبلي الشهير في لندن. وأقر مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت “نأمل أن تكون فرصة رائعة مع الجماهير، لكن لا يمكننا السيطرة على هذه النقطة”. وستكون منتخبات بلجيكا، هولندا، إيطاليا وإسبانيا مرشحة لخطف اللقب أيضا. وأتاح تأجيل كأس أوروبا لبعض المنتخبات تجديد تشكيلاتها، على غرار إسبانيا التي حققت فوزا صارخا على ألمانيا بسداسية نظيفة.
في المقابل، ضربت خسارة إشبيلية هالة المنتخب الألماني، رغم أن المدرب يواكيم لوف احتفظ بمنصبه نتيجة تجديد الاتحاد المحلي الثقة به ومتابعة المشوار دون انقطاع منذ 2006. لكن بصرف النظر عن هوية الفائز، يأمل أصحاب المصلحة في كرة القدم تفادي ما حصل في 2020 وعودة المشجعين إلى الملاعب للاستمتاع بمعشوقتهم.
صدامات عديدة
يُتوقع في ظل هذا الازدحام، خلق صدامات عديدة مع الأندية التي تضم لاعبين دوليين، إذ لن تسمح لهم بسهولة الالتحاق بمنتخباتهم الوطنية، مع رغبة الاتحادات الوطنية بالانتهاء المبكر من المسابقات، خوفاً من تكرار تفشي فايروس كورونا العام المقبل إذا لم يتمكن العلماء من التوصل إلى العلاج الناجح.
وعلى أندية كرة القدم في الدوريات الكبرى التعامل مع تهديد ضغط المباريات وإلغاء الإجازات للاعبيها، حال الإصرار على إكمال الموسم الجاري، وهو ما يستوجب التأخير في انطلاقة الموسم الجديد، وبالتالي لعب مباريات مضغوطة في ظل وجود مشاركات محلية وقارية متعددة، ومعها إمكانية إلغاء فترات الراحة التي كان يحصل عليها اللاعبون بين المواسم أو في فترة الشتاء، وهو الأمر الذي يعرض اللاعبين للإجهاد وللكثير من الإصابات، ويمكن أن يؤثر سلبياً على المستويات والنتائج، أي سيكون لها تأثير مباشر على استثمارات الأندية في صفقات اللاعبين والرعاية والإعلان.