كريتر نت – لحج / مرفت الربيعي
جمعية الحياة لرعاية وتأهيل أطفال الشلل الدماغي في محافظة لحج واحدة من الجمعيات التي اقتصر بقاءها بمجهود ذاتي لتضمن استمرار نشاطها كونها تعد شريان حياة لشريحة تريد أن تثبت للجميع أن الإعاقة ليست بالجسد لطالما إمتلكنا الإرادة ، أسست الجمعية في 26 من إبريل للعام 2016 .
تضم الجمعية الاطفال من عام ونصف إلى ثمانية عشر عاماً يتوافدون من مديريتي الحوطة وتبن والجانب التعليمي هناك قسم التدخل المبكر إلى الصف السادس وتقوم الجمعية بالعديد من الأنشطة والفعاليات .
عند زيارتنا لها وجدناها ذات مبنى مهترىء خالي من الفصول الدراسية وكراسي متهالكة واعمدة خالية من الأسقف لاتقي من حر الشمس الحارة فالمكان لا يصلح ولا يناسب أجواء العملية التعليمية لفئة الشلل الدماغي مما اضطرها إلى اقتصار التعليم في نصف يوم هروباً من لهيب الشمس التي تصب جام غضبها على اجسادهم النحيلة .
معاناة ومشكلات جمة …
وعن الجمعية وما تحوي من معاناة تروي مديرة الجمعية الاستاذة نجلاء العبد معاناتهم
حيث تقول: ” يوجد لدينا صعوبة في المقرحيث انه تم أخذ دار المعلمين وانتقلنا بعد ذلك لإستئجار مبنى لمدة ثلاث أعوام وبسبب صعوبة الظروف وغلاء الاسعار لم نتمكن من دفع الإيجار مما اضطرنا إلى أخذ مبنى السينما وهو مبنى غير صالح للأطفال كونه لا يحوي فصول دراسية مناسبة ، ولا يحوي حمام فنضطر بأخذ الأطفال إلى مبنى الأمومة والطفولة، وتم طلاء المقر من قبل مبادرة روافد الحوطة الشبابية .
وتتابع نجلاء ” نعاني من نقص في أثاث المدرسة كذلك يوجد لدينا صعوبة في توفير وسائل نقل للمعلمات والأطفال إلى اماكن بعيدة ، وعدم توفر وجبة غذائية للأطفال ، و وسائل تعليمية ، والالعاب غير تلك المكعبات التي رفدتنا بها منظمة اليونسيف ، ولاتتوفر إسعافات أولية ، وادوات التنظيف يتم شرائها من قبل المعلمات .
معلمات بدون اجور ….
وامام كل هذه المعاناة تطرا مشكلة كبيرة قد تتسبب في ايقاف عمل الجمعية وهي اجور المعلمات وفي ذات السياق تقول الأستاذة نجلاء ” اجور المعلمات لانستطيع دفعها لعدم وجود جهات داعمة ، فيتم تأهيل المعلمات ولعدم توفر رواتب يغادرن الجمعيةونضطر إلى استبدال آخريات ونخشى أن نجد الجمعية دون معلمات .
إحدى المعلمات اللاتي تعملن في الجميعة تروي لنا فصول من المعاناة حيث تقول : قرابة العامان وأنا اعمل بدون مرتب ويتم تغطية اجور النقل وشراء الوسائل التعليمية من مجهودنا الذاتي نتمنى لفته كريمة من الجهات المختصة لهذه الشريحة .
شحة دعم … ودعم فائض ….
الدعم الفائض هو ما تحصل عليه الجميعة حيث تقول أ/نجلاء : طالبنا إدارة التربية والتعليم بكراسي مخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة تم تحويلنا لمدارس والتي اكتفت بالفائض لديها ، كذلك تم رفدنا بأسقف فائضة عن النازحين من قبل جمعية الأمل ، وكان هناك دعم من قبل التجار لكن وبسبب الأوضاع الصعبة اقتصر على 20 أو 45 حالة وهي تسبب لنا أزمات بسبب شحتها ، تم رفدنا بعربيتان متحركة .
وتقدمنا إلى مدير الصحة بطلب رعاية صحية لكن دون استجابة .
و تم تحويلنا لمنظمة المنظمة تريد معايير خاصة ونحن لا نسطيع توفير ذلك كوننا نعمل بمجهود ذاتي .
وفيما يخص المبنى تواصلنا مع مدير مكتب الثقافة الاستاذ احمد فضل الذي تحدث قائلاً : المبنى الذي تم اخذه من قبل الجمعية هو ملك للدولة وبقاء الجمعية يكون مؤقتاً إلى أن تجد بديل وبإمكانها أن تبني حمامات دون العبث بالمبنى .
اقتصار الدعم لمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة …
التربية الشاملة تقتصر بالدعم لمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة من دورات ومبانٍ مجهزة دون النظر إلى الجمعيات وفي ذلك تقول أ/ نجلاء ” التربية الشاملة مقتصرة في مجهودها على مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تسلط الضوء على الجمعيات من حيث توفر مبنى مجهز ، ودورات ، لقاءات ، وباحثين اجتماعيين على الرغم من تواصلنا معهم وإمدادهم بكشوفات وتقارير سنوية ولايتم إدراجنا ضمن الدورات على الرغم من وجود اقسام تأهيلية للجمعيات .
وفي هذا الجانب تواصلنا مع أ/ وليد الهاروني مدير التربية الشاملة في المحافظة الذي اوضح بخصوص ما يتعلق بالدورات التدريبية والتأهيلية للجمعية فتحدث قائلاً : حالياً لم يتم تقديم التأهيل للجمعية نظراً لعدم وجود ميزانية اطلاقاً ولايوجد اي جهة داعمة تتبنى تمويل برامج لتأهيل معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة ومن جهتنا لا ندخر أي جهد في تسهيل أي اجراءات لهم ، نحاول دائماً وفي كل فرصة أن نروج لبرامج تأهيلية تعليمية لجميع فئات ذوي الاحتياجات الخاصة .
وعن البرنامج التأهيلي لمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة تطرق قائلاً : البرنامج الذي تم تنفيذه من قبل الصندوق لتأهيل معلمات مدرسة التربية الشاملة هو برنامج قد تم رفعه منذ بداية إنشاء المدرسة وهو عبارة عن المرحلة الثالثة من مراحل الإنشاء بعد مرحلتي البناء والتجهيز وهي برامج خاصة بفئات المدرسة ، فنرجو من الجمعية رفع احتياجهم من البرامج التدريسية وبدورنا سنقوم بترويجها لأكثر من جهة لتمويلها .
فيما أكد الاستاذ محمد قائد الشاعري المدير التنفيذي لصندوق المعاقين أن تم عمل مقترح موازنة للجمعيات النشطة للهذا العام وجمعية الحياة من ضمن الجمعيات التي سيتم استهدافها في الموازنة .
من جانب آخر ابدء مدير التربية م/ الحوطة الاستاذ عبدالله شمل استعداده لتعاون مع الجمعية وتلبية جميع متطلباتها من كتب وما إلى ذلك في حال تواصلهم معه .
اهمال الدولة وعدم الدعم من المنظمات …
الجمعيات لذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من إهمال الدولة في ذات السياق قال الاستاذ صلاح النادري رئيس اتحاد المعاقين ” أن الجمعيات تعاني من مشاكل عديدة مالية واجتماعية والصندوق يقوم بعمل ما يجب في حال توفر الامكانيات ولكن الدولة مقصرة في دعمها لهذه الشريحة وكذلك المنظمات ، على الرغم من رفع عدة مذكرات لرئيس الوزراء فيما يخص الدعم للاتحاد ليقوم بواجبة نحو هذه الشريحة لكن لم يجد آذان صاغية .
وعود لم تنفذ ….
وزيرة الشؤون الاجتماعية قامت باعتماد جمعية الحياة بأن تكون لها ميزانية تشغيلية وتم التوقيع على ذلك وحسب ما أفادت الاستاذة نجلاء انه ومنذ حوالي سنوات لم يصرف لهم شيء ، كذلك تم النزول من قبل المدير التنفيذي لصندوق المعاقين ولكن دون جدوى ….
مناشدة ..
واختتمت العبد حديثها بمناشدة وزير الشؤون الاجتماعية ،والمنظمات الداعمة بالالتفات لهم ودعم هذه الشريحة لتضمن بقاءها .
ختاماً ….
إلى أن يتم الإلتفات إليها تضل جمعية الحياة قصة تروي فصولاً تراجيدية من الألم والمعاناة كباقي الجمعيات التي يتم تهميشها وعدم انصافها ودعمها من قبل الدولة والمنظمات الداعمة .