كريتر نت – متابعات
توقفت صحيفة لوموند الفرنسية عند الظروف القاسية التي يتعرض لها الآلاف من المهاجرين الأفارقة العالقين في اليمن –غالبيتهم العظمى من الإثيوبيين- متحدثة عن الصعوبات التي يواجهها العديد منهم خلال محاولتهم الوصول إلى أراضي المملكة العربية السعودية.
وقالت الصحيفة إن هؤلاء المهاجرين الأفارقة يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر للغاية، تحت رحمة المهربين والمتمردين الحوثيين، متحدثة عن السيد “الدبيسي” البالغ من العمر 29 عاماً، وهو أحد الممهاهربين الرئيسيين في محافظة شبوة في الصحراء جنوب اليمن.
ففي كل عام، ينقل هذا الشاب آلاف المهاجرين من منطقة القرن الأفريقي إلى ميناء بوساسو الصومالي، مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى أكثر من ألفي يورو، حيث يعبرون من قارة إلى أخرى عبر خليج عدن، ويحاولون عبور اليمن الغارق في الحرب للوصول إلى المملكة العربية السعودية المجاورة. وإذا ما توفي أحد هؤلاء المهاجرين، الذين قدم العديد منهم من منطقة تيغراي الإثيوبية، يقوم المهرب اليمني بدفع جثثهم في مكان سري، بعد إخراجها من المشرحة، كما يروي هو بنفسه.
وأشارت لوموند إلى المنظمة الدولية للهجرة، التي ذكرت، في إحصاء جزئي لها، أن 139 ألف شخص سلكوا هذا الطريق عام 2019، يأتي نحو 90% منهم من إثيوبيا. لكن في عام 2020، تراجع هذا التدفق تقريبا، وانخفض عدد المسافرين إلى 37 ألف شخص.
وأُغلقت الحدود ونقاط التفتيش بسبب جائحة كوفيد -19. السلطات المختلفة في اليمن، الغارقة في حرب أهلية منذ عام 2015، تتهم المهاجرين بنقل المرض، والمساعدات الدولية شبه غائبة، باستثناء تلك التي يقدمها المجلس الدنماركي للاجئين والمجلس النرويجي للاجئين، وهما منظمتان غير حكوميتين تنشط في اليمن. فالمنظمات الدولية بدأت أموالها لمساعدة اليمنيين بالنفاد.
وتابعت “لوموند” التوضيح، أن السلطات اليمنية لا تولي اهتماما كبيرا لهؤلاء الشباب الأفارقة المهاجرين. ومنذ بداية جائحة كورونا، قام المتمردون بشكل ممنهج، بسجن العديد من هؤلاء المهاجرين في صعدة، ثم نقلهم إلى مركز احتجاز بالعاصمة صنعاء، ويفرضون عليهم ضرائب.