كريتر نت – متابعات
اختتمت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، كريستا روتنشتاينر، زيارتها الميدانية الى محافظة مارب والتي استغرقت أسبوعين .
ولقد شملت الرحلة زياراتٍ ميدانية واجتماعات مع السلطات المحلية والشركاء في المجال الإنساني ومجتمع النازحين والمهاجرين.
وكان الهدف من هذه الرحلة رفيعة المستوى هو المساهمة في تحسين تقديم المساعدات الإنسانية في المحافظة، والتي تكافح لدعم الآلاف من المجتمعات الضعيفة.
وأوضحت روتنشتاينر أنه: “منذ بداية الصراع، استقبلت مأرب مئات الآلاف من النازحين اليمنيين .ولقد شهدنا منذ العام الماضي اشتباكات قريبة أدت إلى نزوح أكثر من 100,000 شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية العاجلة وخدمات الحماية”.
وكاستجابة للنزوح الجماعي الذي بدأ في يناير 2020، قامت المنظمة الدولية للهجرة والشركاء في المجال الإنساني بتوسيع نطاق أنشطتهم لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً، مع إعطاء الأولوية للتدخلات المنقذة للحياة مثل توزيع مواد الإيواء والإغاثة والغذاء والمياه وتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية بالإضافة إلى توفير دعم الحماية الفردية للحالات الضعيفة.
وأضافت روتنشتاينر: “هناك فجوات مقلقة في الاستجابة الإنسانية في مأرب. فالاحتياجات الماسة مرتفعة للغاية ومن الواضح أن القدرة الحالية على أرض الواقع لا تستطيع تلبيتها. نحن نواصل تشجيع الشركاء على إعطاء الأولوية للاستجابة في مأرب. ومن خلال مركز العمل الإنساني، تعمل المنظمة الدولية للهجرة على تسهيل وجود الجهات الإنسانية الفاعلة والتي تشتد الحاجة إليها على أرض الواقع”.
يعتبر مخيم الجفينة أكبر موقع نزوح في اليمن، حيث يستضيف أكثر من 52,000 نازح. ولقد قامت روتنشتاينر بزيارة المخيم حيث شهدت التحسينات التي تدعمها المنظمة الدولية للهجرة، مثل تحديث شبكة الكهرباء وبناء جدار حاجز للوقاية من الفيضانات الموسمية وكذلك بناء ملاعب للأطفال ومركز صحي. وتدير المنظمة الدولية للهجرة فرقاً طبية متنقلة تغطي 26 موقع نزوح. كما يقدم المركز الصحي والفرق المتنقلة ما معدله 1,500 مشورة صحية في الأسبوع. وبدون هذه الخدمات، لن يحصل النازحون في مأرب إلا على القليل من الرعاية الصحية المنقذة للحياة.
وكجزء من دعم المنظمة الدولية للهجرة للاستجابة المحلية لفيروس كورونا المستجد، قامت المنظمة ببناء مركز الحجر الصحي في المرداء في مأرب الوادي. وقد قامت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بتسليمه إلى وزارة الصحة العامة والسكان وذلك خلال زيارتها للمركز. وبالإضافة إلى ذلك، قامت المنظمة بإنشاء مركزٍ للحجر الصحي في مخيم الجفينة، بعد أن أنهت بناء مركز عزل ومعالجة مجهزاً بالكامل بجميع المعدات اللازمة في مأرب المدينة. وعلى الرغم من قلة المعلومات حول معدل تفشي العدوى في اليمن إلا أن ضمان تطوير قدرة البلاد على علاج المرضى المصابين بأمراض خطيرة أمر ضروري للغاية.
وتعتبر مأرب أيضاً مركزاً للمهاجرين، حيث تعد نقطة عبور على الطريق المؤدي إلى المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، أدت القيود المفروضة على الحركة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد إلى تقطع السبل بآلاف المهاجرين في المحافظة.
وقالت روتنشتاينر، في تعليقها على زيارتها لمخيم المهاجرين في مأرب: “عند لقائنا المهاجرين في مأرب، كان من الواضح أنهم، مثل المجتمعات الضعيفة الأخرى، بحاجة إلى دعمنا. لا يمكن لمجتمعنا أن يكون سعيداً أو صحياً إذا لم يتم دعم جميع الفئات فيه”.
وعلى الرغم من أن مأرب تعاني من حالة طوارئ شديدة، مثل معظم أنحاء اليمن، إلا أن مستقبل مجتمعاتها يحتاج أيضاً إلى الدعم من خلال مشاريع طويلة المدى. ولبناء القدرات التعليمية للأطفال، ولا سيما النازحين في مأرب، تقوم المنظمة الدولية للهجرة ببناء مدرسة ابتدائية، والتي قامت روتنشتاينر بزيارتها خلال جولتها. وعند الانتهاء من بنائها، سيتمكن 1,260 طالباً، بمن فيهم النازحون والعائدون وأفراد المجتمع المستضيف، من التعلم في مرافقها. ويمكن أن يكون التعليم المهني أيضاً أمراً ضرورياً للشباب. لذا فإن المنظمة الدولية للهجرة، بالشراكة مع المنظمات المحلية ومعاهد التدريب الفني، قامت في النصف الثاني من عام 2020 بتدريب 250 شخصاً على مهاراتٍ مثل إصلاح الإلكترونيات، والخياطة، وتصفيف الشعر، وصناعة العطور، وغيرها من المهن. كما زودتهم بحقائب تحتوي على معدات تساعدهم على البدء بممارسة أعمالهم، وذلك لتوفير مصادر دخلٍ فورية ولتحسين مجتمعاتهم.
وقامت المنظمة الدولية للهجرة أيضاً بإشراك 350 شخصاً في حملات النظافة مقابل العمل.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت المنظمة الدولية للهجرة في تنفيذ ما يصل إلى 26 مشروعاً لإعادة تأهيل المرافق المجتمعية في مأرب، والتي تشمل مرافق التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي. ويهدف هذا الدعم إلى تحسين الوصول إلى الخدمات وبناء التماسك الاجتماعي في المجتمعات المتضررة من النزوح.