كريتر / اليوم الثامن
أشاد الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان)، بالتجربة الشيوعية في الصين، خلال زيارة قام بها الأمين العام للحزب عبدالوهاب الآنسي الذي زار بكين وفقا لما أوردته صحيفة الصحوة المتحدثة بلسان التنظيم اليمني. وأثارت التصريحات حالة من الجدل في الجنوب، حيث عبر سياسيون وناشطون جنوبيون عن استغرابهم للاشادة الإخوانية بحزب شيوعي وهم من اصدر فتوى تكفير في العام 1994م، وهي الفتوى التي اعتبرت الجنوبيين شيوعيين وماركسيين. وأشاد الآنسي – في كلمته التي أوردت صحيفة “الصحوة” فقرات منها على لسان مبعوث حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في مؤتمر “حوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب العربية” بالتجربة الاشتراكية قائلا “نعبر عن تقدير التجمع اليمني للإصلاح لهذه الدعوة الكريمة من قيادة الحزب الشيوعي الصيني، مؤكدا حرص الإصلاح على تمتين العلاقة مع هذا الحزب الرائد للاستفادة من خبرتهم وتجربتهم الطويلة في العمل الحزبي”.
ووصف موقع جولدن نيوز الإخباري “هذه الاشادة التي صرح بها “الآنسي” بأنها مغايرة تماما للخطاب الديني المعروف لحزب الإصلاح الذي يعتبر الشيوعية هي العدو الأول للإسلام حسب تصنيف الاحزاب الدينية التي حاربت المد الشيوعي”. وأضاف الموقع “(الشيخ الآنسي) يشيد بالحزب الشيوعي خلافاً للإشادة بالدولة التي يقودها الحزب الشيوعي الصيني، بل الاشادة تخص الحزب بمنهجه وفكره ونظريته وتجربته “الرائدة” وبأعضائه”. وأكد الموقع “ان الأحزاب الدينية ومنها حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) ليس لها علاقة بالدين ونهجه ومبادئه وسماحته بقدر ما تعمل فقط للوصول الى السلطة بشتى الوسائل المشروعة، وغير المشروعة، بالسلم، أو بالإرهاب وقتل الخصوم، وبالتحالف حتى مع الشيطان للوصول الى مبتغاها.
وتحدث الموقع عن ما اسماها بـ “انتهازية حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) وعرفنا تاريخه وانتهازية قياداته، في كل المراحل وتلونها بـ(تقية) بهدف الوصول الى المال والسلطة والنفوذ فيما يشبه عصابات المافيا، التي تستخدم كل الوسائل والحيل والاجرام مستهدفه منافسيها وخصومها، وهدفها فقط المال والنفوذ.
وذكر جولدن نيوز ان “حزب الإصلاح (إخوان اليمن) أصدر فتاوي دينية كفّر بها شعب الجنوب وحكامه باعتبارهم اشتراكيون شيوعيون، وحلل قتل أطفال عدن في غزو واحتلال الجنوب 94م وتقاسم مناصفة مع (نظام صالح) كل ثروات ومقتدرات شعب الجنوب من أراضي وعقارات وسندات وأموال ومصانع ومزارع، بحجة ان الجنوبيين اشتراكيون، واليوم في إنتهازية مقيتة يشيد بشيوعية الصين وتجربتها، بل ودعا العرب ان يستفيدوا من التجربة الصينية، وهو ما لا يستبعد في القريب ان يشيد الإخوان بالتجربة الإسرائيلية في تل أبيب. وأصدر الإخوان فتوى اباحت دماء وممتلكات الجنوبيين .
حيث أكد أحمد الصوفي سكرتير الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح “ان فتوى الديلمي اجازت قتل المستضعفين من الرجال والنساء والشيوخ، الذين اعتبرتهم الفتوى قد يساعدوا في تقوية شوكة الكفر”. ونفى الديلمي في أكثر من مرة أن يكون قد أصدر فتوى تكفير بحق شعب الجنوب، وطالب بالمباهلة، على الرغم من مطالبة شيوخ الأزهر حينها ببطلان تلك الفتوى الدينية التي أخرجت الجنوبيين من الإسلام. وظلت القوى الجنوبية تطالب بإلغاء الفتوى الدينية التي يصر الإخوان الحديث عنها معتبرين انها غير صحيحة على الرغم من انها سجلت بصوت وزير العدل عبدالوهاب الديلمي.
وقبل اشهر، اعادت قناة الشرعية التابعة لحكومة عبدربه هادي والتي تمولها الرياض فتوى حرب صنعاء على عدن إلى الواجهة من خلال تصريحات أدلى بها السكرتير الصحفي للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الأمر الذي عدها متابعون بأن الصوفي قد قبل بمباهلة صاحب الفتوى وزير العدل والقيادي الإخواني عبدالوهاب الديلمي. وكان وزير العدل في حكومة 1994م عبدالوهاب الديلمي قد أصدر فتوى اجازت قتل الجنوبيين ونهبت ممتلكاتهم بدعوى انهم ماركسيون ، قبل ان ينفي الديلمي تلك الفتوى في أكثر من مرة. ونفى رجل الدين اليمني ووزير العدل في حكومة صالح منتصف تسعينات القرن الماضي، مجددا الفتوى التي أصدرها في العام 1994م
والتي أكدت على ضرورة قتال الجنوبيين، حيث اعدتهم تلك الفتوى – وفقا لنصها- بانهم خارجون عن الدين الإسلامي، على الرغم ان تلك الفتوى لاقت استنكارا عربيا واسلامياً. ودعا الشيخ عبدالوهاب الديلمي في تسجيل مرئي بثه ناشطون (منتصف العام 2016م) للمباهلة بشأن من يردد القول إني أصدر فتوى تكفير للجنوبيين قبيل حرب صيف 1994م. وقال ”
إني اطلب المباهلة لكل من يردد هذا الكلامي (صدور الفتوى) حتى نعلن اللعنة على من هو كاذب، وندعو أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وانفسكم، ثم نبتهل، فنجعل لعنة الله على الكاذبين، وهذا من أعظم البراهين التي ينكشف من وراءها الصادق من الكاذب”. وأضاف ” اذا لم يكف هؤلاء لم يصدقوا كلامي، ولم يحتكموا إلى العدل، ولا إلى الشرع، فنقول لهم اننا سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وهناك تتجلى الأمور”. الدكتور أحمد الصوفي سكرتير الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
أكد ان الفتوى صحيح وان الديلمي اجاز فيها اقتحام بلدة صبر شمال غرب عدن في الحرب التي شنها الشماليون منتصف تسعينات القرن الماضي على الجنوب. وكشف سكرتير الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، الصحافي اليمني البارز نبيل الصوفي في مقابلة مع قناة الشرعية التابعة لحكومة هادي، تفاصيل جديدة حول الفتوى التي أصدرها القيادي الإخواني عبدالوهاب الديلمي في حرب صيف 1994م، والتي أباحت دماء الجنوبيين بدعوى انهم خارجون عن الدين الإسلامي”. وقال الصوفي “إن الفتوى صحيحة، وان الديلمي يكذب ويعرف انه يكذب”.. مؤكدا انه يمتلك وثيقة تثبت تلك الفتوى التي أباح فيها الديلمي قتل الجنوبيين ونهب ممتلكاتهم.
وعلى الرغم من نفي الديلمي والزنداني تلك الفتوى، وجعل الأول (لعنة الله على الكاذبين)، الا ان تلك الفتوى قد اثارت غضبا واسعا في العالمين العربي والإسلامي وادانها كبار رجال الدين في الوطن العربي. ويقول جنوبيون إن تنظيم الإخوان رفض الاعتذار للجنوب عن تلك الحرب والفتوى الشهيرة. ورفض ثلاثة من ابرز قادة حزب الإصلاح في اليمن، الحديث عن الفتوى، حيث قال مصدر قيادي في التنظيم لـ(اليوم الثامن) “لا نتملك حق الإجابة على هذا السؤال الذي نرى انه ليس وقته الآن، بل علينا الانتظار الى ان تتخلص اليمن من الحوثي وبعد لك ندخل في نقاش حول بقية القضايا”. وحول ما اذا كان لقادة الإصلاح في الجنوب موقف من تلك الفتوى قال المصدر “نحن كقواعد لحزب الإصلاح في الجنوب او في الشمال لنا مطلق الحرية في قول أي شيء، لكن الحديث عن الفتوى المشار اليها، لسنا مخولين هناك قيادات في هرم القيادة يمكنكم سؤالها.
وحاولت “اليوم الثامن” الاتصال بثلاثة من قادة الحزب، لكن دون الحصول على أجاب، فيما يصر جنوبيون على ضرورة اصدار قرار جمهوري من الرئيس هادي بضرورة إلغاء تلك الفتوى ومعالجة ما خلفته تلك الفتوى اضرار بحياة وأرض الجنوبيين.