كريتر نت – العرب
قال مسؤول كبير في ميليشيا مدعومة من إيران في بغداد ومسؤول أميركي إن طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات استهدفت القصر الملكي السعودي في العاصمة السعودية الشهر الماضي وقد انطلقت من داخل العراق.
وقال مسؤول الميليشيا لوكالة أسوشيتد برس إن ثلاث طائرات مسيرة أُطلقت من مناطق حدودية عراقية سعودية من قبل فصيل غير معروف نسبيا تدعمه إيران في العراق وتحطمت في المجمع الملكي في الرياض في الثالث والعشرين من يناير الماضي، مما أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية.
وتمثل تصريحات المسؤول الكبير في الميليشيا أول اعتراف من جماعة مدعومة من إيران بأن هجماتها على السعودية قد انطلقت من العراق، ما يزيد من حجم التحدي الذي تواجهه بغداد في وقف هجمات الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران في العراق.
مايكل نايتس: إذا كان العراق نقطة انطلاق الهجمات فهذا يمثل تحديًا للسعوديين
وتبنت هذا الهجوم ميليشيا غير معروفة تدعى “أولياء وعد الحق” أو “سرايا وعد الحق”، وتم تداول بيان الاعتراف على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أقرّت بأن الهجوم أتى ردا على تفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة الإسلامية داعش داخل سوق في بغداد في الحادي والعشرين من يناير الماضي.
وكشف مسؤول الميليشيا الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بالتحدث علنا عن الهجوم، أن الطائرات دون طيار وصلت “في شكل أجزاء من إيران وتم تجميعها في العراق، وتم إطلاقها من العراق”. ولم يكشف عن مكان إطلاق الطائرات المسيرة على طول الحدود، ولم يقدم المزيد من التفاصيل بشأن المجموعة التي تبنت الهجوم.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تعتقد أن هجوم الثالث والعشرين من يناير على قصر اليمامة انطلق من داخل العراق. ولم يوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته كيف توصلت الولايات المتحدة إلى هذا الاستنتاج.
من جهته أقر مسؤول عراقي بأنه تم إطلاع الحكومة العراقية على المعلومات الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر مايكل نايتس، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أنه إذا كان “العراق نقطة انطلاق الهجمات فهذا يمثل تحديًا كبيرًا للسعوديين”، مشددا على أن “الجبهة الثالثة للسعوديين والأكثر صعوبة في التعامل معها لم يتم تكوينها حتى الآن لتكون قادرة على سد جميع الثقوب الثلاثة”.
وقال نايتس إن “الدفاعات الجوية السعودية التي تواجه الشرق باتجاه إيران هي الأقدم والأفضل ثباتًا، في حين أن تلك التي تواجه الجنوب باتجاه اليمن لديها أكثر المشغلين مهارة في التعامل مع القصف على أساس يومي على مدار السنوات الست الماضية”.
وليس هذا الهجوم الأوّلَ الذي ينطلق من العراق لاستهداف السعودية، فقد رجحت تقارير سابقة أن يكون الهجوم على مواقع لشركة أرامكو السعودية في سبتمبر 2019 قد انطلق من العراق.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نقلت على لسان مسؤول أميركي أن “فريق تحقيق سعوديا – أميركيا مشتركا وجد حطاما لتسعة عشر صاروخ كروز يصل مداها إلى 1000 ميل (متوسطة المدى)”، مستبعدا مسؤولية الحوثي عن العملية، ورجّح أن يكون الهجوم قد جاء من الشمال أي من العراق أو إيران.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي يسعى فيه العراق إلى توطيد العلاقات الاقتصادية مع السعودية وحلفائها الخليجيين في مجموعة متنوعة من المشاريع الاستثمارية؛ ففي الأسبوع الماضي زار الرئيس العراقي برهم صالح الإمارات العربية المتحدة وزار وزير الخارجية فؤاد حسين ووزير الداخلية عثمان الغاني المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع.