كتب : أحمد طه المعبقي
حدثنا التاريخ بإن الحروب المغلفة بالدين أقبح الحروب وأكثرها بشاعة ،بتوصيف آخر بإنها حروب الطغاة والمفسدون في الإرض ، فالشعوب الجائعة التواقة للحرية والعيش الكريم لاعلاقة لها بمثل هذه الحروب .. مادام والأديان جاءت من أجل حفظ كرامة الإنسان وصون دمه ، فلماذا إذن قتله باسم الدين ؟! نستنتج مماسبق بأن الحرب تحت نصرة الدين هي أكبر كذبة ! مارسها القتله والمجرمون عبر التاريخ لتخلص من خصومهم السياسين ، بما أن الدين لا أكره فيه وأساسه الحرية ، فلماذا إذن نتحارب تحت غطاء الدين ؟! مادام والدين هو علاقة قائمه بين العبد بربه .
نستطيع القول بأن لاتوجد حروب في تاريخ البشرية قامت من اجل الدين ، وأنما تم تغليف الحروب باسم الدين ، فالدين رسالة أخلاقية وليس ملك وسلطة وثروة نتقاتل من أجله ، فالاديان لاتفرض بقوة السلاح ، ولا بقوة السلاح يستطاع تغيير دين قوم ما ، أنما يتم تغليف الحروب بالدين ، باعتبار الدين حافز روحي ومعنوي يستغله تجار الحروب لاستقطاب العوام من الناس للقتال إلى صفوفهم ، لذا ظل الدين سلاح ذو حدين يستخدمه السلاطين والملوك لقمع معارضيهم وتوسيع نفوذ سلطانهم على حساب الشعوب الجائعة ، الامر الثاني نجد ايضا أستخدم الدين من قبل منافسين السلطان أوالملك لغرض ازاحته من كرسي الحكم ومن ثم تكريس سياسته ، و ياتي هذا ضمن صراع الطغاة على السلطة والثروة ، على أية حال نجد الفقراء هم وقودا لحرب الطغاة ، رغم انهم لم يستفيدوا من تلك الحرب ولاتلبي لهم العيش الكريم الذي يطمحوا له ، بل على العكس مثل هذه الحروب تمول من قوت الفقراء ويترتب عليها كوارث ومجاعات ليس في الحسبان .
عموما ليس بوسع أحد أن ينكر بأن هناك انتفاضات وثورات قامت ضد الطغاة والمستبدين عبر التاريخ وكانت لها مدلول أجتماعي وطبقي لكن الطغاة غلفوا تلك الانتفاضات والثورات بغلاف ديني ومن ثم تكفير قادة الانتفاضات ليسهل قمع هذه الانتفاضات والثورات المعبرة عن مصالح الناس وحاجاتهم .
والأغرب مافي الأمر بإن لايزال يستخدم سلاح الدين في القرن الواحد العشرين في الصراعات الأجتماعية والسياسية من قبل طغاة العصر ونخاسين الأوطان وناهبي ثروات الشعوب .