كريتر نت – فرانس24
تبدو المواجهة بين باريس سان جرمان وبرشلونة في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي ستجري مساء الأربعاء على ملعب “بارك دي برانس”، محسومة مسبقا بحكم نتيجة مباراة الذهاب العريضة لصالح نادي العاصمة الفرنسية (4-1). لكن ما بات يعرف بـ “الريمونتادا”، إضافة إلى المستقبل الغامض لنجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، يضفيان على هذا الموعد الرياضي المثير نكهة خاصة ويجعلانه يحظى باهتمام كبير.
ويسعى فريق باريس سان جرمان إلى اصطياد عصفورين بحجر واحد عند مواجه ضيفه برشلونة، مساء الأربعاء، في إياب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب “بارك دي برانس”.
يتمثل “عصفوره” الأول في تأكيد التقدم الذي أحرزه في مباراة الذهاب التي جرت في 16 فبراير/شباط في قلعة “كومب نو” بنتيجة 4-1، أو على الأقل الحفاظ عليه، لأجل ضمان تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي. أما “العصفور” الثاني، فهو “معنوي” أكثر ما هو رياضي: منع منافسه من تحقيق ما يسمى بلغة سرفانتيس “الريمونتادا”، أي قلب التخلف وكسب التأهل إلى الدور المقبل.
هل تتذكر ما حدث في 8 مارس/آذار 2017 بملعب برشلونة؟
وفي حال تمكن من تحقيق الهدفين، سيكون بمقدار النجم الشاب كيليان مبابي (22 عاما) وزملائه طي صفحة صادمة في تاريخ ناديهم الحديث كتبها ليونيل ميسي وأصدقاؤه ذات يوم (8 مارس/آذار 2017) بعاصمة كتالونيا. فماذا حدث في ذلك اليوم؟
كانت قرعة ثمن النهائي أوقعت الفريقين في مواجهة توقعها الإعلاميون وعشاق اللعبة في متناول برشلونة بقيادة الثنائي العجيب ميسي ونيمار. لكن خلال مباراة الذهاب في باريس، لقن “البي إس جي” منافسه درسا في كرة القدم واكتسحه برباعية نظيفة كذبت التكهنات ورشحته لانتزاع بطاقة التأهل. فتنقل في يوم عيد المرأة العالمي لبرشلونة مرتاحا متفائلا بنتيجة لقاء الإياب.
إلا أن “البارسا” تمكن من تسجل ستة أهداف في شباك خصمه، ليفوز في نهاية المطاف 6-1 ويلحق به خسارة مذله خلدها التاريخ تحت اسم “الريمونتادا”. وأصبحت هذه العبارة متداولة عبر عالم الرياضة، لتشير في كل مرة إلى ما تعرض له باريس سان جرمان في إسبانيا.
وبالتالي، بدا الفريق الفرنسي شديد التركيز على تحقيق التأهل، متسلحا بالعزم والتفاؤل، محيطا نفسه بالحذر والتواضع لعدم تكرار سيناريو ما قبل أربع سنوات. وأكد مدربه، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، أن لاعبيه لن ينتبهوا لما تداولته وسائل الإعلام بشأن “ريمونتادا” محتملة. وقال إن “الأمر هذه المرة مختلف”، وأن “هناك فريق جديد ولاعبين جدد” في باريس سان جرمان.
وأكد عدة لاعبين ومن بيهم الشاب عبدو ديالو إن فريقهم سيخوض المباراة وكأنه لم يفز بمواجهة الذهاب، في موقف يعكس معنويات الطرف المقابل. فقد صرح مدرب برشلونة، الهولندي رونالد كومان، إن النتيجة مرتبطة بأداء نجمه ليونيل ميسي. وقال المدافع الدولي السابق: “إذا كان ليو (ميسي) ويومه، فكل شيء يصبح ممكنا”.
صرح الرئيس الجديد للنادي الكتالوني خوان لابورتا غداة انتخابه الأحد “سنذهب لباريس لأجل الريمونتادا”، فيما كتبت صحيفة “سبورت” الصادرة في برشلونة إن “البارسا سيبذل قصارى جهده لتجديد الفوز التاريخي” الذي حققه في 2017.
ميسي من برشلونة إلى باريس سان جرمان؟
وعلى صعيد آخر، يطوف حول هذه المواجهة تساؤل حول مستقبل ميسي مع فريقه بعد أن طلب رسميا الصيف الماضي من الإدارة السابقة مغادرة النادي. ولم يتردد المدير الفني لباريس سان جرمان، البرازيلي ليوناردو، في إعلان نيته بالتعاقد مع النجم الأرجنتيني، لا سيما أن نيمار أعرب عن أمله في اللعب مع صديقه ليو في نفس الفريق بعد أن لعبا سويا في برشلونة قبل انتقال البرازيلي إلى باريس في 2017 مقابل 222 مليون يورو.ويبقى رحيل ميسي عن برشلونة أمرا واردا إذ أن عقده سينتهي في 30 يونيو/حزيران المقبل.