كريتر نت – متابعات
استفاق الأردنيون، السبت، على كارثة صحية، نجم عنها عدد من وفيات مرضى مصابي كورونا بسبب انقطاع الأكسجين في مستشفى السلط الحكومي. ما أسفر عن تقديم وزير الصحة الأردني نذير عبيدات استقالته، بينما يُجرى التحقيق في الواقعة.
وجسدت الحادثة المؤلمة حجم الضغط الذي يعانيه القطاع الصحي الأردني المنهك بعد أشهر طويلة من مواجهة الجائحة إثر انتكاسة صحية كبيرة تجسدت الأسبوع الماضي بأعلى حصيلة من الوفيات والإصابات اليومية بلغت 8300 إصابة و63 وفاة في يوم واحد. ووفق آخر حصيلة رسمية، بلغت إصابات كورونا بالبلاد، 464 ألفاً و856، منها 5 آلاف و224 وفاة.
وعمت حالة من الهلع والغضب بين ذوي الضحايا الذين ينحدر أغلبهم من مدينة السلط غرب العاصمة عمّان، التي توافد أبناؤها بأعداد كبيرة إلى مبنى المستشفى مطالبين بإقالة مديره ورحيل الحكومة، بينما شهد محيط المستشفى وجوداً أمنياً مكثفاً.
وزار العاهل الأردني الملك عبد الله المستشفى في وقت لاحق.
تحقيق حكومي
بدوره، وجّه رئيس الوزراء بشر الخصاونة إلى إجراء تحقيق فوري في حادثة انقطاع الأكسجين في مستشفى السلط الحكومي، وطالب رئيس المجلس القضائي بإجراء تحقيق عن طريق النيابة العامّة، وإصدار نتائج التحقيق بشكل مستقل وواضح لضمان سلامة التحقيقات ونزاهتها، وأوضح أن كل من تقع عليه المسؤولية، في حال ثبوتها، سيتحمل التبعات التي تطاله وفق أحكام القانون.
وأعلن وزير الصحة نذير عبيدات، أنه قدم استقالته ويتحمل المسؤولية الأخلاقية عما حدث، مضيفاً أن عدد الوفيات بسبب نقص الأكسجين ستة أشخاص والتحقيقات لا تزال جارية، بينما تتناقل وسائل إعلام أردنية أرقاماً تزيد على عشرة أشخاص، فيما يقول مراقبون إن هناك وفيات أخرى ترافقت مع الحادثة.
اكتظاظ في المستشفيات
ويقول مراقبون وعاملون في المجال الصحي، إنها لم تكن المرة الأولى التي تعاني فيها المستشفيات الأردنية من نقص في خزانات الأكسجين، والأمر وارد الحدوث خلال الأيام المقبلة في مستشفيات أخرى.
وتشهد غرف العناية المركزة في المستشفيات الأردنية منذ أسابيع اكتظاظاً كبيراً في مؤشر على حجم الانتكاسة الصحية، ووصلت نسبة الإشغال في أقسام العزل لمرضى فيروس كورونا في المستشفيات الخاصة إلى ما يزيد على 95 في المئة، الأمر الذي يهدد الطاقة الاستيعابية لعموم المستشفيات الأردنية.
وبحسب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة فوزي الحموري، فإن ثمة ضغطاً كبيراً على استخدام أجهزة ومولدات الأكسجين وأجهزة التنفس الاصطناعي.
قلق على النظام الصحي
ويخشى مواطنون من انهيار القطاع الصحي، مع إرهاق الطواقم الطبية والصحية وتراجع الاهتمام بالمرضى غير المصابين بكورونا، وتعطيل عمل كثير من الأقسام في المستشفيات، وسجلت نحو 1800 إصابة بين الممرضين و900 في صفوف الأطباء، في حين توفي أكثر من 30 طبيباً.
ويبلغ عدد المستشفيات الحكومية في الأردن 32 مستشفى، بعدد أسرة لا يزيد على 5200 سرير، كما يبلغ عدد موظفي المستشفيات نحو 16400 موظف، بينهم 6 آلاف طبيب، ويحظى كل 10 آلاف مواطن أردني بـ27 طبيباً فقط.