كريتر نت – متابعات
يقع على عاتق أطباء اليمن معالجة أعداد هائلة من المرضى والمصابين والاعتناء بالجوعى المتهالكة أجسادهم، من دون توفر أدنى الإمكانيات الطبية، حيث يقف هؤلاء في الخطوط الأمامية لأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفق الموقع الإلكتروني لأطباء بلا حدود، فإن الكوادر الطبية التابعة لهم عالجت أكثر من 80 ألف شخص في 12 محافظة، منذ مارس 2015 وحتى نهاية 2020.
وسجلت المنظمة حصول 22 ألف غارة جوية على اليمن منذ بداية الحرب وحتى نوفمبر الماضي.
وتعرضت العديد من المنشآت الصحية لهجمات وحوادث عنف بلغ عددها 40 حادثة خلال 2019، فيما كانت قد تعرضت مستشفيات تابعة لأطباء بلا حدود لقصف جوي وتم تدميرها، وذلك في محافظات صعدة وتعز وعبس وحجة ما أجبر بوقف وتعليق الأنشطة في بعض هذه المناطق.
إلى ذلك كانت وكالة الأمم المتحدة للصحة الإنجابية التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، قد قالت الأسبوع الماضي، أن خطر المجاعة يزيد من معاناة نحو مليون امرأة حامل في اليمن، حيث تموت امرأة كل ساعتين من مضاعفات الحمل.
وأصبحت العديد من أقسام الولادات في المستشفيات مكانا للحزن بدلا من الفرح، حيث تموت النساء الحوامل أثناء الولادة أو الضعف والإرهاق الذي تعانيه بعد عملية الإنجاب، ناهيك عما تكون عليه حالة الأطفال حديثي الولادة.
“عنبر الجوع”
فيلم وثائقي يحاول فيه المخرج، سكاي فيتزجيرالد، أن ينقل يوميات ما يحدث في اليمن من خلال الأطباء والممرضين، حيث يعيش هذا البلد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
الفيلم هو جزء من ثلاثية للمخرج فيتزجيرالد والتي تم ترشيحها للأوسكار ضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، إذ أستطاع أن ينقل المعاناة لما يحصل في الحرب السورية، وأزمة المهاجرين قبالة السواحل الليبية، وآخرها يوميات من اليمن حيث يحارب الأطباء والممرضات الدمار الناجم عن الجوع والعنف، وفق تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي، أعدته، كايلي جريفين.
يقول فيتزجيرالد لمجلة فورين بوليسي، إن “اليمنيين يريدون أن يعرف الجميع ما يحصل في بلدهم”، خاصة وأن “السعودية والإمارات” تمنعان الصحفيين من نشر ما يحدث في هذه النقطة من العالم، مشيرا إلى أن الأطباء والممرضات يريدون توثيق ما يحصل ليعرف “بقية العالم أن الأطفال يموتون من المجاعة في البلاد، بسبب الإنسان” حيث أصبحت آثار الحرب تفوق ما يتسبب به الجفاف أو الجراد أو أي شيء آخر يتسبب في حدوث المجاعات.
برنامج الغذاء العالمي يقول إن أكثر من 16 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن معدل سوء تغذية الأطفال فيها من الأعلى على مستوى العالم.
الطبيبة عايدة والممرضة مكية
الفيلم يتابع عمل الطبيبة، عايدة الصديق، والممرضة، مكية مهدي، واللتان تواصلان العمل رغم التحديات التي تجعل من المهمة صعبة للغاية، وفق فيتزجيرالد، خاصة وأن المجاعة وسوء الحالة الغذائية للأطفال ليست متركزة في منطقة واحدة، وهي منتشرة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات الحكومة المعترف بها دوليا.
وتضمن الفيلم العديد من المشاهد المؤلمة لأطفال يكافحون لالتقاط أنفاسهم الأخيرة، إذ ترك الجوع جسدهم النحيل بلا قوة، حيث يقول إن العائلات والأطباء يريدون نقل حقيقة ما يحدث لخارج البلاد، فالتدخلات الخارجية في اليمن جعلت أزمته مستفحلة والأطفال والمدنيين هم من يدفعون فاتورة هذه الحرب.
وأكد فيتزجيرالد أنه رغم موافقة العائلات على تصوير أطفالهم في حالتهم التي يعانون منها، إلا أن أصعب شيء خلال إعداد هذا الفيلم كان في سرد وقائع ما يحصل، حيث “يموت الأطفال أمامنا”، وهو شيء صعب جدا خاصة عندما تعلم أن أموال الضرائب التي تدفعها قد تكون ساهمت في دعم هذا الحرب.