كتب – جميل الصامت
انه عبدالرقيب الرجل الذي احبه الجميع وحجز مساحة في قلوب الكل من الصغار والكبار الطلاب والبسطاء ..
كنت كلما اجالسه احاول (نغبشة) ما بخلده من تاريخ ،
احفر في ذاكرته ما استطعت عن تلك البدايات للرعيل الاول ،لتجود بالكثير مما اعتبره اضافة لدي .
اتحسس واتلمس لعلي اجد بغيتي في البحث والتتبع عن مرحلة غابت عني تفاصيلها واحاول سبر اغوارها عبر شق قنواتي اليها مدفوعا بفضولي لكشف مالم يكشف وما لا يقف عليه غيري عادة بالتحقيق والتمحيص واعادة القراءة …
عاش عبدالرقيب تلك الحقبة التي مثل لها جسر للحاضر لينقل الينا ماغاب وما لم نعشه او ندرك تفاصيله .
فتجده ناصريا عقائديا ومناضلا ثوريا وقوميا ملتزما ووطنيا نادرا وانسانا جمع القيم من اطرافها ،
هكذا يمكن وصف هذا الرجل الذي مثل ابا للكل واخا للجميع لقربه ودماثة اخلاقه وحنانه ورقة طباعه .
لاتستطيع ان تلم بكل قيمه النبيلة النادرة التي قلما تجدها عند غيره ،عاش حياة التواضع والكفاف لم تغره مظاهر الحياة وتدفق الاموال بين يدي البعض ،لكنه كان رجلا مختلفا، متدينا ونقي السريرة محافظا على مبادئه وتاريخه النضالي ،هو من ذلك الجيل الذي ارتضع القيم خلال الزمن الجميل .
كان عبدالرقيب ايقونة نضالية وكتلة من النبل يفيض بالحياة والامل يسعد الاخرين ويسهر في سبيل خدمتهم ،تجده ملاذ للبسطاء والطلاب لايتوانى عن نجدة كل من يتوقع انه بحاجة ويمر بضائقة ..
رجل مثل عبدالرقيب كان يدخل الى القلوب دون استئذان ،تمتع بعلاقات واسعة لدى قطاع واسع من التجار ورجال المال والاعمال ويحظى بسمعة طيبة في اوساطهم .
يطمئن اليه اولئك المختصمون في لجنة التحكيم الذي كان يشغل عضويتها ،فقد كان حكما عدلا لم يشكيه احد لطبعه الانساني وحكمته في المعالجة والانتصار للحقوق ..
كان محاسب قانوني محترف ، وانساني يفيض الخير من جنباته ،فضلا عن كونه مسيسا وشخصية اجتماعية ،يصعب حصر انشطته الانسانية واعماله الخيرية .
عرفته ساحة السياسة من خلال شغله لعدة مواقع في قيادة فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في محافظة تعز خلال حقبة السرية وفترة العلنية ،خاض غمار الانتخابات النيابية 1993م ،1997م باقتدار عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري منافسا لرئيس البرلمان الحالي الشيخ سلطان البركاني الذي لم يستطع تجاوزه سوى باصوات قليلة بقوة النفوذ والمال والسلطة لدورتين انتخابيتين .
كما خاض دورة محلية 2001م عن مديرية المعافر لينافس بقوة لولا المال والسلطة لم تجاوزه البراكنة ..؟!
شغل موقع عضوية اللجنة المركزية للتنظيم الناصري في عدة دورات ..
ظل مرجعا لنا نحن الشباب الذين لم نشعر انه يكبرنا سنا نظرا لتشجيعه لنا في المنافسة والتقدم للمواقع غير قربه منا لاتكاد تشعر انك امام قامة نضالية وقيمية نادرة لكنه عبدالرقيب كان كأحدنا رغم فارق الزمن بينه وبين القية وجلهم في سن اولاده .
اذكر اني كلفت من قبله بقيادة حملة صحفية تضامنا مع اخواننا المغتربين في السعودية ونجحنا في ايصال اصواتهم بقوة .
خلال ثورة 11فبراير كان دوره لافت ومهم في التوجيه والدعم السخي ،وكذا خلال المقاومة للانقلاب ..
عرفته عن قرب رغم تحمله لما يشيب له الولدان لكنه كان واقفا بصلابة المؤمن الصادق والمناضل المتفائل لم تغيره الايام وتقلبات الزمان ،يغمرك بفيض كرمه ونبل اخلاقه ،علاوة عن كونه مبعثا للامل ،يشعل جذوة النشاط لدى الشباب لاتجده يكل او يمل عن تقديم خدمة لهذا او عون لذاك ..
هكذا كان المناضل عبدالرقيب محمدقاسم المشولي الذي خسرته تعز والتنظيم الناصري وكل من عرفه ..
الرحمة تغشاه والعزاء لنا نحن تلاميذه بعد اخوانه/
عبدالملك ،عبدالقوي ،وعبدالله وعلي ومهيوب ،وسعيد محمدقاسم المشولي .
واولاده /عصمت ،ويونس ونشوان عبدالرقيب محمدقاسم المشولي ولوالدتهم وبقية افراد الاسرة بمصابهم ،ولجميع ابناء المشاولة ..