كريتر نت – أنقرة
سارعت جماعة الإخوان المسلمين بعد الإعلان عن لقاء عدد من قياداتها في تركيا برئيس حزب السعادة المعارض كرم الله أوغلو، إلى إصدار بيان أكّدت فيه على لسان مرشدها العام إبراهيم منير “احترامها للدستور والقانون وتقديرها للرئيس التركي، وحرصها على استقرار الوضع السياسي داخل البلاد”.
وسعى الإخوان إلى تبرير لقاء قياداتهم مع حزب السعادة التركي المعارض، والذي أثار جدلا واسعا لاسيما وأنه ترافق مع خطوات متسارعة من النظام التركي نحو التقارب مع مصر.
واستقبل رئيس حزب السعادة وفدا من أعضاء التنظيم ويضم عضو مجلس شورى الجماعة همام علي يوسف، وقيادات في التنظيم بينهم مدحت الحداد المسؤول عن إدارة استثمارات وأنشطة الإخوان المالية في تركيا ومحمود حسين.
ولئن اعتبر البعض أن هذا اللقاء، وهو الأول من نوعه، “انقلاب في الموقف الاخواني” إلا أن مراقبين شككوا في الأمر، حيث اعتبروا أنه من الصعب على هذه القيادات التحرك دون غطاء رسمي وعقد هكذا لقاءات مع قوى تركية معارضة.
واعتبر هؤلاء أن الأمر لا يعدو كونه مناورة من الجانبين، باعتبار أن أردوغان الحليف القوي للجماعة لا يستطيع التملص من هذه العلاقة لاعتبارات سياسية وأيديولوجية، خاصة أن الجماعة تمثل يدا قوية للنظام التركي لتحقيق مصالحه في المنطقة، ولذلك فمن غير السهل التفريط في تلك الورقة، خاصة وأن التنظيم له امتدادات ليس في مصر فقط وإنما في كامل المنطقتين العربية والإسلامية.
وتأتي هذه التحركات بعد إعلان تركيا عن تطورات في مسار عودة العلاقات مع مصر، مؤكدة زيارة وفد دبلوماسي للقاهرة أوائل الشهر المقبل، وبالتزامن مع إقرار البرلمان التركي مؤخرا مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين البلدين.
وفي مارس أعلنت تركيا استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر، كما وجهت لوسائل الإعلام المصرية المعارضة العاملة في الأراضي التركية، بينها تابعة لجماعة الإخوان، بعدم استهداف القاهرة.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 20 أبريل استمرار خطوات تطبيع العلاقات مع مصر، معلنا عن لقاء سيعقد على مستوى نواب وزيري الخارجية للبلدين مطلع مايو المقبل، وأوضح أنه سيلتقي لاحقا نظيره المصري سامح شكري، ليبحث معه تعيين السفراء وسبل الارتقاء بالعلاقات.
المصدر : العرب اللندنية