كتب – جميل الصامت
اسفرت الزيارة المكوكية المفاجئة لحضرموت مؤخرا عن تشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة محافظ حضرموت اللواء/فرج البحسني حول جرد الحساب الذي قدمه وزير المالية سالم بن بريك البالغ 373 مليون دولار سلمت للمحافظ يكتنفها غموض المصير وانعدام شفافية ،كان ذلك اثر جلسة ساخنة بحضور رئيس الحكومة الدكتور/ معين عبدالملك واعضاء حكومته شهدتها جلسة نقاش مغلقة مع المكتب التنفيذي للمحافظة ،سرعان ماتحولت الى محاسبة بين وزير المالية والمحافظ البحسني الاخير ظن انه يمسك بجناحي الدجاجة التي تبيض ذهبا ومن ان حالة الفوضى ونزوح الحكومة بعيدا سيعفيه عن النزول الميداني والمكاشفة .
لتنتهي المواجهة بتشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق حول مصير الاموال التي تم صرفها للمحافظة .
هناك محافظات غارقة في الفساد تتلقف الاموال وتبتلع الجبايات وتنهب الموارد وتسرق المعونات والدعومات الحكومية وتفتعل الفوضى للافلات من المحاسبة .
يا حبذا لو يعرج رئيس الوزراء في زياراته المكوكية الميدانية الى شبوة المجاورة ليفتش في دواليب المحافظة النفطية محرقة المال العام فيها وميناءها الوهمي الذي طحن اكثر من مائة مليون دولار ليتضح ان العملية كلها مجرد (حر) شاطئ على البحر. .؟!
تعز هي الاخرى بامس الحاجة لزيارة مماثلة لرئيس الوزراء وحكومته وبالتحديد سالم بن بريك وزير المالية ،للوقوف امام وضع السلطة المحلية وتقييم الوضع العسكري فيها .
والاهم كشف حجم الاموال التي لايعرف لها اثر ..
اظن ان زيارة رئيس الحكومة سيكون لها اثر كبير وستؤدي الى نتائج ليس اقلها وضع حد لامتصاص الاموال ووقف الجبايات الغير مشروعة واستنزاف مقدرات البلاد من قبل المنظومة القائمة ،ان لم يتخذ قرارا بضرورة الاطاحة بها لانقاذ مايمكن انقاذه .
هناك من يطرح ان تعز وشبوه سيتحاشى رئيس الوزراء وحكومته الوقوف امام فساد سلطاتها حتى لايتصادم مع الجنرال علي محسن الاحمر الحاكم الفعلي لهاتين المحافظتين،اللتين يتحكم بمفاصل السلطة والقرار فيهما ..؟!
وان مجرد الزيارة للحكومة او فتح مجال للمحاسبة تحتاج موافقة من الجنرال ،وان حدثت ستواجه الحكومة بفوضى ومظاهرات عارمة للتغطية على الفساد كما حدث في حضرموت بان حرك الشارع ضد الحكومة وفي ذلك رسالة واضحة .
في تعز سيتحرك الشارع في الوقت الذي ستتحرك دواليب الارهاب والفوضى في آن واحد هذا ان لم يتم الاستعانة لاستهداف الحكومة قبل وصولها…؟!