كريتر نت – وكالات
أرسلت فرنسا زورقي دورية إلى المياه قبالة جزيرة جيرزي في القنال الإنجليزي اليوم الخميس بعدما نشرت لندن سفينتي بحرية في خلاف متصاعد بشأن حقوق الصيد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وغضبت الحكومة الفرنسية عندما أصدرت جيرزي تصاريح صيد ترى باريس أنها تفرض قيودا غير منصفة على دخول سفن الصيد الفرنسية إلى مناطق الصيد بالجزيرة الواقعة في القنال الإنجليزي.
وهدد وزير فرنسي بقطع الكهرباء عن جيرزي إذا لم ترفع قيود الصيد، الأمر الذي دفع الحكومة البريطانية للتعبير عن “دعمها الثابت” لجيرزي وإرسال السفينتين البحريتين.
وقالت البحرية الفرنسية اليوم الخميس إنه تم نشر زورقي الدورية بأوامر من السلطات المدنية الفرنسية. ولم تذكر تفاصيل بشأن مهمتهما قبالة سواحل الجزيرة.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن نشر الزورقين “يعبر عن قلقنا وإحباطنا، وهو نداء من أجل التطبيق الصحيح للاتفاقيات” التي أبرمت حينما غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
تظاهرة بحرية
توجهت عشرات مراكب الصيد الفرنسية صباح الخميس إلى ميناء عاصمة جزيرة جيرسي، احتجاجا على شروط الصيد المفروضة على البحارة الفرنسيين بعد بريسكت.
وأفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية صعد ليلا على متن مركب نورمندي أن 50 إلى 70 مركبا أبحرت بهدوء منذ الساعة 07,00 أمام ميناء سانت هيلير. والقيت قنابل دخانية صباحا.
ودعت وزيرة البحار الفرنسية أنيك جيراردان الخميس السلطات البريطانية إلى إلغاء القيود التي فرضت على وصول الصيادين الفرنسيين إلى مياه جيرسي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك في تصريح لوكالة فرانس برس بعد أيام من التوتر في هذا الشأن.
وقالت جيراردان “أدعو السلطات البريطانية إلى التراجع عن قرارها” بفرض قيود جديدة على الحصول على تراخيص الصيد الصادرة للصيادين الفرنسيين.
وعلى بعد أميال نشرت سفينتان تابعتان للبحرية الملكية “اتش ام اس تامار” و”اتش ام اس سيفرن” ل”مراقبة الوضع” وفقا لمتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية مشيرا إلى “اجراء وقائي بحت بالاتفاق مع حكومة جيرسي”.
“لن ترهبنا”
وأكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون أن “المناورات” البريطانية قبالة جزيرة جيرسي، التي تثير التوتر بين باريس ولندن بشأن حقوق الصيد ما بعد بريكست “لن ترهبنا”.
وقال بون لوكالة الصحافة الفرنسية، “أجريت محادثات مع ديفيد فروست، الوزير البريطاني المكلف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. لا نرغب في أن يستمر التوتر بل التطبيق السريع والكامل للاتفاق”، أي اتفاق بريكست.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أرسل الأربعاء سفينتين ضمن دورية إلى جيرسي على خلفية المخاوف بشأن إغلاق ميناء سانت هيلير.
وقالت متحدثة باسم المديرية البحرية للمانش وبحر الشمال، “مع انتشار 50 زورق صيد في المنطقة فضلنا نشر هاتين السفينتين”، موضحةً أن مهمة السفينة الدورية الساحلية لقوات الدرك البحرية “أتوس” والأخرى لشؤون “ثيميس” البحرية هي “ضمان أمن الملاحة والحفاظ على الأرواح في البحر”.
وتجمّعت القوارب أمام ميناء سانت هيلير البريطاني للفت الأنظار إلى ما تعتبرها قيوداً غير منصفة على قدرتها على الصيد في مياه المملكة المتحدة بعد بريكست.
ولم يتضح إن كانت تنوي إغلاق الميناء أو إن كانت ستسمح بدخول وخروج القوارب الأخرى.
وقال الصيّاد كاميل لسوريوي من على متن قاربه، “أمر مذهل بأن ننجح في توحيد الجميع” للمشاركة في التجمّع.
وأشار لسوريوي الذي قدم من ميناء كارتريه الفرنسي قبالة جيرسي، إلى أنه من المرتقب أن تغادر سفينة شحن ميناء سانت هيلير. وتابع، “يبدو أن الجميع قرروا منعها من المغادرة. تتحرّك قوارب الصيد للتموضع عند مدخل الميناء”، مشدداً على أنها “تظاهرة سلمية”.
وحذّرت فرنسا الثلاثاء من أنها تنظر في الرد بعدما فرضت المملكة المتحدة قواعد تحكم وصول قوارب الصيد الفرنسية إلى الجزر القريبة من المانش.
وأشارت وزيرة البحرية الفرنسية، أنيك جيراردان، إلى أن فرنسا قد تقطع الكهرباء عن الجزيرة كملاذ أخير.
قائمة بريطانية
وذكرت باريس أن بريطانيا نشرت الجمعة قائمة ب41 سفينة فرنسية من أصل 344 طلبا رخص لها الصيد في مياه جيرسي لكنها مرفقة بمطالب جديدة “لم يتم التشاور بشأنها ولا مناقشتها ولا الإبلاغ عنها مسبقا” في إطار الاتفاق حول بريكست بين لندن وبروكسل الذي بدأ تطبيقه في الأول من كانون الثاني/يناير.
وصرح صياد لفرانس برس أن وفدا من الصيادين الفرنسيين يفترض أن يلتقي وزيرا في جيرسي صياح الخميس على سفينة بريطانية أمام ميناء سانت هيلير.
وأكد غيرغوري غيدا مساعد وزير البيئة والشؤون الخارجية في جيرسي صباح الخميس لفرانس انتر أن “مركبا كان يصطاد العام الماضي في جيرسي (…) يمكنه أن يصطاد هذا العام أيضا”.
وأضاف “نظرا إلى الصعوبات ما نحن مستعدون للقيام به هو التحاور مباشرة مع الصيادين. لديهم جميعا أرقامنا” منتقدا “البيروقراطية المفرطة”.
في الوقت الحالي، يجب أن تمر طلبات الحصول على تراخيص الصيد عبر الحكومتين الفرنسية والبريطانية والمفوضية الأوروبية.
خلال برنامج “غود مورنينغ بريتن” على قناة “آي تي في” التلفزيونية، انتقد دون طومسون رئيس جمعية الصيادين في جيرسي الخميس الصيادين الفرنسيين لرغبتهم في “الصيد دون قيود في مياهنا بينما تخضع مراكبنا لجميع أنواع الشروط المتعلقة بكمية (الأسماك) التي يمكن صيدها، حيثما أمكنهم ذلك”.
وأضاف أنه سيكون “غير عادل إذا استسلمت الحكومة لهذا الأمر”.