كتب : علي محسن سنان
ولدنا نحن جلينا وامامنا جنة التخترة هذا اسمها الشائع متنقلة من منزل الى منزل لمساعدة المرضى والتخفيف من ألامهم حينها لاتوجد المستشفيات ولا العيادات والصيدليات والاجهزة والحواسيب وغرف العمليات والاطباء والمتخصصين.
كانت جنة التخترة في الساحة متجولة تخدم دون تبرم وتأفف افنت جل عمرها وشبابها في خدمة المرضى ولم تقبض فلسا واحدا .
جنة بنت حسين هي رصيد من الخدمة الصحية الذي لا ينتهي وعلى الرغم من محدودية تعلمها الا انها بحق في منظور ذلك الزمن وما تلاه تعد واحدة من اوائل اللائي اقتحمن هذا المجال الصحي والتمريضي
، وكبرنا وافتتح المستشفى واقسامه المتعددة ووجدنا ايضا جنة التخترة في قسم النساء في العيادة الخارجية.
يالجنة الشريفة
عملت دون ملل او كلل وقدمت كل ما تملك من اجل المواطن الفقير والمتيسر ونالت احترام وتقدير المجتمع والقيادة وتمتعت بسمعة طيبة. بين زملائها وادارتها ومجتمعها .
كانت جنة الشريفة تجوب القرى والمنازل لعيادة المرضى ولم تفكر يوما قط بالمقابل المادي وملئ الجيوب باوراق البنكوت والارصدة وعلى حساب الام واوجاع المواطن الغلبان الصحية.
التمريض والطب رسالة سامية حاملها له مكانه في القلوب ويتذكره المواطن البسيط باجمل الذكريات هذه هي جنة الشريفة وادون هذه الاحرف المبعثرة والجمل والتراكيب اللغوية وعلى عجالة من امري لاني هنا وفي هذه المادة احط الرحال واغمد قلمي واغلق محابري لاني اجزم انني قد قطفت لكم من وادي الاعلام الافذاذ باقة فواحة الاريج وبطعم الايام الخوالي ، والذي اجزم انها اصبحت في طي النسيان .
فعن اي جيل نتحدث اذا لم يبنى على مداميك قوية وراسخة وصلبة ليعمر ما تبقى ولم يستطع الاباء والاجداد تشييده.
تبقى جنة الشريفة علما في مجالها ورائدة في مهنتها ولها كل التقدير والاحترام وربنا يعطيها الصحة وطول العمر .
لكم من احبتي كل من قرأ لي وتابعني كل الود والحب مع اعتذاري للمرة الالف عن اي تقصير بحقكم ايها الاباء والامهات اولا وبحقكم ايها الاصدقاء والمتابعون وآمل اني اكون قد وفقت في اختياراتي هذه علم اني لا اكتب عن السياسة والعسكرة ولا اكتب الا لمن تربطني بهم ذكريات شاهدتها وعشتها وعاصرتها .
الاعلام كثر والمعالم اكثر واروم اني رميت الحجر في المياة الاسنة والراكدة لتحرك فيكم وتثير لديكم رغبة للكتابة والتدوين