كتب : د. ياسين سعيد نعمان
لا أدري بأي كلمات أرثيك أيها الأخ والصديق والرفيق فريد بركات ..
الآن فقط أدركت المعنى الحقيقي لما كنت تقوله من أن الكلمات تتضاءل أمام الفواجع .
نعم تتضاءل الكلمات أمام فاجعة رحيلك أيها العزيز .. ها هي خارطة الحزن ، كما كنت تسميها، تمتلئ بفواصل من الألم الذي لا يتوقف بفاجعة الرحيل عند لحظة الفراق ولكنه يمتد الى سنوات الصداقة الطويلة من ثانوية خور مكسر حتى آخر لقاء لنا عام 2015 بعد كونفرنس الحزب ، وما سبقه من لقاءات كنت فيها ذلك المثقف العميق والانسان الجميل الذي لا يغلظ في القول بقدر غلظته في الموقف ..
ما أجملك أيها الراحل العزيز وأنت تقف في الزمن الردئ لتضفي الأمل لكل من حواليك ليس كشاعر وكأديب فقط ولكن كإنسان .. كان الانسان فيك كبيراً ، وهذا ما كان يضفي على كلمتك وقصائدك ألق الحياة ومعناها العميق .
اتذكر رحلتك مع الشعر مذ أن ذهبنا الى الاستاذ عبد الوهاب عبدالباري استاذ الأدب العربي في ثانوية خور مكسر رحمه الله لنعرض عليه ما كتبناه من شعر ، وكان رده قاسياً : إرفعوا أيديكم عن الشعر .
انسحبت بهدوء ، وبقيت أنت فارس القصيدة الغنائية .
كان هذا اللون من الشعر يعكس نظرتك للحياة بغزارة لا يضاهيها سوى السمو الذي تمتعت به في تعاطيك مع مصاعب الحياة .
رحمك الله أيها العزيز الراحل .
من صفحة الكاتب على ال “فيس بوك”