كريتر نت
صعّد الحوثيون من هجماتهم على الأراضي السعودية باستخدام الصواريخ الباليستية وشنوا هجوما على منطقة تابعة
لمديرية سناح بمحافظة لحج جنوبي اليمن بالتوازي مع تحركات أميركية جديدة على صلة بجهود حلحلة الملف اليمني.
وأعلن التحالف العربي الثلاثاء عن اعتراض ثلاثة صواريخ باليستية وتدمير طائرتين مسيرتين حوثيتين استهدفت مناطق في جنوب السعودية. وقال بيان إنه تم “إحباط محاولات الميليشيا الحوثية العدائية بتعمد استهداف الأعيان المدنية والمدنيين”.
وفي منطقة حدق التابعة لمديرية سناح بمحافظة لحج على الحدود مع محافظة البيضاء نفذ الحوثيون هجوما على سلسلة مواقع في منطقة يافع الجنوبية، في تصعيد وصف بالخطير نظرا إلى تعقيداته الجيوسياسية والرسائل التي يبعثها الحوثيون على اعتزامهم مهاجمة مناطق في جنوب اليمن، في محاولة لتعقيد الملف اليمني وتوسيع مساحة التوتر وإعادة خارطة الصراع اليمني إلى ما قبل تدخل التحالف العربي في مارس 2015.
ويتزامن التصعيد العسكري الحوثي مع جولة جديدة يقوم بها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ بدأها من العاصمة السعودية الرياض حيث التقى بمسؤولين سعوديين ويمنيين لمناقشة فرص إحياء المسار السياسي المعطل في الأزمة اليمنية نتيجة التصلب الحوثي ورفض الجماعة المدعومة من إيران الخطة الأممية لوقف إطلاق النار التي تقدم بها المبعوث الأممي السابق مارتن غريفيث وتضمنت خارطة طريق لبدء مشاورات سياسية بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والميليشيات الحوثية.
وجدد المبعوث الأميركي في لقاء مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك الأربعاء في الرياض مطالبة واشنطن بالوقف الفوري لهجمات الحوثيين على مأرب، كما تطرق اللقاء بحسب ما نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إلى موقف الولايات المتحدة الداعم لاستكمال تنفيذ “اتفاق الرياض” الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي والذي بات يستقطب جزءا من اهتمامات وتصريحات الخارجية الأميركية بعد فشلها في الضغط على الحوثيين للقبول بالخطة الأممية لوقف إطلاق النار.
ويرجع الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أسباب التصعيد الحوثي المتزامن مع بدء التحرك الأميركي الدبلوماسي الجديد الرامي لإقناع الحوثيين بوقف الهجوم على مأرب، إلى عدة أسباب محتملة أولها “أن يكون هناك تفاهم أميركي – حوثي للضغط على السعودية لتقديم المزيد من التنازلات بهدف منح الحوثيين شرعية دولية ليكسب المبعوث الدولي الجولة الأولى من المفاوضات، لاسيما وأنه لم يستطع خلال الفترة الماضية إحداث خرق في جدار الأزمة السياسية اليمنية نتيجة لتعنت الحوثيين”.
ويضيف الطاهر في تصريح لـ”العرب” أنه “خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وفي خضم انشغالهم بمواجهة الانتفاضة القبلية في محافظة البيضاء توقف الحوثيون عن إطلاق أي قذيفة تجاه مأرب والسعودية. وعودة المبعوث الأميركي في هذا التوقيت ربما تكون لإعادة عرض الصفقة السابقة المتمثلة في وقف الهجمات الحوثية على السعودية مقابل عدم مساندة القوات الحكومية والقبائل اليمنية في مأرب حيث يقف طيران التحالف عائقا أمام الحوثيين لاجتياح المحافظة النفطية والغازية”.
عودة التوتر السياسي بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي على خلفية التحضيرات لانعقاد جلسات البرلمان في حضرموت
وفي سياق ما تبدو كجولة جديدة من الجهود الأميركية لإحلال السلام في اليمن، التقت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الثلاثاء في العاصمة العمانية مسقط نائب وزير الخارجية العماني خليفة الحارثي، وفقا للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الذي أشار إلى أن الاجتماع تطرق إلى تعزيز السلام والأمن في المنطقة.
وقالت الخارجية الأميركية عبر تويتر إنه “يجب على الحوثيين وقف أعمالهم المزعزعة للاستقرار والالتزام بوقف فوري وشامل لإطلاق النار للمساعدة في إنهاء حرب اليمن”.
وفي تعقيد إضافي للمشهد اليمني شهدت العلاقة بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي عودة إلى حالة التوتر والاحتقان السياسي والإعلامي الذي تجدد مؤخرا مع عقد هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني اجتماعا في مدينة سيئون في شمال محافظة حضرموت بهدف التحضير لعقد جلسة للبرلمان وهو الأمر الذي عبر الانتقالي عن رفضه له ووصفه بالاستفزازي.
ويبدي الانتقالي قلقه من انتقال مؤسسات الشرعية إلى جنوب اليمن بعد خسارتها مناطق سيطرتها في الشمال أمام الميليشيات الحوثية.
وفي تصريح لـ“العرب” حول موقف المجلس الانتقالي من التحضير لانعقاد جلسات البرلمان اليمني في محافظة حضرموت قال منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس إن الانتقالي ينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها “عملا استفزازيا من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد شعبي رافض لوجود رئاسة البرلمان المذكور في أي أرض جنوبية”.
وعلى طرف نقيض من هذا الموقف وصف الباحث السياسي اليمني ورئيس المركز الإعلامي التابع لوزارة الإعلام والثقافة والسياحة اليمنية رماح الجبري عودة هيئة رئاسة البرلمان إلى مدينة سيئون بأنها “أحد عوامل الدعم والقوة للحكومة الشرعية باعتبار أن ذلك يقوي موقف الشرعية أمام المجتمع الدولي”، إضافة إلى كونها “رسالة معنوية وتطمينية للرأي العام المحلي”.