كريتر نت – العرب
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال استقباله وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني على أن ما تم اتخاذه من تدابير استثنائية يهدف إلى وضع حد للعبث بالدولة ومقدراتها، في وقت يواصل القضاء التونسي التحقيق في شبهات فساد تعلقت ببعض المسؤولين السابقين.
وفي تصريحات غير معتادة بحضور مسؤول زائر، قال سعيد إنه تحمل المسؤولية لتصحيح المسار، لا سيما وأنه لم يعد بالإمكان أن تتواصل الأوضاع على ما كانت عليه سابقا.
ولا يستبعد مراقبون بأن تكون تصريحات الرئيس التونسي التي شكلت خروجا عن النسق، قد تشير إلى مؤشرات لتحرك جديد وقريب وجد سعيد الفرصة مواتية للإشارة إليها ولو أن المسائل الداخلية لا تثار عادة أمام المسؤولين الأجانب ولا يتطرق إليها قيس سعيد خلال استقباله لضيوفه.
وشدد وزير الخارجية البحريني على وقوف بلاده، إلى جانب تونس ودعم جهودها لتجاوز الظروف السياسية والاقتصادية والصحية التي تمر بها، وصولا لتحقيق الأمن والاستقرار فيها.
وأكد الزياني أن البحرين تثق في حكمة الرئيس سعيد وقدرة تونس على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة، مؤكدا احترام المملكة للشأن الداخلي التونسي باعتباره أمرا سياديا لا يحق لأحد التدخل فيه.
وأعرب عن تضامن البحرين مع الشعب التونسي، داعيا المجموعة الدولية إلى مواصلة دعم تونس والتضامن معها لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والصحية التي تواجهها.
وتمر تونس بظرف دقيق منذ إعلان الرئيس التونسي في 25 يوليو الماضي، تعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، ضمن إجراءات استثنائية جاءت لإنقاذ الدولة التي تمر بحالة انهيار في وقت يقول مؤيدو قرارات سعيد إنها تنهي سنوات من العبث السياسي وتؤسس لمرحلة جديدة قائمة على محاربة الفساد واللوبيات التي هيمنت طيلة عشر سنوات على مقدرات الدولة والمال العام.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه القضاء التونسي التحقيق في شبهات فساد تعلقت ببعض المسؤولين السابقين في ملف استخراج ونقل الفوسفات.
وقال محسن الدالي المتحدث باسم القطب القضائي المالي إن قاضيا قرر منع 12 مسؤولا من بينهم وزير سابق ونائب في البرلمان من السفر بسبب شبهات فساد في نقل واستخراج الفوسفات مشيرا أن من بين المسؤولين مديرين عاميين لشركة فوسفات قفصة ورجل أعمال يسيطر على نقل الفوسفات.
ونقلت شركة فوسفات قفصة الحكومية الأسبوع الماضي شحنات فوسفات بالقطار للمرة الأولى خلال عام، بعد توقف إثر الاحتجاجات التي أغلقت السكك الحديدية في دفعة مهمة لصناعة الفوسفات الحيوية بالبلاد.
ويعتبر ملف الفساد في شركة فوسفات قفصة من الملفات الأكثر تعقيدا بعد 10 سنوات من ثورة يناير، تعرض خلالها القطاع لتدمير تقول المعارضة إنه ممنهج بسبب نفوذ لوبيات الفساد في البلاد.