كريتر نت – متابعات
قبل عام من اليوم ، وتحديداً في 10 أغسطس 2020م كانت الشابة نوال الادريسي تسرد لإحدى القنوات التلفزيونية تفاصيل إعدام ابن اختها الطفل أيهم (13عاما) بطريقة وحشية داخل منزله بمدينة تعز من قبل اتباع المطلوب الأمني غزوان المخلافي ، بجريمة ان اخاه قتل احد اتباعه.
هزت الجريمة حينها المجتمع في تعز لبشاعة مشهد إعدام طفل بـ30 طلقة بدم بارد امام أعين والدته من قبل غزوان المخلافي وعصابته التي اعتدت على امه أيضا وشقيقته وخالته وطردتهم من المنزل بملابسهن العادية واحراق المنزل ، انتقاما لمقتل احد اتباع غزوان على يد شقيق أيهم.
مثلت الجريمة صدمة للمجتمع حينها بتفاصيلها الدموية والعنيفة وبمشهد غير مألوف ، فلم يكن المتوقع في أذهان أبناء المدينة ان تصل الفوضى التي تعيشيها المدينة تحت حكم الاخوان الى ان اقتحام البيوت والاعتداء على النساء وتصفية طفل بكل وحشية ، انتقاماً لفعل لم يرتكبه.
وبعد عام بالضبط وعلى ذات الشاشة التلفزيونية “قناة بلقيس” ، ظهرت امرأة أخرى لتسرد تفاصيل جريمة بشعة لا تختلف عن جريمة إعدام الطفل أيهم ، بل ربما تفوقها دموية وإرهاب.
ظهرت أم عيسى عبده الحرق لتسرد تفاصيل ما حدث مع عائلة الحرق من قبل اتباع المدعو ماجد الاعرج القيادي باللواء 170 دفاع جوي ، والذي قتل على يد عصام الحرق نائب مدير أمن شرطة بير باشا وأخويه العقيد عبده الحرق وخالد الحرق بعد محاولته نهب أرضية تابعة لهم في حارة عمد في بيرباشا.
تشرح ام عيسى تفاصيل اقتحام المنزل من قبل اتباع الاعرج بحثاً عن الذكور من اسرة الحرق حتى لو كانوا أطفالاً ، وتهديدهم باختطاف النساء المتواجدين في المنزل لإجبار الذكور على تسليم انفسهم.
يخالط الدموع حديث ام عيسى لسرد تفاصيل ما جرى ، فهي الثكلى بخسارها زوجها الذي قتل في الاشتباكات يوم امس ، وابنها الشاب عيسى الذي اختطف من المنزل يوم امس من قبل اتباع الاعرج وعثر اليوم الصباح على جثته مرمية في منطقة بئرباشا بعد تصفيته ليصبح الضحية الخامسة في الأسرة.
تشير ام عيسى مخاوف من مصير باقي المختطفين من الأسرة البالغ عددهم 6 ، والذي لا تعلم السلطات الأمنية بتعز مصيرهم بحسب اعتراف مدير دائرة التوجيه المعنوي والعلاقات العامة بشرطة تعز أسامة الشرعبي في تصريح له.
التنكيل الذي تعرضت له الأسرة يأتي مع مزاعم سلطة الاخوان بتعز بانتشار حملة أمنية في الحي لتوفير الحماية لها من انتقام اتباع الأعرج المنتشرين بشكل كثيف في أزقة وشوارع المنطقة، وهو ما يؤكده الشرعبي في تصريحه.
الا أن مصادر “الرصيف برس” أفادت بان الحملة الأمنية انسحبت مساء امس من الحي ، على الرغم من بقاء تواجد العشرات من مسلحي الأعرج ما يعني افساح المجال امامهم لتمشيط منازل الحي من جديد بحثاً عن افراد اسرة الحرق المنكل بها لتصفيتهم .
المصادر أكدت بان ما تعرضت له الأسرة من جرائم يأتي بضوء أخضر من قبل قائد مليشيات الإخوان بتعز المدعو عبده فرحان “سالم” مستشار قائد المحور، وبأطقم وقوات من من الوية المحور ، انتقاماً لمقتل الأعرج.
وقالت المصادر بان مقتل الأعرج شكل صدمة عنيفة لسالم ، حيث كان يمثل أحد ادواته الضاربة في تعز ، والمكلفة بالسطو على الأراضي وابتزاز رجال الأعمال ، وهذه الأعمال تمثل أحد اهم مصادر الدخل لتمويل نشاط مليشيات الاخوان بتعز.
وأكدت المصادر بان التنكيل الذي تتعرض له اسرة الحرق هي رسالة إرهاب من سالم وقيادة الإخوان بتعز بحق المجتمع ، واستحواذها على الجيش والأمن، وبان المساس بقادة العصابات الإخوانية له ثمن باهظ لمن دافع عن حقه ولا يدفع هذا الثمن الفاعل وحده حتى وان كان موالياً للجماعة بل ستدفعه أيضاً أسرته ليخضع المجتمع لسلطة الجماعة ومليشياتها كي لا يقفوا في وجه هذه المليشيات التي تعتدي عليهم وعلى ممتلكاتهم وحرماتهم .
ولفتت المصادر بان سياسية الإرهاب الإخوانية تتطابق مع سياسة الإرهاب التي تنفذها جماعة الحوثي خلال الحروب التي خاضتها ضد اليمنيين منذ 15 عاماً، بقيامها بتفجير منازل خصومها بعد تصفيتهم كرسالة إرهاب وردع لأي محاولة تمرد او مقاومة ضدهم ، وهي ذات السياسية التي يتبعها الكيان الصهيوني ضد المقاومين في فلسطين.
مئات الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الإخوان بحق المواطنين من أبناء تعز من قتل وتشريد ونهب للممتلكات الخاصة والعامة، لم يضبط أين منهم أو يحاكم قاتل او نهاب بل وفرت لهم الجماعة هذا المناخ سنوات ودافعت عنهم وبررت جرائمهم، في ظل غياب تام للشرعية .