كتب – ناصر الكلدي
بعد أن ظل لعقودٍ خلت مجرد حلم يراود الناس في مناطق يافع، وبعد أن تخاذلت كل الحكومات المتعاقبة عن تنفيذ هذا المشروع، وبعد أن تكالبت الأيادي الخفية لتعطيل هذا المشروع؛ هاهو يبرز اليوم من جديد وبقوة عارمة لم يتوقعها الكثيرون الذين ظنوا أن ذلك الحلم قد توارى ومات، عاد يدفعه الانجذاب الساحر والتلقائي المنحوت في القلوب والموسوم بعبق التاريخ المتوغل والمزروع في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.
وأذكرُ أنني في العام 1998م كتبتُ مقالاً في صحيفة الأيام بعنوان (مشاريعنا وحجر الأساس) وهو مقال ساخر يركز على مشروع طريق باتيس رصد وعن عدد أحجار الأساس المتوالية التي كان يضعها المسؤولون المتعاقبون كطقوس أفراح سرعان ما تتبخر.
وظلت الوعود تتأرجح بين الأمل واليأس حتى بلغت ذروتها في الكفالة القطرية الممنوحة لهذا الطريق وابتداء العمل الفعلي، وظن الناس أنهم قاب قوسين أو أدنى من الانجاز، لكن الأصابع الخفية استطاعت افشال المشروع عبر أناس من أبناء جلدتنا.
ولأن مشروع هذا الطريق هو المشروع الذي يصرخ في وجه التجزئة وتقطيع الأوصال فقد ظل مُحارَباً، ولأنه المشروع الذي سيترجم سطور التاريخ المكنونة في قلوب الناس ويجسدها واقعاً على صخور وأودية وجبال يافع، فلا غرابة أن نرى هذا التسابق التلقائي لأبناء يافع والتنافس على المساهمة الفاعلة لإنجاحه.
أن طريق باتيس يافع هو طريق لم الشمل وطريق التكامل وهو الطريق الذي لن تعوضه البدائل مهما كانت، وهو الشريان الحيوي والاقتصادي الذي لا غنى عنه، لذلك ومن هذا المنطلق، ومن أجل أن يسير هذا المشروع بخطى ثابتة واضحة ومدروسة وناجحة فيجب هيكلة المشروع وتقسيمه إلى مراحل جغرافية، وتشكيل لجان كفوءة لكل مرحلة ودعمها أمنياً، والتعامل مع الناس بشفافية حتى يشعر الجميع أن كل ريال يصب لصالح الطريق، وعدم تكرار أخطاء الماضي.
ورغم ثقتنا بهمة أبناء يافع وقوة رغبتهم وعزيمتهم واصرارهم على تنفيذ الطريق وأن معركتهم الكبرى مع هذا الطريق قد بدأت إلا أننا نحذر من أن المحاولات ستستمر كما كانت لتثبيط العزائم وعرقلة هذا الاندفاع، ولكننا نقول أن القطار قد انطلق وستسير القافلة رغم كل الصعاب.
…..
كتبه: أبو أحمد ناصر الكلدي.
2021/8/22م