كريتر نت – حضرموت
تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة المنددة بتردي الخدمات والأوضاع المعيشية التقى محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، عبر تقنية الاتصال المرئي، بكبرى الشركات الصينية، لبحث إمكانية ومشاركة الصين في عملية الإسهام لتحسين البنية التحتية والتنمية المستقبلية لمحافظة حضرموت.
وبيّن محافظ حضرموت الدور المحوري الذي لعبته المحافظة رغم الظروف الاستثنائية والحرب التي تشهدها البلاد، من خلال رفد محافظات اليمن بكل ما تحتاجه من زاد وعتاد عبر مطار سيئون وميناء المكلا وميناء الشحر البحري، وما تتميز به حضرموت من مساحات شاسعة تشكل ثلث مساحة الجمهورية اليمنية، إضافة إلى الثروات الطبيعية المتنوعة.
واستعرض المحافظ البحسني الجوانب الأمنية المستقرة التي تتمتع بها حضرموت عن غيرها من المحافظات، وبيئتها الجاذبة للاستثمار، الأمر الذي جعلها تحظى بزيارات لوزراء وسفراء يمثلون عدد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه وجّه دعوه خلال لقاءه السفير الصيني في العاصمة السعودية الرياض لزيارة محافظة حضرموت، وأن السفير الصيني لبّى هذه الدعوة.
كما تطرق السيد المحافظ إلى العلاقات الصينية اليمنية في الستينيات والسبعينات والثمانينات، والتي انبثق عنها الكثير من المشاريع الحيوية في حضرموت، موضحًا بمثال على المشاريع التي أهمها الجسر الصيني في المكلا، والطريق الدولي الذي يربط محافظة حضرموت بمحافظة المهرة.
وأعطى محافظ حضرموت شرحًا تفصيليًا عن أولويات احتياجات حضرموت من المشاريع، وذكر في مقدمتها حل مشكلة الطاقة الكهربائية ورفع قدرتها التوليدية بما يتوافق مع الخطط المستقبلية، ودراسة إمكانية توليدها باستغلال الوسائل البديلة كالطاقة الشمسية أو الرياح أو الغاز الطبيعي المنتج من حقول حضرموت النفطية، بهدف تقليل الانبعاثات الغازية المدمرة للبيئة، وتقليل تكاليف الإنتاج، بما يعود بالفائدة الايجابية للوطن والمواطن، وعرض على الشركة ملف الدراسة الكهربائية الذي اعدّته شركة ألمانية، ووضعت في حسابها احتياجات حضرموت الآنية والمستقبلية، إلى جانب مشاريع بناء مصدّات وسدود مائية تقي مدن وقرى حضرموت من الكوارث الطبيعية، وتساعد على تخزين المياه، من خلال تغذية الخزانات الأرضية الجوفية، عوضًا عن هدرها وذهابها دون فائدة إلى البحر والصحراء.
وتابع المحافظ استعراضه للمشاريع الأولوية، والتي منها وضع دراسة لرفع المدن من الوادي الى الهضبة، مع وضع حساب للتطوير العمراني وسهولة رفد المدن بما تحتاجه من بنية تحتية ومستشفيات ومدارس وغيره، وبناء مطار جديد عوضًا عن مطار سيئون الحالي، ليتلاءم مع الخطط المستقبلية وتحويل المنطقة الى منطقة حرة استثمارية، إضافة إلى مشروع توسعة ميناء المكلا وميناء الشحر، وتزويدهما بالمعدات والخزانات اللازمة لحفظ المواد الهيدروكربونية كوقود وتحويلها الى مناطق استثمارية حرة.
وعبّرت كبرى الشركات عن سعادتها بهذا اللقاء، وقدّمت شرحًا وافيًا للسيد المحافظ على قدرتهم لتلبية طموح الشعب اليمني، من خلال دراسة كافة المقترحات والرد عليها لاحقًا، واكدوا أن التخطيط السليم للمشروعات هو أهم ارتكازًا للنجاح، وستكون مشاريع الطاقة النظيفة من أولوياتهم.
وجدد المحافظ البحسني تأكيده على أن أولويات حضرموت من المشاريع تتمثل في الطاقة الكهربائية النظيفة، والمدن السكنية، والسدود، وأوضح أن عملية تمويل المشاريع تقع ضمن مسئوليات السلطة المحلية، بالتعاون مع مؤسسات الدولة والبنك الدولي، ولفت بأن السلطة المحلية مفوضة من الدولة بالاتفاق مع البنك الدولي بحسب ما تقتضيه المصلحة العامة.
وفي ختام اللقاء قدم محافظ حضرموت دعوة لكبرى الشركات لزيارة المحافظة، وأبدى استعداد قيادة السلطة المحلية بتقديم كافة أوجه التسهيلات والمساعدة لجعل زيارتهم ناجحة وتعكس روح التعاون بين البلدين الشقيقين، مثنيًا على تجاوبهم وتلبيتهم للدعوة، وزيارة حضرموت للوقوف والاطلاع عن كثب على مدى استيعاب المحافظة لهذه المشاريع المستقبلية الواعدة لتقديم خدمات أفضل ورفاهية لأبناء حضرموت.