كريتر نت – متابعات
طالبت رابطة الأندية الأوروبية (إيكا) الاتحاد الدولي لكرة القدم باتفاق على الإصلاحات المزمع إدخالها على الروزنامة الدولية، مذكرة الفيفا بالتزاماته مع الإعراب عن أسفها لغياب التشاور الحقيقي بشأن خطة إقامة كأس العالم كل سنتين عوضا عن أربع سنوات. وعلى غرار العديد من أصحاب المصلحة في كرة القدم العالمية، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي (ويفا)، تابعت رابطة الأندية الأوروبية بقلق شديد إطلاق فيفا لحملة إعلامية من أجل محاولة إقامة كأس العالم كل سنتين، بحسب ما أفادت الجمعة في بيانها.
وذكرت رابطة الأندية الأوروبية (إيكا) أن خطط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتعلقة بمستقبل كرة القدم سيكون لها تأثير “مباشر ومدمر” على مستوى كرة القدم للأندية. ويواجه الفيفا انتقادات من جانب إيكا بسبب خطط مثيرة للجدل تتضمن إقامة بطولة كأس العالم كل عامين، دون إجراء مشاورات بشكل صحيح. وفي بيانها الحاسم، قامت رابطة إيكا بتنبيه الفيفا إلى “التزامه القانوني” بضمان الحصول على دعم الأندية وتأييدها لأي هيكلة جديدة لروزنامة المباريات الدولية.
وجاء في بيان رابطة إيكا التي تمثل 247 ناديا في قارة أوروبا، أن الرابطة تتابع، بقلق بالغ، إطلاق الفيفا حملات علاقات عامة نشطة وسعيه لتطبيق إصلاحات على روزنامة المباريات الدولية خاصة بإقامة كاس العالم كل عامين. وجاء بيان إيكا ليوضح أن الأندية الأوروبية وروابط مسابقات الدوري متحدة في معارضة الخطط التي أثارت أيضا انتقادات الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ضد الفيفا بداعي غياب التشاور، وقد طالبه بوقف الحملات الترويجية التي تهدف لدعم هذه الخطط.
وأثنى لاعبون ومدربون سابقون أمثال رونالدو، الفائز مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم 2002، وبيتر شمايكل وتيم كاهيل وأفرام غرانت، على المقترحات خلال جلسات إعلامية نظمها الفيفا ونشرت على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة به. واتفقت رابطة إيكا مع الفيفا على أن روزنامة المباريات الدولية بحاجة إلى إصلاح، حيث ذكرت في بيانها أن الروزنامة بحاجة إلى تحديث وتبسيط وأن تكون فترات التوقف الدولي أقل لمراعاة حماية اللاعبين وصحتهم وتحقيق التوازن بين المشاركات على مستوى المنتخبات والأندية.
أهمية الروزنامة
الفيفا يواجه انتقادات لاذعة بسبب خطط مثيرة للجدل تتضمن إقامة كأس العالم كل عامين، دون إجراء مشاورات بشكل صحيح
أضافت الرابطة في بيانها أنه نظرا لأهمية روزنامة المباريات الدولية بالنسبة إلى أندية كرة القدم وكذلك مركزية الأندية بالنسبة إلى الروزنامة، “تكرر الرابطة بأدق العبارات أن أي قرارات تتعلق بمستقبلها لا يمكن أن تأتي إلا بموافقة أندية كرة القدم، وبمراعاة رفاهية اللاعبين، بما يتماشى أيضا مع الالتزامات القانونية التي ليست هناك حاجة لإعادة ذكرها”. وأضافت الرابطة “باختصار، يجب أن تقوم إصلاحات روزنامة المباريات الدولية على نتائج متفق عليها بشكل مشترك ومتوازنة وتصب لمصلحة الجميع، وأن تأتي بعد مشاورات صادقة ومفصلة، ولا توجه فقط للمصالح الفردية للفيفا”.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يخفى على الفيفا أن اليويفا ورابطة إيكا أبديا مخاوفهما على رفاهية اللاعبين في الوقت الذي يدعمان فيه خطط التوسع في دوري أبطال أوروبا اعتبارا من موسم 2024 – 2025 والتي ستضيف 100 مباراة أخرى في الموسم، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية “بي.إيه ميديا”.
يعتزم الفيفا عقد قمة عبر الإنترنت للتشاور مع جميع الاتحادات الوطنية الـ211 الأعضاء. ويأتي ذلك إلى جانب الدعوات المنفصلة التي وجهها الفيفا يومي الثالث والرابع من سبتمبر الجاري إلى المعنيين ومن بينهم الاتحادات القارية ومنها اليويفا ورابطة إيكا ومنتدى الدوريات العالمية والنقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو). وطبقا لمقترح طرحه الاتحاد السعودي لكرة القدم في البداية، كان اجتماع الجمعية العمومية للفيفا في مايو قد شهد تصويت الأغلبية على إجراء دراسة جدوى لإجراء إصلاحات على الروزنامة. وقال جياني إنفانتينو رئيس الفيفا إنه يود أن تصوت الاتحادات الوطنية الأعضاء على المقترحات قبل نهاية العام الحالي.
وقال الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني السابق لأرسنال الإنجليزي والذي قاد فريقا استشاريا وضع الخطط باعتباره رئيسا لمنظومة التطوير الرياضي في الفيفا، إن “رد الفعل العاطفي” على المقترحات لم يكن مفاجئا لكنه يشعر بأن الناس سيتفقوا إذا درسوا التفاصيل. وقال فينغر في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “بعد تقديم مقترحات إقامة كأس العالم كل عامين، كانت هناك ردود فعل عاطفية”. وأضاف “لست مندهشا. بعض الأشخاص الذين عارضوا الأمر تماما، تراجعوا عن موقفهم بعد رؤية اقتراحي”.
ودافع فينغر عن مقترحاته، وأكد أنه لا يعيش في مرحلة “غرور”، وصرح قائلا إن التغييرات المقترح تطبيقها اعتبارا من عام 2025 ستفيد كل الأطراف المعنية. وتشمل المقترحات إقامة كأس العالم كل عامين اعتبارا من نسخة 2026 بدلا من إقامتها كل أربعة أعوام، وإقامة البطولات القارية في الأعوام الفردية، وأن يشهد كل عام فترة توقف دولي واحدة أو فترتين بدلا من خمس كي لا يخوض اللاعبون عددا أكبر من المباريات. وكان اليويفا في مقدمة المنتقدين للمقترحات، وهدد ألكسندر سيفرين رئيس اليويفا بالمقاطعة. وقال فينغر “أعتقد أننا إذا مضينا قدما بهذا الشكل، سنصطدم بالحائط”، وتحدث عن “فوضى” و”ازدحام” في اللعبة.
وأضاف فينغر “الأمر لا يتعلق بي، وإنما يتعلق باقتراح من شأنه أن يجعل كرة القدم أفضل وأكثر وضوحا وبساطة وأكثر أهمية للعالم. أنا لست في رحلة غرور. لقد طلب مني المساعدة في تشكيل جدول الغد (جدول المنافسات في المستقبل)، وأتشاور مع العالم بأسره”. وأضاف “ما يضر باللاعبين بالتأكيد هو السفر المتكرر والرحلات الطويلة. وبتقليل فترة التصفيات، أعتقد أن الأندية ستستفيد واللاعبون سيستفيدون”. ورفض فينغر ما يتردد حول أن التكرار سيقلل من قيمة كأس العالم وأن بطولة كأس العالم للسيدات ستعاني في حالة إقامتها في العام نفسه الذي يقام فيه مونديال الرجال. وقال “كأس العالم تشكل حدثا ضخما لا أعتقد أن مكانته ستتأثر. فأنت تريد أن تكون الأفضل في العالم، وتريد أن تكون الأفضل في العالم في كل عام”.
أرسين فينغر دافع عن مقترحاته وصرح قائلا إن التغييرات المقترح تطبيقها اعتبارا من عام 2025 ستفيد كل الأطراف المعنية
ورفضت سلطات كرة القدم في البرتغال محاولات الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إقامة كأس العالم كل عامين بدلا من أربعة، وفق ما أعلنت في بيان مشترك.
وجاء في البيان الذي وقع عليه اتحاد اللعبة، رابطة دوري المحترفين، نقابة اللاعبين المحترفين، جمعية المدربين وجمعية الحكام أنها “لا توافق على نية فيفا زيادة وتيرة أكبر مسابقة للمنتخبات في العالم”. ومن بين الأسباب المقدمة لتبرير هذا الموقف على وجه الخصوص “الازدحام الزائد على الروزنامة”، “الصحة البدنية للرياضيين”، “التأثير على الصحة العقلية للاعبين”، فضلا عن “تداخل الألعاب الأولمبية وكأس العالم”.
كما انتقدت سلطات كرة القدم البرتغالية “تداخل منافسات الرجال والسيدات خلال السنوات ذاتها، ما يحد من تأثير كرة القدم النسائية”. وختم البيان “لكل هذه العوامل… من الواضح أننا لا نستطيع أن نؤيد تنفيذ مثل هذا الإجراء، وحتى بشكل أقل بسبب مشاورات لم تحصل أصلا”.
وفي أحدث المواقف المؤيدة، رحّب الاتحادان الآسيوي والأفريقي لكرة القدم بعملية التشاور التي أطلقها الاتحاد الدولي لتقييم خيارات تعديل روزنامة المباريات الدولية ومن ضمنها إقامة كأس العالم كل سنتين بدلا من أربع سنوات كما هو معمول حاليا. وقال الاتحاد القاري الذي يتخذ من العاصمة الماليزية كوالالمبور مقرا له “يرحب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعملية التشاور المكثفة التي قام بإطلاقها الاتحاد الدولي لكرة القدم، من أجل تقييم خيارات تعديل روزنامة المباريات الدولية عبر إقامة كأس العالم للرجال والسيدات كل عامين بدلا من النظام الحالي كل أربع سنوات”.
وأوضح الاتحاد الأفريقي للعبة والذي مقره في القاهرة في بيان أنه يرى في أن “الأهم في هذه المرحلة هو استمرار المناقشات والمداولات، بطريقة منفتحة وبهدف القيام بما هو في مصلحة جميع الاتحادات الأعضاء، الاتحادات القارية، لاعبي كرة القدم وغيرهم من أصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم”، مشيرا إلى أن ذلك يتماشى مع القرار الذي تم اتخاذه في مؤتمر فيفا في الحادي والعشرين من مايو 2021 والذي استند إلى الاقتراح المقدم من الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وكان رئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو وعد بأن قرارا سيتخذ بهذا الشأن في نهاية السنة للتخلي عن “مباريات كثيرة لا معنى لها”. الاقتراح السعودي لفيفا لاقى اعتراضات أيضا، خصوصا من رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) السلوفيني ألكسندر تشيفرين، معتبرا أن هذه الخطة “ستضعف” كأس العالم. واعتبر منتدى الدوريات العالمية أنها “ستقوض” رفاهية اللاعبين، فيما رأى اتحاد أميركا الجنوبية أن تقصير الفترة الفاصلة “ليس مبررا من الناحية الرياضية”.
وكان الرئيس السابق لفيفا، الموقوف راهنا بقضايا فساد، السويسري جوزيف بلاتر قد اقترح قبل نحو عقدين هذه الفكرة، ثم كررها في 2018 نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد أميركا الجنوبية الباراغوياني أليخاندرو دومينغيس المقرب من رئيس فيفا السويسري إنفانتينو.
جولة أولى
يدافع عن اقتراحه
من ناحية أخرى اختتم وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جولة أولى عبر مدن أميركية مرشحة لاستضافة مباريات في بطولة كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وضمت جولة الوفد الذي ترأسه نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كوناكاكف) فيكتور مونتالياني، مدن بوسطن وناشفيل وأتلانتا وأورلاندو وواشنطن العاصمة وبالتيمور ونيويورك/نيوجيرسي وفيلادلفيا وميامي. واجتمع وفد الفيفا في كل مقر بمسؤولين من المدينة والملاعب، وكذلك بمسؤولين في أندية كرة القدم بالمنطقة ومنظمات رياضية أخرى.
وكانت الجولة تهدف إلى بحث مسائل ضرورية تخص تنظيم المونديال مثل إدارة الملاعب والبنية التحتية والاستدامة والجوانب التجارية وقضايا قانونية وتراثية. وخلال الزيارة تفقد الوفد البنى التحتية الضرورية مثل الملاعب ومنشآت التدريب وأماكن مرشحة لاستضافة فعاليات مهرجان مشجعي الفيفا “FIFA Fan Festival”. وعلق مونتالياني على الجولة قائلا “كأس العالم 2026 سيكون علامة فارقة في تاريخ كرة القدم وكل المدن التي زرناها تعرف ذلك”.
وزاد “نود أن نشكرها على العمل الجاد والالتزام والشغف، لأنها لا تريد تقديم بطولة رائعة للجميع فقط، بل إنها ترغب في ترك إرث عميق لما بعد عام 2026”. وأبرز مدير قسم البطولات والفعاليات في الفيفا كولين سميث الالتزام الكبير والجهد الذي يتم بذله في كل من الأماكن التي زارها الوفد. وقال سميث “لقد أظهرت جميع المدن المرشحة حماسا واستجابة استثنائيين. زودتنا زيارات التفتيش هذه بمعلومات مهمة حول العديد من القضايا الرئيسية التي سننظر فيها لاختيار أفضل الأماكن”.
وأشار إلى “أنها عملية تنافسية للغاية مع مرشحين ممتازين، والتي يجب تقديرها بعمق والبحث عن تحديد الأفضل على الإطلاق”. ومن المقرر إجراء جولة في مدن أميركية أخرى أواخر نوفمبر المقبل بالإضافة إلى زيارة مدن في كندا والمكسيك. وبعد ذلك، سيتم تحليل جميع الترشيحات بدقة من أجل الانتهاء من عملية الاختيار في الربع الأول أو الثاني من عام 2022.