كريتر نت – متابعات
أجرت السعودية وإيران عدة جولات من المفاوضات وصفت في أروقة الإعلام بالمفاوضات الباردة، بينما يتم التفاوض حاليا على ملفات ساخنة وشائكة منذ فترة طويلة بين البلدين الكبيرين في المنطقة.
وتتسم المفاوضات التي جرت بين الرياض وطهران بتعقيد ملفاتها وكثرة الملفات بسبب الانقطاع الطويل عن التواصل المباشر وتوقف العلاقات لفترة طويلة بين البلدين منذ انقطاعها عام 2016.
وأوضح الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي، أن العلاقات الإيرانية السعودية ذاهبة لحلحلة بإرادة قوية، لكن هناك نوع من العراقيل لتسوية الأوضاع بين الطرفين.
وتابع موسوي في حديثه لـ”سبوتنيك”: “اللوبي الأمريكي الإسرائيلي يدخل على خط المفاوضات حيث لاحظنا دعوة وزير الخارجية السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتصريحات بعدها، حيث يدل ذلك على أن هناك ضغوطات وعدم رغبة أمريكية في الاتجاه الذي اتجه السعودية نحو الحلحلة مع إيران”.
وأضاف: “أي تفاهم بين طهران والرياض يضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، حيث إذا تحسنت العلاقات بين طهران والرياض تتوقف دفع الفواتير من قبل البعض في المنطقة لواشنطن، ولا يبقى داعٍ لوجود أساطيل تحضر الى المنطقة، وربما تلغى القواعد العسكرية الأجنبية في المنطقة حيث أن التفاهم قد ينهي الابتزازات التي كانت تفعلها واشنطن تجاه هذه الدول العربية الغنية بشماعة إيران”.
وأردف: “نستطيع أن نقول إن الأمور قد فلتت من القبضة الأمريكية، لأن السير باتجاه التفاهم أصبح قويا لا بأس به وأن كان بطيئا، لكن الإرادة قوية في حل مشكلة العلاقات وربما نشهد فتح القنصليتين الإيرانية والسعودية في مشهد وجدة ومن بعد ذلك ربما فتح السفارات”.
وأضاف أنه “قد تم التفاهم حول العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية وبقيت المشكلة الإقليمية وخاصة القضية اليمنية، حيث في النتيجة لا بد أن يحل هذا الموضوع لأنه سيكون عقبة في وجه العلاقات الثنائية وهناك اتهامات سعودية لإيران بأن إيران تتدخل في اليمن وإيران تنفي ذلك بالتأكيد، والمهم هنا أن الشعب اليمني يتخلص من الحرب الظالمة ضده، وربما ملفات أخرى في المنطقة تكون قابلة للحل ولكن الأهم هي القضية اليمنية”.
من جانبه، ذكر المحلل السياسي الإيراني مختار حداد، أن العلاقات الإيرانية السعودية ستتجه إلى الانفراج حتما، وهي حتى الآن كانت مفاوضات ومباحثات جيدة، وأن البلدين يصل الى نتيجة إيجابية من هذه المفاوضات، إلا إذا تدخلت أطراف أخرى مثل الولايات المتحدة التي تريد أن تؤثر سلبا على هذه المفاوضات”.
وأشار الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي، إلى أن العلاقات الإيرانية العربية علاقات ممكن أن تكون مفيدة من ناحية الاقتصاد والترابط الاجتماعي وكذلك من ناحية منظومة الأمن الإقليمي.
وقال في حديثه لـ”سبوتنيك”: “يعرف الجميع أن الدول العربية هي التي بادرت في قطع العلاقات، حيث أن إيران لم تقطع علاقاتها مع مصر في عهد السادات، وباقي الدول العربية إما قطعوا العلاقات بشكل مباشر وإما بتأثير السعودية كالمغرب والبحرين والسودان وجيبوتي، وبسبب الضغط السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، ونعتقد أنه إذا عادت العلاقات السعودية الإيرانية فإن بقية الدول سوف تعيد علاقاتها مع طهران”.
وذكر موسوي أن “هناك مؤشرات علنية على العلاقات الإيرانية المصرية، وخاصة أن السيسي لديه مواقف جيدة ومشرفة تحديدا في موضوع سوريا وموضوع وعبور الناقلات الإيرانية عبر قناة السويس، حيث نرى أن هناك ضغوطات أمريكية إسرائيلية ضد نقل البترول إلى بيروت إلى سوريا إلى فنزويلا من إيران عبر قناة السويس، على السيسي، وليس هناك إصغاء من الجانب المصري لهذه الضغوط وهذا مؤشر جيد”.
وأوضح الدبلوماسي السابق، ان إيران تقدر الموقف الشجاع للحكومة المصرية وهناك ضغوطات سعودية وأمريكية على الحكومة المصرية، بأن لا توطد علاقاتها مباشرة مع طهران، ولكن إذا ما توطدت العلاقات السعودية الإيرانية، فإنه بشكل أتوماتيكي سوف تترطب العلاقات بين القاهرة وطهران، وإيران مستعدة دائما للتفاهم وفتح صفحة جديدة إذا ما كانت الإرادة متوفرة لدى الحكومة المصرية، واللقاءات مستمرة على مستويات مختلفة وما زالت هناك ممثليات دبلوماسية وسفارات موجودة للطرفين في البلدين وهناك دبلوماسيون يعملون وناشطون أيضا”.
كذلك، بين المحلل السياسي الإيراني مختار حداد، أن إيران لديها علاقات جيدة وطيبة مع معظم الدول العربية، ولكن هذه العلاقات يجب أن تنعكس إيجابا على دول المنطقة.
وقال في حديثه لـ”سبوتنيك”: “إن إيران أعلنت أن الأولوية هي العلاقات مع دول المنطقة والجوار وإيران تؤكد أن هذه العلاقات ستنعكس إيجابا على التطورات في المنطقة وتقطع اليد الأجنبية وهي الولايات المتحدة التي سببت المشاكل في هذه المنطقة”.
وتابع: “هذه العلاقات مهمة لدول المنطقة وخاصة العلاقات بين إيران ومصر، حيث أن العلاقات بين إيران ومصر كبلدين كبيرين في هذه المنطقة يمكن أن يكونا جناحي العالم الإسلامي للوصول إلى بر الأمان وتحقيق أمال شعوب المنطقة وجلب التطور والأمان للمنطقة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت تقارير إعلامية بأن إيران طلبت من السعودیة إعادة فتح القنصليات واستئناف العلاقات الدبلوماسية، في إشارة إلى تقدم المحادثات بين الجانبين، والتي تهدف إلى إنهاء الخصومة بينهما.
وأشارت التقارير إلى أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لإنهاء الحرب في اليمن، بيد أن توقيتها لا يزال يشكل نقطة خلاف رئيسية في المحادثات التي توسط فيها العراق بين البلدين.
على جانب آخر، أبدى رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، أحمد جنتي، ترحيبه، بـ”التقارب” بين بلاده وبين السعودية، واصفا حل المشاكل العالقة بين الجانبين بـ”الخطوة المهمة”.
وقال جنتي، خلال اجتماع لمجلس خبراء القيادة في إيران، إن “حل المشاكل بين إيران والسعودية خطوة مهمة”.
وأردف بالقول: “نرحب بالتقارب الحاصل بين البلدين المسلمين إيران والسعودية. الوحدة بين المسلمين عبادة، ولابد من تعزيزها وتوسيعها”.
وفي ذات السياق، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين، إن المفاوضات مع السعودية، مازالت جارية، نافية في الوقت ذاته التقارير حول زيارة وفد سعودي لطهران.