كريتر نت – متابعات
كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء عن استمرار نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى لمليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، سلطان السامعي؛ العودة إلى صنعاء والإصرار على الاستمرار في اعتكافه في مدينة تعز التي لجأ إليها منذ أكثر من شهر.
وبحسب “نيوزيمن” قالت المصادر إن السامعي يرى ألا جدوى من عودته إلى صنعاء في ظل استمرار مصادرة حقه وصلاحياته كنائب لرئيس المجلس السياسي الأعلى من قبل القيادي الحوثي مدير مكتب الرئاسة أحمد حامد (ابومحفوظ) الذي يعد أبرز القيادات الحوثية ذات النفوذ والتي باتت تتحكم بكل ما له صلة بالمشهد السياسي والتنفيذي في سلطة المليشيات.
ووفقا للمصادر فإن حامد أصدر توجيهات بمنع ختم أي مذكرة أو رسالة أو توجيه ممهورة بختم نائب رئيس المجلس السياسي سلطان السامعي من قبل مكتب الرئاسة، كما أصدر توجيهات إلى جميع مؤسسات الدولة بعدم التعامل مع أي رسائل أو مذكرات من قبل السامعي باعتبار أنها صادرة من شخص غير ذي صلاحية، مضمناً تلك التوجيهات بحصر التعامل مع مذكرات رئيس المجلس فقط القيادي الحوثي مهدي المشاط، وهو الأمر الذي أثار غضب السامعي الذي اضطر إلى النزول إلى تعز تحت مبرر المشاركة في الاحتفاء بالمولد النبوي وهناك اعتكف ورفض العودة إلى صنعاء.
والسامعي هو أحد الذين اعلنوا مساندة المليشيات الحوثية قبل أن يتم اختياره نائباً لرئيس المجلس السياسي الأعلى عند تشكيله عام 2016م إلا أن السامعي سرعان ما دخل في خلافات مع القيادات الحوثية وبالذات مدير مكتب الرئاسة أحمد حامد وأعلن ذلك في أكثر من مناسبة بل وهاجم حامد علنا وهو الأمر الذي جعل قيادات واعلاميين من مليشيات الحوثي يشنون هجوما واسعا على السامعي، ويساندون حامد ضده قبل أن يستنجد حامد بزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي الذي وقف إلى جانبه ضد السامعي.
ورغم عديد الوساطات التي جرت لإنهاء الخلافات بين السامعي وحامد إلا أن تلك الوساطات نجحت فقط في تخفيف حدة التوتر بين الرجلين لفترة لتعود الخلافات مجددا بسبب استمرار حامد في مصادرة وتهميش السامعي ومنعه من ممارسة أي صلاحيات كما يفعل مع بقية أعضاء المجلس السياسي.
وحسب المصادر فإن القيادي وعضو المجلس السياسي للمليشيات سليم المغلس الذي يشغل منصب وزير الخدمة المدنية في حكومة المليشيات حاول إقناع السامعي بالعودة إلى صنعاء إلا أن الأخير رد عليه: “خلو صنعاء لأحمد حامد وهاشميي صعدة (في إشارة إلى سيطرة قيادات الحوثي من صعدة على كل المناصب الهامة)، أما إحنا أصحاب تعز الذي يشوفوا لنا كمواطنين من الدرجة الثالثة فمكاننا هنا بين أهلنا ؛ وحين تتسع صنعاء لجميع اليمنيين وتعاملهم بشكل متساو سنعود إليها”.
والسامعي ليس الوحيد الذي دخل في خلافات مع القيادي الحوثي احمد حامد فكثيرون من الموالين والتابعين للمليشيات من أبناء المحافظات الأخرى غير صعدة يواجهون ذات التهميش والإقصاء من قبل حامد الذي بات صاحب النفوذ الأوسع وصاحب الكلمة الأولى في التحكم بكل صغيرة وكبيرة تخص العمل التنفيذي في سلطة المليشيات الحوثية، بل إن المصادر تؤكد أن حامد هو من بات يدير المجلس السياسي الأعلى وحكومة المليشيات ويتحكم في أداء البرلمان ومجلس الشورى المواليين لهم.