كريتر نت – نيوزيمن
ترى الخبيرة الأمريكية المختصة في شؤون الأمن القومي والحركات الإرهابية، ارينا تسوكرمان، أن دعوة رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري، إلى الحوار مع مليشيا الحوثي “تستحق الفحص والتدقيق ولا ينبغي أن تمر مرور الكرام”.
وأوضحت تسوكرمان، في حديث خاص إلى “نيوزيمن”، أن هذه التصريحات تأتي بعد 7 سنوات من المساعدات المالية والدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بينما لا يزال جزء كبير من الحكومة الشرعية اليمنية خارج اليمن.
وأشارت إلى أنها جاءت أيضا مع شن التحالف العربي مؤخرا سلسلة من الهجمات الناجحة على منشآت الحرس الثوري الإيراني في صنعاء والتي ربما قتلت بعض الضباط، ومع التقدم الكبير للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي.
وأردفت متسائلة: “فلماذا يدعو كبار أعضاء مجلس الشورى والبرلمان للتسوية والإقرار بالهزيمة وسط نجاحات ظاهرة العيان؟ علاوة على ذلك، لماذا يهاجمون التحالف العربي الذي أعطى الحكومة الشرعية كل هذا الدعم؟”.
وقالت الخبيرة الأمريكية، إن حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، استولى على الحكومة الشرعية برمتها، وحصل على قدر كبير من الدعم من السعودية، لافتة إلى أنه (الإصلاح) كان “يلعب لعبة مزدوجة طوال الوقت وجند نشطاء خارج البلاد، يعملون على تقويض أهداف التحالف، وتعزيز أجندة الإخوان المسلمين من خلال إقامة اتصالات سياسية وعلى مستوى عال”.
وأضافت: كما عمل الإخوان على إسكات أصوات اليمنيين المناهضين للإسلاميين الناشطين في مجال حقوق الإنسان والعاملين على فضح أجندة الحوثيين في المجتمع الدولي.
وتابعت: عذر حزب الإصلاح الآن هو الزعم بأن الكثير من سكان اليمن راغبون بالحوثيين الذين يحكمون البلاد، وهم يحاولون (الإخوان) بشكل ساخر تحميل التحالف المسؤولية عن إخفاقاتهم في استقرار الوضع الاقتصادي وتلبية مطالب اليمنيين على الأرض.
واستدركت بالقول: لكن في الواقع، فإن السبب الوحيد الذي يجعل اليمنيين يتماشون مع الوجود الحوثي يرجع إلى فشل الحكومة الشرعية اليمنية الكبير. ويفضل اليمنيون كثيرا التحرر من نير الوكيل الإرهابي الإيراني، في حال كان هناك بديل مناسب ومجد للنظام الفاسد الحالي.
وتوقعت ارينا تسوكرمان، أن يقوم التحالف العربي بتعطيل خطط الإسلاميين الفاسدين، وقد يفرض مسارا سياسيا يؤدي إلى صعود قوى أكثر ليبرالية تطيح بحزب الإصلاح في النهاية وتكشف جرائمهم وتسهيلهم لمليشيات الحوثي.
وربطت “ارينا” دعوة جباري وابن دغر، بالتحرك الأخير المناوئ للحوثيين في الدوائر الأمريكية، وقالت: في الآونة الأخيرة، لفت انتباه بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، امثال السناتور تيد كروز، إلى فشل الولايات المتحدة في شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب، ومؤخرا دفع الكونغرس لإقناع إدارة بايدن بإعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية.
واستطردت القول: على الرغم من أن بايدن يواصل السعي وراء اتفاق نووي جديد مع إيران، ويزعم انه منفتح على رفع العقوبات الإرهابية ضد طهران، إلا أنه يتعرض لضغوط متزايدة بسبب سياسته الناعمة مع الحوثيين من وسائل الاعلام والكونغرس، والآن هناك مشروع قانون رسمي ضد الحوثيين والذي من شأنه أن يجبر الرئيس بايدن لمراجعة سياسته الفاشلة.
وخلصت الخبيرة الأمريكية ارينا تسوكرمان إلى القول: هذا التحرك في دوائر الحكومة الأمريكية إلى جانب النجاح العسكري للتحالف العربي، غير مرغوب فيه إلى حد كبير للإسلاميين في الحكومة اليمنية الذين كانوا راضين سرا عن سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من البلاد وكانوا، من خلال دوائر غير رسمية للناشطين في حقوق الإنسان، الذين ساعدوا في صعودهم إلى السلطة.