كريتر نت – متابعات
في خريف عام 2020، حددت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على عبدالرضا شهلائي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في اليمن.
وأضاف مركز القدس (العبري) للدراسات أنه تم وضع الجنرال شهلائي على قائمة العقوبات الأمريكية في ذلك الوقت، لكن لم يكن أحد يعرف ما إذا كان هناك أي شخص من هذا القبيل.
وفي أوائل يناير 2020، أكدت الولايات المتحدة أنه في نفس وقت اغتيال قاسم سليماني، جرت أيضًا محاولة اغتيال شهلائي في اليمن، لكنه نجا.
وتابع المركز في تقريره : الآن، ربما كشفت الوفاة المفترضة بفيروس كورونا لسفير إيران لدى جماعة الحوثي في صنعاء باليمن، حسن إيرلو، عن أحد أعمق أسرار إيران في اليمن.
وتركت الصحافة الإيرانية مشوشة ومربكة بسبب الهوية وظروف وفاة إيرلو.
وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن حسن إيرلو في 22 ديسمبر 2021. وأشارت إلى أن الدبلوماسي كان يُعرف أيضًا باسم اللواء عبد الرضا شهلائي.
وأكد المقال أن حسن إيرلو كان “رفيقًا في سلاح قاسم سليماني”، ولعب دورًا رئيسيًا باعتباره “أحد قادة المقا-ومة”، وحمل لقب “جنيرال [شهلائي]”.
وأشارت مصادر قريبة من المؤسسات العسكرية الإيرانية، مثل قاعدة عمار الإلكترونية التابعة للحرس الثوري الإيراني (تراقب الأنشطة “المضادة للثورة” “السرية”)، إلى أن حسن إيرلو كان من أقرب الشخصيات إلى قاسم سليماني وأحد أكثر الشخصيات نفوذاً في السنوات الأخيرة في ساحة المقاومة في اليمن.
وخدم حسن إيرلو إلى جانب قاسم سليماني في العراق. وكان معاقًا في الحرب العراقية الإيرانية بعد تعرضه لأسلحة كيماوية أطلقها صدام حسين ضد القوات الإيرانية، فيما قُتل شقيقا إيرلو على الخطوط الأمامية لتلك الحرب. وكان شقيقه الأصغر يبلغ من العمر 15 عامًا فقط وقت وفاته، ولم يتم العثور على جثث الأخوين.
وطبقا للمركز، فقد تسلل إيرلو إلى اليمن العام الماضي، ربما متنكرًا في زي جندي حوثي جريح أعيد إلى الوطن، وفقًا لمحلل الشرق الأوسط يوني بن مناحيم. وبمجرد وصوله، تم إعلان إ-يرلو سفير إيران في الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. ولعب دورًا رائدًا في صياغة استراتيجية الحوثيين السياسية والعسكرية في حربهم ضد السعودية. ولدى إيران نمط مألوف في استخدام فعالية القدس تحت ستار دبلوماسي في مختلف المجالات.
وكشفت مجلة نيوزويك في 13 يناير 2021، “مواقع إيران” طائرات بدون طيار انتحارية “في اليمن، وهو تطور يحتمل أن يكون مرتبطًا بتعيين الخبير الإيراني الجنرال حسن إ-يرلو” سفيراً “للحوثيين. وأضافت “المركبات الجوية غير المأهولة، أو الطائرات بدون طيار، هي أسلحة تم تقييم مدى فعاليتها من 2000 إلى 2200 كيلومتر، أو ما يقرب من 1240 إلى 1370 ميلًا، مما يرسم نصف قطر هائل عبر المنطقة التي يُشتبه في وقوع هجوم محتمل فيها”.
وبعد وقت قصير من وفاته، ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية ومصادر أخرى حقيقة أن إ-يرلو هو شهلائي، قائد ومنسق العمليات الإيرانية في اليمن. وحذفت إيرنا جملة مفادها ان إيرلو كان جنرالاً مطلوباً للولايات المتحدة. ونقلت عدة مواقع إخبارية إيرانية أخرى عن نفس مقال إيرنا وحذفت متأخرا تقرير إيرنا الأصلي بعد عدة ساعات.
في غضون ذلك، بثت قناة العربية الموالية للسعودية مؤتمرا للمتحدث باسم التحالف بقيادة السعودية تركي المالكي، يقدم مدرب من حزب الله يدرب الحوثيين على كيفية تشغيل الطائرات بدون طيار. ووصف المالكي دور إيرلو بأنه “الذي خطط وقاد الهجوم العسكري الأخير في مأ-رب والنشاطات العامة في اليمن”.
وتم تداول التقرير في وسائل الإعلام العربية وعرض “أدلة على التورط المكثف والعميق” لحزب الله (والقائد حسن نصرالله نفسه) والحرس الثوري الإيراني في برنامج الحوثيين للصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وإطلاق (حتى الآن) “430 صاروخا باليستيا و”851 طائرة مسيرة في المملكة”.
واستعرض المالكي “الأدلة” على قيام حزب الله والحرس الثوري بقيادة وسيطرة الحو-ثيين وإملاء خطط عمل اقتصادية وعسكرية وسياسية. كما أوضح كيف تم تحويل مطار صنعاء الدولي إلى ورش لتصنيع طائرات بدون طيار انتحارية واختبارات الصواريخ الباليستية. وتضمنت الأدلة خططًا ومخططات ولقطات جوية لتصنيع الطائرات بدون طيار.
وعقب وفاة إ-يرلو، انتشرت شائعات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية عن إصابته في غارة جوية سعودية في صنعاء، وتوفي متأثرا بجراحه بعد نقله إلى إيران. وفي غضون ذلك، أفاد موقع RajaNews الموالي لإيران أن طائرات حربية سعودية قصفت منطقة في مدينة صنعاء اليمنية في وقت سابق، وكشف عن مكان وجود السفير، ولكن تم حذف هذا التقرير أيضًا.
وزعم موقع “إسلاميك وورلد نيوز” أنه لا توجد علاقة بين حسن إ-يرلو وعبد الرضا شهلائي، وأن الأخير “حي ويركل” ويواصل مهمامه. ووفقًا لوزارة الخارجية، فإن مكافأة شهلائي البالغة 15 مليون دولار “لا تزال قائمة” على الرغم من وفاة إيرلو.
وأظهرت لقطات فيديو أن جنازة إيرلو لم تتخذ أي من الإجراءات الاحترازية المطلوبة في جنازات مرضى كورونا، وتقول تقارير سعودية إن إ-يرلو لم تظهر عليه أعراض كورونا في الآونة الأخيرة.
وفي 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2012، أصدر الزعيم الإيراني خامنئي إنذارًا حدادًا على إيرلو، مؤكدًا أنه شخصية بارزة ضحى بنفسه لنشر الإسلام ودعم قوى المقاومة. وأصدر إسماعيل قاني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بيانًا أكد فيه أن إيرلو سعى للموت شهيدًا، وعندما توفي أدرك حلمه.
وحضر العشرات من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني جنازة إ-يرلو في 22 ديسمبر في مقبرة الإمام زاده طاهر بالقرب من طهران. كما حضر الجنازة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المقرب جدا من قائد فيلق القدس بالحرس الثوري ورافقه في بعض مهامه، كما كان أيضًا مقربًا من قاسم سليماني.
وفي وقت ما، ادعى النظام الإيراني أن سفيره في اليمن، 63 عامًا، أصيب بفيروس كورونا وتم نقله إلى طهران بواسطة طائرة عسكرية عراقية بعد الحصول على إذن خاص من الحكومة السعودية. وفي مقابل تصريح طيرانها، طلبت السعودية الإفراج عن عدد من السعوديين المحتجزين لدى الحوثيين.
وأدت وفاة إ-يرلو والتقارير عن تأخر علاجه إلى موجة واسعة من التعليقات المعادية للسعودية من وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة. وذكرت وكالة مهر للأنباء أن المملكة تعمدت تأخير وصول إ-يرلو إلى إيران، وهي سبب وفاته. وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مخاطبًا السعودية على ما يبدو، إن طهران “لن تنسى أبدًا” أن بعض الدول فشلت في المساعدة على الفور في إنقاذ حياة السفير. وغردت فاطمة ابنة إ-يرلو قائلة: “مثلما تسبب سقوط قاسم سليماني في كارثة (الرئيس السابق) ترامب، فإن موت والدي- بعون الله- سيؤدي إلى كارثة (ولي العهد السعودي محمد بن سلمان)”.
ونفى متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية المزاعم الإيرانية بأنها أخرت تقديم العلاج الطبي لحسن إ-يرلو. وقال المتحدث السعودي إن الرياض ردت بشكل إيجابي على وساطة عمان والعراق وسمحت لأسباب إنسانية لإ-يرلو بمغادرة اليمن في أقل من 48 ساعة. لكن على مواقع التواصل الاجتماعي السعودية ومن بين خصوم إيران في المنطقة، استقبلت وفاة إيرلو/ شهلائي بفرح، وانتشرت صوره بصور تسخر من سليماني. وفي غضون ذلك، وفي ظل الخلاف الحالي بين إيران والسعودية بشأن وفاة إ-يرلو، اعترف وزير الخارجية الإيراني لنظيره العراقي خلال اجتماع (23 كانون الأول) في طهران، أن إيران تعمل على إقامة جولة أخرى من المحادثات في بغداد بين البلدين طهران والرياض.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2016، لم تحافظ إيران والسعودية على علاقات دبلوماسية رسمية بعد هجوم على القنصلية السعودية في مشهد. وأجرت إيران والسعودية حتى الآن أربع جولات من المحادثات منذ بداية العام بوساطة عراقية في بغداد. ومن المواضيع الساخنة في اللقاءات أزمة اليمن.
واختتم المركز تقريره: ويواصل مقتل السفير الإيراني في اليمن واستمرار إطلاق صواريخ الحو-ثي على السعودية تقويض تحسن العلاقات بين البلدين. وفي 25 ديسمبر/ كانون الأول، أطلق الحو-ثيون ثلاثة صواريخ باليستية على منطقة جيزان، ما أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين السعوديين في مدينة صامطة. وزعم المتحدث باسم الحو-ثيين أن الصواريخ أطلقت على “مواقع حساسة”.