كريتر نت – متابعات
تمثّل المخترعة اليمنية الشابة، ريم حميد علي قاسم، جيلاً يمنياً يتحدى الصراع ومعاناة اليمنيين بعقلية الابتكار، وتجنّد ابنة عدن فكرها لمحاربة شرور السلاح البيولوجي، الذي لا يقل خطره عن خطر القذائف وآلات العنف البشري.
وابتكرت الشابة عربة روبوتية ذكية مزودة بمنظومة تشغيل بالطاقة الشمسية وإمكانية الشحن بالكهرباء، تستخدم لمكافحة فيروس كورونا والحد من انتشاره. والروبوت هذا هو كناية عن عربة يضع عليها الزائر أشياءه لتقوم بتعقيمها. كما أنه يضم أربعة مستشعرات مع جهاز يقيس الحرارة بالليزر، كما بإمكانه رصد مستوى نبضات القلب عن بُعد.
وأكدت ريم حميد، في حديثها مع “العربية.نت”، أن ابتكاراتها ولدت في زمن الحرب التي تشهدها بلادها، مؤكدةً أنها تسعى من خلال عالم الروبوتات، “بوصفها لغة سلام”، إلى خدمة مجتمعها للتخفيف عنه من مخلفات الحروب ولتقديم حلول حياتية له. وأوضحت قائلةً: “أثناء الحرب على عدن في 2015 نزحت إلى مدينة حضرموت، ولدى رجوعي بعد مضي 8 أشهر، لمعت بذهني بارقة أمل للتغيير والتأثير، فقررت تدشين أول خطوة وفتحت معهد “رؤية” للروبوت والذكاء الاصطناعي عام 2016. يُعد هذا المعهد أول معهد باليمن يهتم بالروبوت، وقد تدرب فيه طلاب كليات ومعلمون من الجامعات والمدارس. لكن المشروع تم إغلاقه عام 2019 جراء لهيب الصراعات المحتدمة في المدينة”.
وتابعت: “ابتكرت عصا ذكية تساعد المكفوفين للمشي بأمان دون عثرات، وروبوت يقود المكفوف في السوبرماركت يخبرهم عن طبيعة الأقسام والمنتجات وأسعارها وبيانتها المطلوبة. وابتكرت أيضاً حقيبة تخبر المكفوف بالاتجاه الذي يتواجد فيه أي شخص قريب منه بحدود مسافة معينة”.
وبحوزة ريم، التي شاركت في بطولة الروبوت العربية حيث حصدت المركز الثاني على مستوى الوطن العربي، ابتكارات عديدة تخدم الإنسان، أبرزها جهاز مزود بشريحة ذكية يتم إخفاؤه داخل السيارات والمركبات لحمايتها من السرقة. ويستطيع صاحب السيارة التي يتم تركيب هذا الجهاز فيها الاتصال بالشريحة ليوقف المحرك ويغلق الأبواب والنوافذ لإحباط عملية السطو عليها.
كما ساهمت ريم بخدمة المجتمع والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، من خلال إنشاء مصنع لإعادة تدوير الورق من قطع مخلفات الخشب والطابعات والحواسيب، بهدف حماية الطبيعة عبر الحد من قطع الأشجار في السهول والمحميات.
إلى ذلك، تطمح ريم إلى توظيف ابتكاراتها لخدمة المجتمع وإيجاد حلول لمشكلات حياتية وهموم إنسانية، قائلةً: “شغف التغيير للأفضل هو بمثابة أكبر إلهام يمنحني جرعة معنوية داعمة لبلوغ الهدف”. وكشفت أن “الإنترنت هو خير المراجع العلمية” التي تعتمد عليها لتنفيذ مشاريعها بدقة دون أخطاء، لكنه خارج الخدمة وغير متاح بالنسبة للكثيرين في اليمن.
وبحسب ريم، فإن التحديات كثيرة أمام المخترع اليمني في زمن الحرب، فالاهتمام والدعم لا يزال مفقوداً وخجولاً، حيث يفتقر المخترع اليمني أو الطالب الساعي للاختراع إلى التدريب المناسب والتأهيل.
وشدد على أن المخترع يحتاج لبيئة حاضنة سليمة تتوفر فيها كل مقومات الاختراع من أجهزة ومعدات ومراجع ومراكز مدعومة وجهات مسؤولة تهتم بهذا الشأن، إلى جانب تسهيل مشاركة الطلاب والمخترعين في المعارض والمسابقات العلمية والورش العربية والعالمية بهدف اكتساب الخبرة والاحتكاك بالمخترعين الأجانب والاستفادة من تجاربهم. كما شددت على ضرورة توفير القطع والمراجع لتطبيق أي ابتكار.
أخيراً لفتت ريم إلى أهمية الاهتمام بالأطفال الصغار الموهوبين وإخضاعهم لبرامج تؤهلهم ليكونوا مخترعي وقادة المستقبل.