كريتر نت – متابعات
أثار غياب زعيم مليشيات الحوثي الانقلابية عبدالملك الحوثي ردود فعل واسعة وتكهنات مختلفة الاتجاهات لدى الشارع اليمني الذي بدأ يتحدث عن مصرعه بعد اختفاءه بصورة غامضة منذ ما يربو على ال3 اشهر.
كثير من التساؤلات بدأت تطرح بقوة عن الغياب المفاجئ لزعيم الجماعة خاصة بعد الانكسارات التي شهدتها مليشيات الحوثي على اكثر من جبهة وخاصة في المحافظات الشرقية (شبوة ومارب) التي خسرت فيها مليشيات الحوثي 3 مديريات في أقل من أسبوعين وباتت هزائم الحوثيين حديث الشارع اليمني وهو الذي يظهر مع كل ضربة تتلقاها المليشيات بخطاباته الجوفاء امام انصاره.
ويرى فريقا من المراقبين ان عبدالملك ومعه قيادات أخرى بينهم “المشاط” قضوا في العمليات العسكرية الدقيقة لتحالف دعم الشرعية بالعاصمة صنعاء إلى جانب الحاكم العسكري الإيراني حسن إيرلو الذي أصيب في العملية وأعلنت طهران وفاته لاحقا، فيما يرى فريقا اخر ان عبدالملك وقع ضحية عمليات تصفيات داخلية بين ما بات يعرف بـ”بصقور وحمائم” الجماعة لكن فريقا آخر له رأي مغاير في طرحه حول سبب غياب عبدالملك حيث يعتقد أن الحديث عن مقتله الهدف منه تهريبه إلى طهران في ظل الفشل العسكري لميليشياته وقرب نهايتها مستندين إلى وثيقة متداولة لم يعرف مدى صحتها ويقولون إنها صادرة عن السلطات الإيرانية.
وثيقة إيرانية
في نهاية ديسمبر الماضي سربت مليشيات الحوثي وثيقة صادرة عن قيادات عسكرية إيرانية تتحدث عن محاولة نقل عبدالملك الحوثي من صنعاء الى طهران نشرها مستشار وزير الإعلام اليمني أحمد المسيبلي على حسابه بتويتر وعلق عليها بالقول ان “الهدف من تسريب الوثيقة الموقعة باسم قائد فيلق القدس والتي تتضمن أمراً إيرانياً بإجلاء عبدالملك الحوثي من صنعاء إلى طهران في هذا التوقيت يثبت فعلا انه فارق الحياة وصار في خبر كان”.
وأضاف المسيبلي في تغريدته إن تسريب هذه الوثيقة هدفها “التبرير لأتباع الحوثي أنه تمَّ إخراج زعيم الميليشيا الإرهابية من صنعاء إلى طهران حرصاً عليه”.
ويعود تاريخ الوثيقة المتداولة الى 23 ديسمبر 2021 أي بعد يومين من اعلان ايران وفاة سفيرها لدى مليشيات الحوثي حسن ايرلو في طهران بعد ان تم اخلائه من صنعاء الى طهران عبر طائرة عراقية في 20 ديسمبر 2021.
تأكيد اماراتي
المسؤول الأمني الاماراتي ضاحي خلفان أكد مقتل زعيم الجماعة وكتب عبر حسابه على موقع التغريدات “تويتر” :” أتحدى أن يخرج عبدالملك الحوثي للإعلام”.ناصحا الحوثيين بان “يسلّموا” لافتا الى ان ” النفس الطويل أرهق الحوثي وجماعته…ظنوا ان الملل سيصيب التحالف والقوات الوطنية”.
نصرالله يحسم الصراع حول خليفة عبدالملك
وفي السياق ذاته كشف القيادي المؤتمري عادل الشجاع عن ما اسماها ترتيبات داخل جماعة الحوثي وتعيين خليفة جديد لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وتعيين القيادي الحوثي محمد علي الحوثي في منصب جديد .
وقال الشجاع في منشور له على الفيس ” أستطاع حسن نصر الله أن يحسم الخلاف ولو مؤقتا داخل حركة الحوثيين التي يعصف بها الخلاف منذ فترة .
واضاف الشجاع ان هذا الخلاف راح ضحيته عبد الملك الحوثي ومهدي المشاط والحاكم العسكري الإيراني في صنعاء حسن إيرلو .
واكد الشجاع ان حسن نصر الله توصل إلى تقاسم السلطة بين جناح عبد الملك وجناح محمد علي الذي سبق له تصفية الصماد بعد أن بدأ يمارس صلاحيته كرئيس للحركة ومقلصا للجنة الثورية .
وأوضح ان تصفية عبد الملك والمشاط ومعهم إيرلو تمت داخل الحركة وليس باستهداف من قبل طيران التحالف ، كما يحاول البعض الترويج لذلك مشيرا الى أنه لو كان تم استهدافهم في اجتماع ، لكانت هناك قيادات أخرى إلى جانبهم .
وأشار الشجاع الى ان الأنباء تؤكد أن يحي الحوثي شقيق عبد الملك دخل في خلاف مع إيرلو الذي أشار على عبد الملك تعيين ابنه جبريل ولي للإمام بناء على توصية من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله .
وأكد ان هذا الأمر أثار حفيظة يحي الحوثي الذي كان يعد نفسه إماما من بعد أخيه عبد الملك ، وحسم الأمر مع محمد علي الحوثي للخلاص من جناح عبد الملك .
وأضاف الشجاع ان الأيام الماضية كانت صعبة على الحرس الثوري الإيراني ومعه حزب الله اللبناني استطاع حسن نصر الله أن يحسم الأمر ولو مؤقتا في أن يكون جبريل إماما ومحمد علي رئيسا حيث يكون بذلك محمد علي الحوثي قد حقق أمنيته وطموحه في أن يحكم الجماعة بشكل مباشر بدلا من الدور الثانوي بوصفه رئيسا للجنة الثورية .
وأوضح الشجاع انه على الرغم من الانهيارات التى تعيشها الجماعة ، بسبب الصراع الداخلي ، وبسبب الهزائم التي منيت بها في مأرب على مدار السنة الماضية ، وفي شبوة في الأسابيع الأخيرة ، إلا أنه لا توجد نية لدى تحالف دعم الشرعية لفتح جميع الجبهات وأطلاقها في آن واحد لإسقاطها واستعادة الدولة اليمنية .
من جهتها تلتزم قنوات ووسائل الإعلام التابعة لمليشيات الحوثي المتمردة الصمت تجاه ما يتم تداوله حول مقتله في إحدى الغارات الجوية التي نفّذتها قوات التحالف العربي، او تصفيته حسب بعض الروايات.