كريتر نت – العين الإخبارية
لم تعصف ثمار عمليتي إعصار الجنوب وحرية اليمن السعيد فقط ميدانيا بمليشيات الحوثي بل لفحت نيرانها كبار قياداتها في أقبيتهم بصنعاء. وظهرت قيادات الصف الأول للمليشيات الحوثية وعلى وجوهها قترة وتشتت واضحين، وفي منطوقها ما يكشف الكثير من حال الصدمة والخوف الذي قذفت به بنادق المحاربين لدى تحرير شبوة إلى قلب صنعاء، معقل إدارة العمليات العسكرية للانقلابيين.
“العين الإخبارية” تتبعت حالة الارتباك الكبير لدى قيادات الصف الأول في بنية المليشيات التنظيمية الظاهرة في تدويناتهم ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى على وسائل الإعلام الحوثية.
ويفند هذا التقرير مزاعم 4 قادة حوثيين من الصف الأول كنماذج تعكس هول الصدمة والهزيمة التي بلغت مداها في أوساط المليشيات، رغم أن أيام المعركة التي يخوضها العمالقة في شبوة ومأرب لم تتجاوز 15 يوما، لكنها تمثل دهرا في حسابات الانقلاب وتقييم قياداته لتحولات مسرح العمليات.
البخيتي يتخبط.. والعزي يكذب
أبرز هذه القيادات كان ظهور محمد البخيتي على قنوات فضائية تائها يطلق التهديدات ومتوترا على غير عادته، ومشتت الذهن في حين عرف عنه أنه أكثر قيادات المليشيات قدرة على التعاطي مع وسائل الإعلام منذ أكثر من 7 أعوام.
البخيتي الذي عينه الحوثيون محافظا لذمار لم يجد ما يبرر به الهزيمة التي تعرضت لها مليشياته في شبوة سوى بإنكار سيطرتهم على مديرية عسيلان ليعود ويقول إنهم سيستعيدون كل مناطق اليمن .
وفي لقاء مع قناة فضائية أخرى برر الهزيمة بأن وجود مليشياتهم في شبوة كان التفافا فقط للذهاب إلى مأرب، وأن الهدف كان السيطرة على جنوب مأرب، في حين تزامن ظهوره هذا مع توغل قوات العمالقة الجنوبية في أراضي جنوب المحافظة وتحديدا بمديرية حريب.
ولم يتردد البخيتي في إطلاق تهديدات فارغة بتدمير البر والبحر والوصول إلى مناطق بعيدة مهما كان الثمن، وكذلك توجيه شتائم لبعض الدول العربية، في خطاب مأزوم وظهور طافح بالهزيمة.
ثاني قادة الانقلاب، كان حسين العزي، مشرف وزارة الخارجية التابعة للحوثيين بمنصب نائب وزير في حكومة الانقلاب، والذي أفقدته الهزائم في شبوة وعمليتا إعصار الجنوب وحرية اليمن السعيد، توازنه.
وبتغريدة ساذجة حاول العزي الدس بين ألوية العمالقة وأبناء مأرب محاولا رص جمل طريفة، غير أن ما كتبه كشف عن حالته النفسية المرتبكة وفقدانه للحيلة لعدم قدرته على التعاطي مع تطورات الميدان بما يخدم مليشياته.
وكان العزي دوما يغرد منتشيا بانتصارات مليشياته خصوصا عقب سقوط مديريات مأرب الجنوبية وبيحان بشبوة والبيضاء، غير أن انتصارات العمالقة عصفت بنشوة النصر من ذاكرته حين حاول ابتكار معركة وهمية بين العمالقة وأبناء حريب مأرب وأنها خيانة للعمالقة، فيما الحقيقة كانت معركة بين الانقلابيين وأذنابهم في حريب عقب فرار قيادات المليشيات مذعورة من تقدم العمالقة.
تهدئة الأفاعي
وثالثهم، وأكبرهم نفوذا، القيادي محمد علي الحوثي الذي حاول تهدئة الرعب في نفوس قيادات المليشيات بسرد مقولات دينية تبرر الفرار، لكنها أثارت السخرية بين أتباعهم قبل خصومهم .
وغرّد محمد علي الحوثي موجها أتباعه المرعوبين من عمليتي “إعصار الجنوب” و”حرية اليمن السعيد” بزعم: “لا قلق.. الأمور مطمئنة وأن الكل يقظ بين معد ومتحرك”، وهو هنا يكشف عن تهاوي مليشياته في الميدان وتطمين أتباعه بتحرك التعزيزات لإنقاذ موقفهم. كما استشهد بمقولات تاريخية تكشف “سيادة الرعب في أوساط كبار الأفاعي الحوثية”.
ومن القيادات الإعلامية الحوثية التي ترتبط بمكتب زعيم المليشيات الحوثية كان لمنشورات محمد العماد، مالك ومدير شبكة الهوية الإعلامية، صبغة أكثر انهزامية حين حاول مواجهة الانكسار الحوثي في شبوة بالحديث عن تسليم حزب الإصلاح الإخواني المحافظة للجنوبيين.
وحاول القيادي الحوثي إخفاء وجع الهزائم بالحديث عن الانفصال وتوقف المعارك في جغرافيا محافظة شبوة، غير أن تمدد المعارك صوب مأرب وظهور متحدث التحالف العربي العميد تركي المالكي في المحافظة، وإعلانه عملية “حرية اليمن السعيد” عرّى مزاعم العماد وأظهره فاقدا للحيلة في تسويق كذبة جديدة تخفي عوار ذل الهزيمة على جبينه.
مأرب على خطى شبوة
وإذا كانت عملية إعصار الجنوب في شبوة قد عفرت وجوه قيادات مليشيات الحوثي بالهزيمة منذ إعلان ألوية العمالقة انتهاء مراحلها الثلاث بتحرير كامل أراضي شبوة فإن عملية “حرية اليمن السعيد” أهالت ترابا على أحلام الحوثيين وحلفائهم في إيران.
ووفقا للباحث السياسي والأمني المقدم محمد أحمد الولص فإن عملية حرية اليمن السعيد مرحلة مهمة ومفصلية في المشهد السياسي والعسكري اليمني كونها جاءت لقيادة مرحلة جديدة في اليمن بعد ظروف صعبة عاشتها الشرعية عسكريا واقتصاديا وسياسيا.
وقال الولص في حديث لـ”العين الإخبارية” إن “عملية حرية اليمن السعيد تأتي تجاوزا للأخطاء والظروف الصعبة والخلافات التي كانت بين القوى اليمنية المناهضة لمليشيات الحوثي وتمثل نهاية لكل أخطاء الماضي وخطاب الفرقة وتعزيزا للجهود الكبيرة للتحالف العربي”.
وثمن الولص “الدور التاريخي لقوات العمالقة الجنوبية، كون هذا النصر العسكري الذي حققته، يعد مرحلة جديدة أعادت روح الأمل ورفعت راية النصر ومعنويات الجميع في مأرب وشبوة والجوف والبيضاء وكل مكان من اليمن”.
وأكد الولص أن “النصر في بيحان وحريب يشكل العمود الفقري لعملية حرية اليمن السعيد، والتي ستكون شاملة عسكريا وسياسيا لكل القوات جنوبا وشمالا للعمل في خندق واحد لمواجهة المشروع الإيراني”.
ومن أبرز إيجابيات عملية حرية اليمن السعيد وانتصارات العمالقة حسب المقدم محمد أحمد الولص هو “تحويل الموقف العسكري من التقهقر والدفاع إلى الهجوم والانتصارات على العدو الحوثي”.
وأشار الباحث اليمني إلى أن “تقدم قوات العمالقة لتحرير حريب مأرب هو موقف أخوي صادق مقدر لهذه القوات التي جاءت لإسناد الجيش الوطني والمقاومة، وبتقدمها منذ أكثر من أسبوع حدث التحول الكبير عسكريا في المعادلة العسكرية”.
وكشف الباحث الأمني عن ترتيبات وتنسيق واسع بين العمالقة والجيش وقيادتي محافظتي شبوة ومأرب لخوض المهام العسكرية الجديدة سويا، بإشراف وقيادة العمليات المشتركة للتحالف.
وأشاد الولص بالدور الكبير للتحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات ودعمهم اللامحدود على كل المستويات، مبشرا بمفاجآت وانتصارات ميدانية ستسر الجميع وتغيظ العدو الحوثي الذي يعيش حالة من الذعر.