كريتر نت – العين الإخبارية
تمضي ألوية العمالقة الجنوبية في انتصاراتها العسكرية، التي وصلت، الإثنين، إلى مركز مديرية حريب، جنوب محافظة مأرب.
هذه الانتصارات، وأخرها تحرير حريب، تؤكد أن العمالقة هي الخيار الأمثل لدحر مليشيات الحوثي، كما تؤكد مضي العملية العسكرية التي أطلقها التحالف العربي مؤخرًا ، نحو تحرير آخر شبر من سيطرة المليشيات.
فمعركة حريب التي شنتها قوات ألوية العمالقة على ثلاثة مراحل، تكتسب أهميتها الاستراتيجية من أنها نقطة انطلاق لتحرير محافظة مأرب أولا، وباقي محافظات اليمن ثانيا، وفق ما أكده محللون عسكريون لـ”العين الإخبارية”.
الأهمية الجغرافية
تمتاز مديرية حريب بمحيطها الجبلي، ووجود سلسلة مرتفعات تطوقها من مختلف جهاتها الأربع؛ الأمر الذي يجعل تحريرها مكسبًا ونصرًا عسكريًا كبيرًا؛ خاصة في ظل قربها من بقية مديريات محافظة مأرب.
كما أن هذه المرتفعات تتصل بمديريات مجاورة لمحافظتي شبوة “شرقًا” والبيضاء “جنوبًا”، ومديريتي الجوبة والعبدية “شمالًا”، وهو ما يمثل تأمينًا لإنجازات العمالقة في شبوة، وتهميدًا للتوغل صوب البيضاء وبقية مناطق مأرب التي لا تزال في قبضة المليشيات.
بالإضافة إلى أن التحرير الكامل لمديرية حريب يزيح عن كاهل العمالقة معضلة التضاريس الجبلية الوعرة التي أعاقت سرعة تحرير المديرية، مقارنة بالزمن القياسي لتحرير مديريات غرب شبوة، الصحراوية والمنبسطة نسبيًا.
الأهمية الاستراتيجية
يؤكد القيادي العسكري المتقاعد في الجيش اليمني، العميد متقاعد عبدلرؤوف العولقي، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية حوّلت مديرية حريب بعد السيطرة عليها في سبتمبر/آيلول الماضي، إلى قاعدة عسكرية لانطلاق قواتها المسلحة نحو جبهات جبل البلق الاستراتيجي المحيط بمدينة مأرب، والمطل على “مركز المحافظة”.
ويقول العولقي لـ”العين الإخبارية”: إنه بتحرير مديرية حريب ووصول ألوية العمالقة الجنوبية إلى عقبة ملعاء، تنقطع الامدادات عن الجبهات المتقدمة للحوثيين في جبل البلق الشرقي، وباتت المليشيات بذلك منعزلة ومحاصرة تمامًا.
وهو ما يجعل احتمال استسلام عناصر مليشيات الحوثي في المنطقة مرجحا في الأيام القادمة، بعد أن صار مصيرهم محتومًا، بعد حصارهم من الشمال عبر قوات للجيش اليمني، وجنوبًا من قوات ألوية العمالقة.
ويشير الخبير العسكري المتقاعد إلى أن قوات العمالقة صارت الآن تسيطر على مناطق هامة في العمق القبلي لمأرب، وهو ما يجعل لحريب أهمية كبيرة على خارطة العمليات العسكرية الجارية لتحرير كافة مناطق مأرب.
وتابع “ما بعد حريب لن يكون كما قبلها؛ فتحرير المديرية وسلاسلها الجبلية الوعرة سيمثل انطلاقًا نحو البيضاء جنوبًا، ومديريات محافظة صنعاء غربًا، فيما ستكون مواقع الحوثيين في العبدية والجوبة محاصرة تمامًا”.
انتصار محوري
الصحفي والمحلل اليمني، سالم المجيدي، وصف تحرير مديرية حريب بأنه “نصر عسكري محوري”، ترتبط به الانتصارات السابقة في شبوة، وتقوم عليه بقية الانتصارات القادمة، والمتوقعة في البيضاء وبقية مديريات مأرب.
وتحدث المجيدي لـ”العين الإخبارية” عن الصعوبة التي واجهتها ألوية العمالقة الجنوبية في حريب؛ ليس لقوة المليشيات ولكن بسبب التضاريس الوعرة التي اتسمت بها طبيعة المديرية ومرتفعاتها وجبالها.
ولم ينسَ المحلل اليمني الإشارة إلى حقول الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية الانقلابية في كل نواحي حريب، وتفننت في تمويهها؛ وهو ما تسبب بتأخير عملية التحرير وجعلها تستغرق وقتًا وزمنًا أطول.
المجيدي اعتبر ما تحقق في حريب وما هو متوقع في بقية المحافظات اليمنية بدعم التحالف العربي، مسمار أخير في نعش مليشيات الحوثي الانقلابية ومشروع إيران في المنطقة العربية؛ فمأرب تمثل خط الدفاع الأول للأمة العربية في وجه إرهاب طهران ومشاريعها التدميرية.