كريتر نت – متابعات
شهد مسرح المواجهات العسكرية، في اليمن، تحولات هامة غيرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع، بعد إطلاق قوات العمالقة عملية كبيرة توجت بتحرير شبوة ومناطق في مأرب من قبضة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ودق التحول الأخير في معادلة السيطرة على الأرض، أجراس الخطر في أوساط الحوثيين، وإيران على حد سواء، وتجلى ذلك بوضوح في قرارهم بشن هجمات إرهابية على منشئات مدينة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقبله قرار القرصنة على سفينة الشحن “روابي” قبالة ساحل الحديدة.
ورغم أن الهجمات ليست ذات تأثير بالمعيار العسكري، إلا أنها عكست رغبة حوثية ملحة للانتقام من الإمارات، على واحدة من أشد الانتكاسات العسكرية في السنوات الثلاث الماضية، ففي الوقت الذي ظن فيه الحوثيون، أنهم قد اقتربوا من السيطرة على كامل محافظة مأرب النفطية، وجدوا أنفسهم يمنون بهزائم كبيرة.
وفي وقت قصير، نجحت ضربة مضادة نفذتها قوات ألوية العمالقة، بإسناد من التحالف العربي، في إخراج المسلحين الحوثيين، من شبوة، وكان أساس النصر الأخير قائما على ترتيب عملي أدارته الإمارات.
وبعد وقف تقدم الحوثيين، واستعادة مديريات عسيلان وبيحان وعين في شبوة، تقدمت هذه القوات بعد ذلك نحو مأرب، وطردتهم من مديرية حريب، وبالنتيجة ضيقت الخناق بشكل كبير على خطوط إمداداتهم، وقوضت بشكل هائل زحفهم للسيطرة على مدينة مارب و”صافر” مركز الطاقة الرئيس في اليمن.
ووجد الحوثيون أنفسهم في مأزق عسكري كبير، حيث إن حملة قوات العمالقة مسنودة بالتحالف، قضت سريعا على جميع المكاسب التي حققوها في شبوة وفي خاصرة مأرب الجنوبية، خلال النصف الثاني من عام 2021.
وألقت الجماعة باللائمة في الانتكاسة الجديدة على دولة الإمارات التي حركت ألوية العمالقة من الساحل إلى شبوة، وللمرة الأولى منذ سنوات، كان عدد من قيادات الصف الأول العسكرية والسياسية للحوثيين يطلقون رسائل تهديد نحو أبوظبي.
وارتفع منسوب الغضب الحوثي تجاه الإمارات، مع وصول العملية العسكرية إلى مأرب وسيطرة قوات العمالقة على مديرية حريب، حيث هدد المتحدث العسكري باسم الجماعة -يحيى سريع، باستهداف معرض إكسبو الدولي في دبي، فيما هددت قيادات أخرى باستهداف برج خليفة.
وأعادت الهجمات التي نفذت باستخدام صواريخ بالستية وطائرات دون طيار متطورة إيرانية الصنع، فتح أعين الكثير من العواصم الغربية على خطر حقيقي يتهدد أمن المنطقة من شمالي اليمن، حيث توالت ردود الفعل المنددة والمطالبة بضرورة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.
ويقول خبراء إن مخاوف الحوثيين من تكبد هزائم إضافية في ساحة المعركة ستدفعهم إلى شنّ المزيد من الهجمات ليس على الإمارات فحسب، بل على السعودية وعلى حركة الشحن الدولية أيضاً.
ووفقا تقرير الخبراء الدوليين، فقد أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، حتى 1 أكتوبر 2021م نحو (92) زورقا مفخخا بالبحر الأحمر، وهو ما أدى إلى تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية.